العملاتمال واعمال

ماذا يعني رفع الفائدة من الفيدرالي الامريكي

حدثت ضجة قبل قليل واحتلت عناوين الأخبار عنوانا `رفع الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي`. هزت جميع الأسواق العالمية بين مؤيد ومعارض. يعود أهمية هذا الحدث إلى تأثيره على أسواق جميع دول العالم بهذا القرار، وسيكون له تأثير إيجابي أو سلبي حسب القيمة التي تم رفعها وحسب السوق والدولة نفسها. فالتأثير سيكون سلبيا على بعض الدول، بينما ستستفيد أسواق أخرى من زيادة هذه الفائدة. ولكن ماذا يعني رفع الفائدة من البنك الفيدرالي الأمريكي؟ وما هي اللجنة الفيدرالية والبنك الفيدرالي الأمريكي؟! هذا ما سنناقشه الآن ..

كيف يتخذ البنك المركزي الأمريكي قرار رفع أو خفض معدل الفائدة

يجتمع البنك الفيدرالي الأمريكي ثماني مرات في العام مع اللجنة الفيدرالية لدراسة الاقتصاد العالمي والأوضاع الاقتصادية في جميع أنحاء العالم وتحليل حجم التضخم في الأسواق، ثم يتخذ البنك الفيدرالي قرارا بشأن رفع الفائدة أو خفضها أو الاحتفاظ بها، وهو ما يعلن عنه، وتتمثل الأسباب التي تؤخذ في الاعتبار عند تحديد معدل الفائدة في الحفاظ على استقرار الأسعار عن طريق مكافحة التضخم.

قامت جانيت يلين، رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بالإعلان عن رفع الفائدة في إشارة (3619)، حيث صرحت قائلة: `ربما تكون هناك زيادة مناسبة في سعر الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي منتصف الشهر، إذا أظهرت إحصائيات البطالة والتضخم أن انتعاش الاقتصاد يتواصل`.

ترجع أهمية البنك الفيدرالي الأمريكي إلى كونه القبلة الأولى لجميع المستثمرين والأسواق في العالم بأجمعه، ويعتبر المتحكم الأول في الاقتصاد الأمريكي والعالمي، ويسعى باستمرار لتحسين حالة الاقتصاد.

رغم أن الزيادة في معدل الفائدة تتراوح بين 0.25% و 0.50% فقط، إلا أن لها تأثيرا على الاقتصاد والعالم بشكل عام. عندما تتعرف على حجم الضجة التي أحدثتها خبر رفع الفائدة، قد تشعر كأنه تم رفعها بشكل كبير جدا وضخم. ولكن عندما تتعرف على القيمة الفعلية للزيادة، ستشعر بالدهشة وستدرك أهمية البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وأهمية الدولار الأمريكي بشكل خاص. فقد أثرت هذه الزيادة الطفيفة في معدل الفائدة بشكل كبير على هذا العالم، وبالتأكيد فإن ذلك يعكس أهمية الاقتصاد الأمريكي الذي يمتلك أكثر من 18 تريليون دولار.

ما هو تأثير رفع معدل الفائدة على العملات الأخرى والدول؟ يعتمد تأثير رفع الفائدة على العملة نفسها، فعلى سبيل المثال، يعتبر هذا التأثير مهما جدا للدولار، وسوف يظهر ذلك بشكل كبير خلال الحركات التجارية العالمية القادمة، وفي الاحتياطي العالمي سيكون هناك تأثير إيجابي، ولكن ليس بالضرورة على جميع العملات، فهناك عملات أخرى سوف تتأثر بشكل سلبي، خاصة في الدول غير النفطية، وذلك لأن هذه الدول تحتاج دائما إلى الدولار كعملة أساسية في الاستيراد، فعند رفع معدل الفائدة، سوف تتأثر إيراداتها سلبا

 

وبالتالي، ستواجه هذه الدول نقصا، ومن بين هذه الدول “مصر والسودان والمغرب والأردن”، فإن هذه الدول تحتاج بشكل دائم إلى انخفاض سعر الدولار، وليس العكس، خاصة لأنها تحمل غالبية ديونها في الدولار وستزيد قيمة هذه الديون عند رفع أسعار الفائدة. أما الدول الأخرى التي تمتلك الدولار وليس لديها نقص فيه مثل “البرازيل وأمريكا وتركيا“، فإن الأمر سيكون مربحا بالنسبة لها وستزيد عوائدها واستثماراتها وسيحدث ازدهار، وهذا بالطبع سينعكس إيجابا على مستوى المعيشة وفرص العمل بعد زيادة حجم الاستثمارات.

 

يحتل الدولار مكانة كبيرة جدا في العالم، حيث يعد أساس التجارة العالمية، ويعد العملة الأكثر استخداما في الاستثمارات العالمية في جميع أنحاء العالم، إلى جانب كونه عملة أكبر اقتصادات العالم. ويتم استخدام الدولار في نحو 90٪ من عقود التجارة على مستوى العالم، كما أنه العملة الوحيدة التي اتفق العالم على استخدامها في دفع أكثر من نصف قيمة صادرات العالم، وأخيرا فهو العملة التي يتم تسعير النفط بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى