ماكس ستاينكي مكتشف النفط بالسعودية

كان ماكس ستاينكي عالم جيولوجي أمريكي ، وهو من الأشخاص التي تركت بصمة حقيقية في التاريخ ، وظل ماكس ستاينكي كبير الجيولوجيين في شركة كاليفورنيا أرابيان ستاندرد أويل حوالي 14 عامًا من عام 1936 حتى عام 1950 ، وكان ماكس ستاينكي له الفضل في اكتشاف المملكة العربية السعودية أول بئر نفط لها في عام  1938  ، حصل ماكس ستاينكي على شهادة البكالوريوس في مجال الجيولوجيا من جامعة ستانفورد ، وتوفي هذا العالم الجيولوجي البارز عام 1952 ، وظلت أعماله مخلدة في التاريخ ، حيث أنه قام باكتشاف العديد من أماكن النفط كالتي موجودة في نيوزلندا ، وألاسكا ، وكاليفورنيا وغيرها .

حياة ماكس ستاينكي المبكرة

عاش ماكس ستاينكي سنواته الأولى في منزل بسيط قريبًا من بروكينغز ، أوريغون ، وغادر المنزل وهو في عام الثانية عشر باحثًا عن عمل يكسب منه نقودًا ، وبالفعل وجد ماكس ستاينكي عمل في مصنع أخشاب في مدينة كاليفورنيا ، واستطاع أن يتكفل بنفسه وأكمل دراسته في المدرسة ، وبعدها التحق بالجامعة عام 1917 ، حيث أنه التحق بجامعة ستانفورد ودرس في قسم الجيولوجيا وتخرج منها عام  1921 .

وصول ماكس ستاينكي الى المملكة العربية السعودية

في عام (1879)، كانت ظروف الحياة صعبة وبدائية للمستكشفين في المملكة العربية السعودية. لم تكن هناك وسائل راحة متوفرة بتاتا. عندما زار ماكس ستاينكي المملكة عام 1934، وجد أن الجيولوجيين يعيشون في خيام في البداية، ثم انتقلوا للعيش في أكواخ من الطين. تحسنت الوضعية مع مرور الوقت، حيث تم توفير وسائل الراحة، مثل تركيب مكيفات الهواء وغيرها، مما جعل حياة المخيم أكثر قبولا إلى حد ما. سرعان ما تكيف ماكس ستاينكي وزملاؤه الجيولوجيين مع البدو في السعودية، حيث كانوا يحاولون دائما محاكاة الثقافة والعادات المحلية .

في البداية، قام الجيولوجيون في الموقع بإجراء دراسة مفصلة للأرض في المملكة، على أمل العثور على طبقات مثيرة للاهتمام. قامت المملكة العربية السعودية بشراء طائرة لاستطلاع المنطقة. استمر ماكس ستاينكي وزملاؤه في البحث عن الهيدروكربونات في عمق الأرض، على أمل العثور على أي نفط. عندما تحددت طائرة الاستطلاع لنمط سطحي يشير إلى وجود شيء، كان الطاقم يهبط إلى الموقع ويبدأون البحث .

ماكس ستاينكي وحفر الهيكل في المملكة العربية السعودية

منذ اليوم الأول، كان معروفا أن ماكس ستاينكي هو جيولوجي نشط، ولكن الأمور في المملكة لم تكن ثابتة، حيث كانت هناك قليل من المؤشرات التي تشير إلى وجود النفط. عمل ماكس ستاينكي بطرق مختلفة عن زملائه الجيولوجيين، حيث استخدم تقنيات جيوفيزيائية، وعلى الرغم من أنها لم تكن موثوقة في ذلك الوقت، إلا أنها ساعدت بدون شك. استخدم ماكس ستاينكي ما يسمى بالمثقاب المحمول لتحديد الهياكل المضادة للقطع على عمق كبير، حيث كان ملما بما يكفي بهذه التقنية .

بعد ذلك، اقترح ماكس ستاينكي طريقة مختلفة حيث قام برسم خريطة جيولوجية تحت سطح الأرض أثناء حفره للهيكل. قام بجمع المعلومات وحفر العديد من الثقوب ذات القطر الصغير لتحديد العمق والارتفاع السطحي للطبقات المهمة من مكان لآخر. قام ماكس ستاينكي بهذه الطريقة لاكتشاف وجود تراكم نفطي في بعض المناطق، وساعدته طريقة حفر الهيكل كثيرا .

