ما هي نظرية العزو السببي
نظرية العزو السببي
تعتبر نظرية العزو السببي من أهم نظريات علم النفس الاجتماعي المسؤولة عن دراسة الجوانب النفسية للإنسان. من خلال هذه النظرية، يمكننا فهم وتحليل سمات وسلوكيات الإنسان، وذلك بهدف فهم الآخرين وتسهيل التفاعل والتواصل معهم. يطلق عليها أيضا اسم `نظرية الإسناد السببي`، ونظرا لأهميتها، أصبحت واحدة من أهم النظريات التي تدرس في الجامعات والمدارس.
ترتبط هذه النظرية بنظرية الأسلوب التوضيحي، حيث تدرس تأثير الأحداث السلبية على الإنسان، وعلى سبيل المثال، إذا كان الأشخاص يتعرضون للأحداث السلبية ويتعاملون معها بالإحباط والتشاؤم، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب.
كيف نشأت نظرية العزو السببي
هناك بعض العلماء الذين ساهموا في تطوير نظرية العزو السببي، وهؤلاء العلماء هم:
وضع العالم هايدر Heider عام 1958 أساس نظرية العزو السببي، فهو أول من أقترح فكرة وجود نظرية تفسر الجوانب النفسية والداخلية للإنسان.لثاني
بعد ذلك، قام العالم واينر وبعض العلماء بتطوير نظرية العزو السببي، حيث افترض التطوير أن الإنسان يحاول تفسير الأسباب الخفية وراء سلوك الآخرين، ويقوم بذلك من خلال ثلاث خطوات تشمل تفسير الجانب النفسي للشخص الآخر
- الأولى أن يلاحظ بدقة سلوك الإنسان.
- الخطوة الثانية هي التأكد من أن سلوك الشخص طبيعي ومن شخصيته أو تصرفه المقصود.
- أما الخطوة الثالثة في التنبؤ بسلوك الآخرين، فهي تتضمن أن يكون السلوك الذي يتم عرضه إما ناتجا عن الموقف أو مبنيا على شخصية الفرد.
عندما ينفعل شخص ما، فقد يكون هذا الانفعال ناتجًا عن موقف معين تعرض له وأجبر على الانفعال، أو يمكن أن يكون ناتجًا عن شخصيته في حالة عدم وجود سبب واضح للانفعال.
- وبعدها طور العالم كيلي نظرية العزو السببي، إذ أبتكر نموذج يهدف إلى تطبيق النظرية، إذ سمي النموذج باسم”التباين”، حيث يقول النموذج أن الشخص يفسر سلوك الآخر من خلال بعض المعلومات التي حصل عليها من ملاحظة سلوكيات وانفعالات الشخص في وقت معين وموقف معين، الأمر الذي يساعده على معرفة أسباب السلوك، حيث يفترض العالم كيلي أن الإنسان حين يفسر السلوك الآخر يكون مثل الطبيب النفسي الذي يحاول فهم الآخر من خلال ردود أفعاله وتصرفاته.
ثم ذكر العالم كيلي ثلاثة عوامل تساعد الإنسان على فهم سلوك الآخرين
- هل يتطابق رد فعل الشخص الأول مع ردود أفعاله في مواقف أخرى مشابهة
- هل يأخذ الشخص في تصرفاته في الحسبان موقع الموقف؟ يمكن أن يكون له رد فعل مختلف في المنزل عندما يواجه موقفا ما في مكان عام
أنواع نظرية العزو السببي
يقدم العلماء أنواع مختلفة من نظرية العزو السببي التي تساعد على فهم السلوك، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:
- نظرية الإسناد بين الأشخاص: هذه النظرية تعتمد على صورة الشخص تجاه المجتمع، فمثلا إذا طلب من شخص سرد قصة لمجموعة من أصدقائه، فإن طريقة سرده للقصة تستطيع أن تظهره أمام الأصدقاء بصورة أفضل
- نظرية الإسناد التنبئي: تعتمد هذه النظرية على تنبؤ الشخص بأسباب مشكلة ما أو رد فعل شخص تجاه موقف معين، مما يساعده على تفادي حدوث المشكلة مرة أخرى، أو معرفة رد فعل الإنسان عند تعرضه مرة أخرى لهذا الموقف أو موقف مشابه له
- نظرية الإسناد التوضيحي: تعتمد هذه النظرية على السمات الشخصية للإنسان، حيث يتميز بعض الأشخاص بالتفاؤل، وينظرون إلى الأشياء بنظرة سلبية تشاؤمية بعضهم الآخر، وتهدف هذه النظرية إلى فهم شخصية الإنسان وفهم ردود فعله تجاه مشكلة ما سواء كانت إيجابية أو سلبية، كما تساعدنا على فهم جهود الإنسان في حل المشكلات، فهناك أشخاص قادرون على حل المشكلات وآخرون غير قادرين على ذلك
أهمية نظرية العزو السببي
- يساعد الإنسان على معرفة رد فعله الأول عند مواجهة مشكلة.
