ماذا حدث في أمسية الشاعرة اشجان هندي في معرض الكتاب بجدة ؟
مواقع التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا الحديثة جعلت مِن المواطن العادي مراسلاً صحفياً جماهيري، فحيثما وجد، ووجد ما جذبه، أو وجد مالا يرضيه فقط يلتقط صورة، أو يسجل مقطع فيديو وينشرها على أحد حساباته بموقع التواصل الاجتماعي، هُنا فقط توقف وأنظر..! ستجد الموضوع يصل لكبرى الصحف، والمواقع الإلكترونية، ويكتب عنه الجميع وتُدشن له وسوم على تِلك المواقع يتفاعل معها الكثير، ورُبما كُرم شخص، أو تم مُعاقبته نتيجة ذلك، وربما ينال مِن المدح أرطالاً، ومِن الذم أيضاً أرطالاً أو يزيد. وهذا ما حدث في تِلك الأمسية الشعرية التي أبطالها مصور، محتسبان، وشاعرة، وحاضرين، وجملة نعم يرضينا! والمكان: معرض الكتاب.
البداية…مقطع فيديو
تداول نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر يوم السبت الثاني عشر مِن ديسمبر الحالي مقطع فيديو يظهر تدخل بعض المحتسبين لإيقاف الشاعرة أشجان هندي مِن إلقاء قصيدتها وسط جمهور كبير ملأ قاعة الحضور في أول أمسية شعرية في معرض الكتاب الدولي بجدة.
وفي المقطع، يعارض أحد المحتفظين إلقاء قصائد الشاعرة أمام الرجال، ويُطلب منه المنظمون أن يخرج من القاعة بعد انتهاء الأمسية ويعبر عن اعتراضه خارجها، وبالفعل، خرج المحتفظ غاضبًا من القاعة.
وعندما بدأت هندي بإلقاء القصيدة، تدخل شخص آخر يدعى محتسب وقال بصوت عالٍ: هل يرضيكم هذا، يا إخوان؟ فرد عليه الحاضرون جميعًا بنعم، ومن ثم استجاب لطلب المسؤولين عندما قاموا بطرده من القاعة.
ثم أردفت قائلة عن الموقف الذي تعرضت له: دخل الرجل الأول عنوة صارخاً على المسرح، وأراد إيقافي شخصياً، وكان اعتراضه على ظهوري على المسرح، وليس على القصيدة، بعد أن عاد الأول لمكانه ظهر آخر وقال قولته “أيرضيكم هذا”، ثم ظهر آخر كبير في السن وقال”عيب يا ابنتي أن تقفي أمام الرجال”. وأضافت هندي أنها لا تعترض على وجهة نظرهم عليها شخصياً اعتراضها أنه ليس مِن حقهم أن يجيزوا لأنفسهم أن يكونوا كاتمين صوت، وأن يقوموا بإلغاء أي شخصية، وعبرت أنها ضد الإلغاء والإقصاء بكل أشكاله. وبرغم ذلك استمرت الأمسية، وبجماهير ليست بالقليلة كما قال شهود العيان.
أستاذ مساعد في الأدب العربي الحديث، شاعرة سعودية تهوى الشعر وتعتنقه حيث قالت في أحد حوارتها الصحفية” الشعر عشقي، وتجليّات موهبته داخلي تُذهلني”، وتُعتبر مِن أشهر الشاعرات السعوديات اللاتي تركن بصمة قوية في هذا المجال، ولفتت الأنظار لها في هذا الوسط، حيث وصفها الروائي، والشاعر، والوزير الراحل غازي القصيبي بـ الشاعرة الكبيرة والمدهشة. هي مِن مواليد عام 1968م في جدة، حاصلة على بكالوريوس في اللغة العربية آدابها مِن كُلية الآداب في جامعة الملك عبد العزيز، كما أنها حاصلة على درجة الماجستير مِن جامعة الملك سعود، والدكتوراه مِن لندن عام 2005م، وذلك مِن كُلية الدراسات الشرقية، والإفريقية SOAS.
شاركت في مؤتمر الشعر العالمي في لندن عام 2012، ولها العديد من المجموعات الشعرية مثل `مطر بنكهة الليمون`، و`للحلم رائحة المطر`، و`غيوم أبكارا`. تمت ترجمة بعض أعمالها إلى لغات أخرى.