ماكس ستاينكي واكتشاف بئر الدمام 7

بعد أن قام ماكس ستاينكي بجهد كبير، بدأ عمله يؤتي ثماره، وفي عام 1938، تحديدا في شهر مارس، كان ماكس ستاينكي ورفاقه يحفرون في بئر الدمام رقم 7 وأخيرا تم اكتشاف النفط، وهذا البئر ينتج ما يقرب من 3800 برميل يوميا، ومن هذا البئر العظيم ولد النفط في المملكة العربية السعودية، حيث تم اكتشاف آبار أخرى مثل غوار وبقيق وغيرها من الآبار .

دور البدو في ايجاد النفط في المملكة العربية السعودية

ابتدأ الأمر كله في عام 1938 حيث بدأ البدو الأصليون في تقديم المساعدة للجيولوجيين في عملهم، وتحديدا، قام بدوي سعودي يدعى خميس بن ريثان بمساعدة ماكس ستاينكي في العثور على أول بئر نفط في المملكة العربية السعودية، ولعب هذا البدوي دورا فعالا حقا حيث كان خبيرا في الملاحة الصحراوية، واستخدم النجوم كبوصلة للفريق، وعرف المواقع التي تحتوي على النفط .

الجوائز التي حصل عليها ماكس ستاينكي

حصل ماكس ستاينكي على العديد من الجوائز منها :

• تم إنشاء جائزة سيدني باورز التذكارية، وكانت هذه الجائزة مخصصة للرابطة الأمريكية لعلماء جيولوجيا النفط، وحصل عليها في عام 1951  .
• حصل ماكس ستاينكي على لقب أستاذ في كلية العلوم الأرضية في جامعة ستانفورد .
• تم منح ماكس ستاينكي تكريمًا في بيت الضيافة الخاص بمعسكر أرامكو السكني في الظهران .

تكريم ماكس ستاينكي ووفاته

في عام ١٩٥١م، منحت الجمعية الأمريكية الخاصة بجيولوجيين البترول ميدالية سيدني باور الذهبية لماكس ستاينكي. كانت هذه الجائزة واحدة من أعظم الجوائز في ذلك الزمان، حيث قام ماكس ستاينكي بكشف عظيم في المملكة العربية السعودية. تسبب هذا الاكتشاف في اكتشاف الكثير من النفط في المملكة العربية السعودية لاحقا، وذلك بتبعية نهج الهيكل الذي اتبعه ماكس ستاينكي. وظل الكثير من الجيولوجيين يتبعون هذا النهج بعده. توفي ماكس ستاينكي عن عمر يناهز ٥٤ عاما، وترك وراءه الكثير من المعلومات القيمة حول طرق التنقي .

بداية ظهور النفط في العالم

بدأ تاريخ صناعة النفط والغاز الحديث في عام 1847، عندما اكتشف الكيميائي الاسكتلندي جيمس يونغ تسرب النفط الطبيعي في منجم Riddings للفحم. استخدم يونغ عملية التقطير للحصول على زيت رقيق خفيف مناسب للمصابيح وزيت أكثر كثافة مناسب للتشحيم. بعد نجاح عمليات التقطير، بدأ يونغ في تجربة المزيد من الفحم وتمكن من تقطير العديد من السوائل، بما في ذلك نوع بسيط من البترول. نتيجة لذلك، حصل على براءة اختراع لهذه الزيوت وشمع البارافين المقطر أيضا من الفحم في عام 1850. في نفس العام، شكل شراكة مع الجيولوجي إدوارد وليام بيني. قام الشركاء بتأسيس أول مصفاة تجارية وأعمال نفطية حقيقية في العالم، حيث قاموا بتصنيع زيت وشمع البارافين من الفحم المستخرج محليا .

لم يكن جيمس يونغ هو العالم الوحيد الذي اكتشف اختراعات الفحم في القرن التاسع عشر، حيث قام العالم الكندي في علم الجيولوجيا، أبراهام بينو جيزنر، في عام 1846 بتكرير سائل من الفحم الحجري والزيت والبيتومين الذي كان يحرق بشكل نظيف أكثر وأرخص من الزيوت الأخرى، وأطلق عليه اسم الكيروسين. وتم إنشاء شركة الكيروسين للغاز في عام 1850 لاستخدام النفط في إضاءة شوارع هاليفاكس ومن ثم الولايات المتحدة .