- تساعد في التعرف على مهارات الإنسان في حل المشكلات وكيفة مواجهتها.
- يساعد معرفة سلوك الآخرين الإنسان، حيث يمكنه استخدام مهاراته العقلية لحل المشكلات التي يواجهها والتعرف على طريقة تفكيرهم في مواجهة الأزمات، وذلك بعد استيعاب المشكلة التي تواجههم.
- مثال للتوضيح أحياناً يواجه الإنسان مشكلة بنظرة سلبية تجعله يتوقع أن هذه المشكلة كبيرة وأنه عاجز عن إيجاد حل لها، حيث أن نظرية العزو السببي تفسر هذا، إذ تقول أن شعور الإنسان بالعجز تجاه حل مشكلة ما يؤثر على حالته النفسية، حيث يشعر بالعجز والضعف والسلبية، كما يقلل من أحترامه وتقديره لنفسه ، وأيضاً يقلل من ثقته بنفسه، وفي المقابل، تجد أن شخص ما ينظر إلى مشكلة تعرض لها بأنها مشكلة صعبة لكن تفكيره العقلي وقدراته الذهنية كافية لحل هذه المشكلة، الأمر الذي يدفعه إلى حل المشكلة، وبالتالي تزيد ثقته بنفسه واحترامه لذاته، بالإضافة إلى ذلك يقوم شخص آخر تعرض لنفس المشكلة إلى محاولة حلها لكنه عندما يتدخل لحلها تسوء المشكلة ويزداد حجمها، فهذا يجعله يفسر فشله لعدم حل المشكلة بأنه شخص غبي.
- في عام 1986، أجروا العلماء بومغاردنر وهيبنر وأركين دراسة حول تفسير سلوك الإنسان في حل المشكلات وفقا لنظرية العزو السبي، وخلصوا إلى أن نظرة الإنسان لنفسه تؤثر على رد فعله في مواجهة مشكلة ما. فإذا نظر الإنسان لنفسه بأنه قادر على حل المشكلة، يمكنه التغلب عليها ويعتقد أن قدراته العقلية تجعل أي مشكلة تحت سيطرته، والعكس صحيح.
- تساعد نظرية الإنسان على تلبية فضول الإنسان، فعندما ينفصل زوجان من الأقارب، يشعر الإنسان بالرغبة في معرفة سبب الانفصال، وإذا كان السبب يعود إلى الزوج أم الزوجة.
عوامل تساعدك على تطبيق نظرية العزو السببي
وضع العلماء عددًا من العوامل التي تساعد الإنسان على تطبيق النظرية لفهم سلوكيات الآخرين، وسنوضحها فيما يلي:
- يتم ملاحظة سلوكالإنسان في موقف معين، ومراقبة ردود فعله سواء كانت إيجابية أم سلبية.
- لتكون تفسيرك لسلوك الشخص صحيحًا، من المفضل ملاحظة سلوك الإنسان في عدة مواقف، مما يساعدك على معرفة ما إذا كان رد الفعل واحدًا أو مختلفًا، وهذا يساعد على كيفية التعامل مع هذا الشخص في مواقف مختلفة.
- يمكن تسهيل عملية تفسير السلوك عند جمع معلومات كثيرة عن الشخص مثل مكانته الاجتماعية وظروف نشأته. فرد الفعل تجاه موقف ما يختلف بين رجل أعمال وعامل في مطعم أو موظف في بنك أو طالب جامعي.
- هل يمكن للشخص تغيير مشاعره والسيطرة عليها بسرعة أم أنه سيفشل في ذلك؟ هذا ما يجب ملاحظته.
- ينبغي عليك أن تدرك أن هناك عدة حالات مختلفة يمكن أن تؤدي إلى نفس التصرف، على سبيل المثال، يمكن أن يكون البكاء علامة على الحزن بسبب وفاة شخص ما أو فشل في الامتحان، كما يمكن أن يكون تعبيرًا عن مشاعر السعادة في حفل زفاف أو فوز لاعب في مباراة.