ما هي شروط الهبة
هناك العديد من الأشخاص الذين يحبون فعل الخير ومساعدة الآخرين، ويمكن للمساعدة على الآخرين أن تتم بأكثر من طريقة، مثل الصدقة والزكاة والمنح والهبات، وسنتحدث اليوم عن الهبات ونوضح مزيدا من التفاصيل حولها والشروط الواجب توافرها لتحقيق الهبة.
ما هي الهبة ؟
الهبة هي التبرع للآخرين في حياة الإنسان، حيث يتم منح الشخص الآخر حق التصرف في الشيء الذي تبرع به صاحبه، ولا يجوز استرداد الهبة مرة أخرى.
الهبة من الأمور المستحبة في الإسلام، إذا كان الهدف منها التقرب إلى الله تعالى، وخاصة إذا كانت لفقير أو محتاج أو ضعيف أو غيرهم، حسب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: `تهادوا تحابوا`.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدايا ويثيب عليها، ولكن الهدايا المعنية بالرياء أو السمعة أو الاعتزاز بها تكره.
شروط الهبة
لكي تتم الهبة بشكل صحيح وتجزى صاحبها بأعظم الأجر والثواب، يجب توفر عدة شروط، منها:
1- أن يكون المرء حرًا مكلفًا رشيدًا وجائز التصرف.
الشروط اللازمة لصحة الوقف هي أن يكون الموقوف مختارًا ولا يجبر على الإعطاء.
يجب أن يكون الموهوب مما يمكن بيعه، فلا يجوز التبرع بما لا يجوز بيعه، ويحظر التبرع بالأشياء المحرمة مثل الخمور والخنازير.
يجب على الموهوب أن يقبل الشيء الموهوب له، لأن الهبة هي عقد تمليك يفتقر إلى الإيجابية والقبول.
5- أن تكون الهبة حالَّة منجزة، فلا تصح الهبة المؤقتة، مثل: هذه الهبة عقد تمليك وليست مؤقتة، لذلك وهبتك الشهر أو السنة.
6- أن تتبرع دون مقابل، لأنها تبرع خالص.
يشترط في الهبة أن يكون المانح مالكًا وحيدًا للهبة التي يريد التبرع بها.
يجب عليك أن تكون عاقلاً وحكيمًا، وعدم قبول أي هدايا من المجانين أو المرضى النفسيين أو المحجورين.
يجب أن يكون الطريق الذي يتمتع به الموهوب فريدًا وموجودًا في الواقع.
من بين شروط الهبة: أن يكون الموهوب المهدى إليه ملموسًا وقابلًا للانتقال، ولا يجوز التبرع بالسمك في النهر أو وهب شجرة أو وهبة زرع لم يزرع بالفعل، وغير ذلك من الأمور المشابهة لها.
حكم الرجوع في الهبة
يحظر على المسلم الرجوع عن الهبة بغض النظر عن الظروف، لأن هذا الأمر حرام على المسلمين، وذلك بناء على ما جاء في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (لا يحل للرجل أن يعطي هبة ثم يرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي لولده).
حكم الهبة للزوجة
يمكن للرجل أن يهب لزوجته مالا من ممتلكاته الخاصة كما يشاء، ولكن المهم أن يكون ذلك ليس بهدف حرمان الأولاد من حصتهم في الميراث أو لأي غرض آخر يراد من ذلك عند الزوجة.
إذا كان الرجل متزوجًا من أكثر من امرأة، فيجب عليه أن يكون عادلاً عندما يقرر إعطاء هدية لإحدى زوجاته، حتى لا يقع في ذنب عدم العدل بينهن.
الأحكام الشرعية المتعلقة بالهبة
ينبغي على الموهوب استخدام الهبة التي تلقاها بعد أذن الواهب وبعد التبرع بها بالكامل، ولا يحق للواهب أن يرجع فيها، وذلك استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم `العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه`
الشرط الوحيد الذي يمكن فيه سحب الهبة هو إذا كان المانح هو الأب، حيث يحق له سحب ما وهبه لابنه. وفقًا لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يجوز للرجل أن يعطي هبة ويسحبها، إلا الأب فيما يعطي لابنه.
يجب على الأب عند الرغبة في إعطاء الهبة لأحد الأولاد أن يراعي المساواة بين أبنائه في الهبة، فإذا اختص بعضهم بها أو تفضل بينهم في العطاء دون رضاهم لا يكون ذلك صحيحا، إلا إذا توافق جميع الأبناء فعليا على أن يتم إعطاء الهبة لأحد الأخوة دون غيرهم، وإذا رضوا عن الهبة فإنها تكون صحيحة؛ وذلك بناء على حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه: أن أباه تصدق عليه ببعض ماله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أكل ولدك أعطيت مثله؟» فقال: لا، فقال: «فاتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم» وفي رواية: «لا تشهدني على جور.
في حالة وفاة الأب وتركه ورثة، إذا قام الأب بتحديد ابنًا واحدًا فقط ليترك له هبة دون الآخرين، أو إذا كانت هناك خلافات بين الأبناء حول التوزيع، فإن ذلك لن يكون صحيحًا إلا إذا وافق الورثة الآخرون على ذلك.
4- تصح الهبة المعلقة، كأن يقول: إذا وصل المسافر، أو نزلت المطر، فأنت تحصل على هذا.
يعتبر هبة الدين للمدين مبرءة له، ويتم قبولها.
6- لا ينبغي أن يتم رد الهبة والهدية، حتى ولو كانت قليلة، وينبغي أن يتم مكافأتها؛ بناء على فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدايا ويكافئ عليها».