منوعات

ما هي مخاطر إدمان العمل ؟

غالبا ما يعتبر الكثيرون أن إدمان العمل والاهتمام العالي به من جانب الفرد هو شيء مثالي بل أنه يعد من أحد مظاهر السلوك الإيجابية، والذي يجب أن يكون متوافرا لدى الجميع، وذلك من أجل تحقيق النجاح، ولكن الحقيقة ليست كذلك فهناك فرق كبير بين الجدية التي يطلب تواجدها في العمل من جانب الفرد، وهي تلك السلوك الإيجابية، والتي يجب توافرها لدى الجميع، وبين إدمان العمل من جانب الفرد بشكل مرضي يسبب له الأذى، حيث أنه من المعروف أن زيادة الشيء عن حد المعقول أو المقبول له ينقلب إلى الضد حتى، ولو كان ذلك الأمر أو الشيء في الأساس أمرا مفيدا، والدليل على ذلك أنه قد ثبت أن لإدمان العمل بشكل مرضي العديد من الآثار السلبية الكبيرة على صحة الفرد سواء الجسدية أو النفسية أو الاجتماعية .

تعريف إدمان العمل المرضي :- يعرف الحب الإدماني للعمل على أنه ذلك التملك الشديد والعالي للشخص في أداء عمله بدون توقف أو ملل. يقضي الفرد وقتا طويلا في عمله دون أخذ حياته الشخصية أو الأسرية في الاعتبار، حيث يصبح الشخص، بسبب إدمانه للعمل، غير قادر على الاستراحة إلا عند ممارسته للعمل أو في تواجده فيه .

الآثار السلبية التي تنشأ عن إدمان الفرد لعمله :هناك تأثيرات وآثار سلبية ناتجة عن الإدمان المرضي للعمل، ومن أهم هذه الآثار

أولاً :- – الضرر الصحي له: غالبا ما يتعرض الشخص المدمن لعمله للعديد من الآثار الصحية السيئة، مثل الصداع بأنواعه واضطرابات النوم مثل الأرق، بالإضافة إلى اضطرابات المعدة، مثل مرض القولون العصبي. ويعاني أيضا من ارتفاع ضغط الدم وتغير في الوزن، سواء زيادة أو نقصان، بالإضافة إلى الشعور بالتعب والإرهاق الجسدي، وذلك بشكل مستمر .

ثانياً :يؤدي إدمان الفرد لعمله إلى اكتساب بعض الصفات السلبية، مثل التسلط، وهذا يؤثر بشكل سلبي على زملائه في العمل. بالإضافة إلى أن طريقة تفكيره تصبح مع الوقت طريقة نمطية وغير مرنة، مما يسبب صعوبة في نقل المهارات والخبرات إلى زملائه، ويؤدي ذلك في بعض الحالات إلى إصابة زملائه بروح التواكل. وهذا يؤدي إلى التأثير السلبي على المؤسسة التي يعملون بها على المدى البعيد .

ثالثاً :- إدمان العمل سيلحق بالعديد من المشكلات، والتأثيرات السلبية على الشخص المدمن على عمله، سواء في حياته الشخصية أو الاجتماعية، وهذا أمر طبيعي بسبب انشغاله الكامل بالعمل، مما يؤدي إلى إهمال حياته الاجتماعية بمختلف أشكالها، حيث ينعكس الضغط الذي يواجهه بسبب الإدمان على علاقاته الشخصية مع زوجته أو أبنائه أو أقاربه أو أصدقائه، حيث لم يعد يولي أيا من تلك العلاقات نفس الاهتمام الذي يوليه للعمل .

رابعاً :- يعتبر الإصابة بالاضطرابات النفسية من أكثر المخاطر التي يتعرض لها مدمنو العمل بشكل مرضي، حيث تشير النتائج الطبية إلى أن 32.7% من مدمني العمل يتعرضون للاضطرابات النفسية، مقارنة بنسبة 12.7% لغير المدمنين، وتشمل تلك الاضطرابات النفسية الاكتئاب والوسواس القهري واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، بالإضافة إلى القلق الشديد .

كيفية علاج إدمان العمل بشكل مرضي :- هناك عدد من النصائح والخطوات التي يجب اتباعها من قبل الشخص المدمن على عمله لعلاج هذا النوع من الإدمان، وهي كالتالي

أولاً :- الحرص العالي على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، مثل الأقارب أو العائلة، والالتزام بتخصيص جزء من الوقت لذلك، حتى لا يصبح العمل إدمانا يؤثر على حياته الشخصية .

ثانياً :ينبغي توفير وقت كاف للراحة الجسدية، لأن جسد الإنسان هو الذي يخدمه، فإذا كان متعبا ومجهدا ولم يحصل على قدر كاف من الراحة، فلن يكون لديه القدرة على العمل بشكل جيد .

ثالثاً :- من المهم أن يحرص الشخص على تخصيص وقت محدد لممارسة الرياضة أو أي هواية أخرى يحبها، حيث سيساعده ذلك بشكل كبير في التخلص تدريجيا من إدمان العمل الذي يؤثر سلبا على صحته .

رابعاً :- يجب الحرص على أداء العبادات الروحية في أوقاتها لأنها تساعد في علاج الإدمان وتحقيق التقسيم الصحيح للوقت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى