ماذا بعد فشل الحقن المجهري
إذا كنتِ تكافحين من أجل حدوث الحمل بشكل طبيعي، فإنه قد يتأخر الأمر ويأخذ بعض من الوقت مما قد يعرضك للإحباط وخيبة الأمل كل شهر. لكن قد يكون الأمر أكثر قساوةً عندما لا يحدث حمل بعد محاولة ومشقة تجربة الحقن المجهري. يوجد في الأغلب مجالان للنظر فيهما في هذه المرحلة: الاستجابة لإحساس الخسارة، والتي يجب التغلب عليها سريعاً، أو اللجوء للخيارات الطبية الأخرى التي يجب الإقدام عليها لاستكمال الخطوات التالية في رحلة الخصوبة.
التعامل مع فشل الحقن المجهري
من المهم أن تأخذ فترة استراحة بسيطة بعد هذه التجربة الصعبة، حيث قد تكون هناك خسائر نفسية أو مادية أو جسدية. لذا يمكنك أن تأخذ أسبوعا كاملا للاستراحة من كل شيء حتى تتمكن من استعادة نفسك. بدلا من قضاء هذا الوقت في الصراخ أو البكاء أو التسلية الزائدة بالأطعمة، يمكنك القيام بأي نشاط يساعدك على توجيه مشاعرك، حيث إنها ردود فعل طبيعية لهذا الوضع.
- لا تلومي نفسك أبدًا بسبب فشل الحقن المجهري: العملية تتكون من عدة مراحل، بدءا من استخراج البويضات وتحويلها إلى أجنة، ثم نقل الأجنة إلى الرحم وهذه هي المرحلة النهائية للعملية. يبذل المركز الطبي قصارى جهده لاختيار الأجنة الأكثر صحة لزراعتها في الرحم، ومن ثم يصبح الأمر خارج نطاق أي شخص ولا يوجد شيء يمكنك فعله فعليا لتأثير نسبة نجاح زراعة الأجنة.
- عليك بالاحتفاظ بسرية الأمر: في الفترة التالية لتلك المحاولة الفاشلة كونِ أكثر انتقائية حول من تخبرينه بهذا الأمر، سواء لأشخاص من العائلة أو من الأصدقاء المقربين مثلاً. وحتى في حالة معرفة أي شخص صدفةً بشأن الحقن المجهري، حاولي ألا تخبريهم بكل التفاصيل، وما الذي حدث معك بالضبط، لأن هذا من شأنه الضغط أكثر على أعصابك وإعطائك شحنة توتر مضاعفة.
- حاولي التواصل مع الطبيب المعالج: بعد أن تسمحي لنفسك ببعض الوقت للتعافي من ألمك النفسي والعاطفي، من الضروري أن تجمعي قواكِ وتحددِ موعدًا مع طبيبك المعالج، فسيراجع الطبيب جميع تفاصيل العملية، بدءًا من بداية تناول منشطات تحفيز المبيض، وصولاً لأي مشاكل تتعلق بجودة البويضات أو كميتها، هذا إلى جانب المشاكل في تطور الجنين أو نقلها.
وضع خطة مستقبلية بعد فشل الحقن المجهري
بعد تجربتك الأولى في عملية الحقن المجهري، الوضع الطبيعي والمفترض هو الاتصال بالإنترنت والبحث عن الخطوات التالية. يمكنك البدء في البحث عن مراكز خصوبة جديدة يمكن تجربتها. في هذه المراكز، يتاح لك لقاء أخصائي الخصوبة ومناقشة أي معلومات جديدة تم الحصول عليها من التجربة الأولى، ثم الانتقال إلى خطة علاج أكثر استنارة للتجربة التالية.
على سبيل المثال: يمكن تحديد ما إذا كانت المشكلة في مرحلة غرس الأجنة أو التعرض للإجهاض وأسبابه واختبار الأنسجة الخاصة بالجنين التي يمكن أن تكشف ما إذا كان السبب هو اضطراب كروموسومي أو وراثي. قد تفكر بعد ذلك في إجراء فحوصات وراثية على الأجنة المتبقية أو بمعنى أدق المجمدة. إذا كانت الأجنة المجمدة صحية ولم تظهر عليها أي مشاكل أخرى، فقد تحصلين على النتائج التي تريدينها مع تكرار العملية مرة ثانية.
الدعم النفسي بعد فشل الحقن المجهري
بالتأكيد مررت بتجربة عاطفية وجسدية صعبة، ومن الضروري أن تعطي نفسك الوقت الكافي للتعافي والحزن أيضا. خذ بعض الوقت للاسترخاء وامنح نفسك بعض الأيام أو ربما بضعة أسابيع، حتى تعود الهرمونات والدورة الشهرية إلى حالتهما الطبيعية بعد فشل الحقن المجهري. قد تحظى بعض السيدات بالحظ إلى حد ما وتعود دورتهم الشهرية إلى طبيعتها بسرعة نسبية، بينما يمكن أن ينتظر بعض السيدات لعدة شهور حتى تعود دورتهم الشهرية إلى الوضع الطبيعي الذي كانت عليه قبل ذلك. وعندما تصبح دورتك الشهرية منتظمة، يمكن الاعتقاد على الأقل بأن جسدك يعود إلى حالته الطبيعية ويمكن البدء في إعادة الأمل والمحاولة مرة أخرى، إما بالحقن المجهري أو بدعم علاجي لتحقيق الحمل بشكل طبيعي.
التواصل مع أشخاص لديهم تجربة مماثلة
يعرف الأشخاص الذين يعانون من تأخر الإنجاب أو فشل الحقن المجهري مدى صعوبة هذه التجربة. بعد الفشل، يشعر الأشخاص دائما بالوحدة، ولكن يجب أن يتذكروا أنهم ليسوا الوحيدون الذين يشعرون بالفشل، حيث يواجه حوالي زوجين من كل سبعة أزواج في المملكة المتحدة صعوبة وتأخر في الحمل.
في الوقت الحالي، يتم التحدث عن تلك المشاكل بشكل أكثر انفتاحية، ويتم نشر المزيد والمزيد من المقالات حولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لذا، إذا كنت تعتقدين أن التواصل مع الخبراء سيساعدك، فالأفضل أن تنضمي إلى إحدى مجموعات الدعم النفسي لتأخر الحمل، مثل تلك التي توجد في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي. كما أنه من المفيد أن نتحدث عن كل ما في دواخلنا، بما في ذلك العواطف مثل الغضب والاستياء والغيرة والإرهاق والخوف، لأن كل هذه العواطف شرعية. وكلما تحدثنا أكثر عن فشل الحقن المجهري والمشاكل التي تواجهه، كلما أصبح الأمر أقل حساسية.
نصائح لتفادي فشل الحقن المجهري
- تناول الفيتامينات: تؤثر المكملات الغذائية عالية الجودة المعززة للخصوبة في النظام الغذائي بشكل مباشر على جودة البويضات وتحسين البيئة الخصبة في جسم المرأة لقبول الجنين به، حيث إن خلايا الجسم تتكون من العناصر الغذائية التي يتم تناولها، وتعتبر البويضات أحد أهم هذه الخلايا في جسم المرأة. ويفضل بدء تناول المكملات الغذائية في الفترة من ثلاثة إلى ستة أشهر قبل المحاولة الثانية للحقن المجهري، ولكن حتى في حالة تناولها لمدة شهرين فقط، فإن هذا لا يزال مفيدا.
- تحسين ساعات النوم: يؤثر نوع وكمية النوم على الهرمونات الجنسية والتبويض، لذلك من الضروري التأكد من أنك تحصل على قسط كاف من النوم الجيد يوميا، وخاصة في الفترة التي تسبق الحقن المجهري. لذا، حاولي الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ مبكرا وفي نفس الوقت كل يوم. احذري من وجود أجهزة الترفيه الإلكترونية في الغرفة، مثل التلفزيون، أو الهاتف، أو الجهاز اللوحي `التابلت`. اتجنبي شرب الكافيين، لأنه يمكن أن يتداخل مع دورات النوم الصحية. كما أن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق تساعد الجسم والعقل على تكوين نظم بيولوجية طبيعية. استرخي قبل النوم من خلال التمدد أو تناول الشاي أو كتابة اليوميات.
- الحد من التوتر: عملية تجريب الحقن المجهري مرهقة، وتشير الأبحاث إلى أن المستويات الأقل من الإرهاق الفسيولوجي تؤدي إلى نجاح أعلى في محاولة الحقن المجهري. بالإضافة إلى ذلك، تشير الاختبارات النفسية القياسية إلى أن الشعور بالاسترخاء يساعد على الحمل.
- تناول الأطعمة التي تعزز الخصوبة: تعتبر الأطعمة الطبيعية عاملا جوهريا يساعد في التكاثر، وفيما يلي مجموعة من الأطعمة التي يعتقد أنها تعزز الخصوبة، لذا يجب دمج هذه الأطعمة في نظامك الغذائي قبل القيام بالعملية، وتشمل ذلك: غذاء ملكات النحل، بطارخ السمك، الكافيار، المكسرات، الأعشاب البحرية، نخاع العظم، المحار، الخرشوف، الحليب، الشوفان، بذور الكتان، التوت، كما ينصح أيضا بتناول الحبوب الكاملة التي تحتوي على خلايا جرثومية مخصبة ومغذية، وتناول الأطعمة الطازجة العضوية الموسمية الخالية من الهرمونات.