اسلاميات

ما هي المنمنمات العثمانية

المنمنمات العثمانية

المنمنمات العثمانية هي فنون عثمانية مشتركة مع المنمنمات الفارسية، وهي تراث إسلامي متوارث يسمى (مينياتور). وتتميز المنمنمات بأنها صور مزخرفة، وكانت هذه الفنون مشهورة في العصر العثماني، حيث تتحدث بعضها عن الصراعات والحروب، وتتحدث البعض الآخر عن سلاطين الدولة العثمانية وإنجازاتهم، ويبدع الفنان في الصور بتجاربه الفنية والحياة التي يعيشها في مجتمعه.

تطور هذا الفن بشكل كبير خلال عهد السلطانين محمد الثاني وسليمان الأول، واستمر هذا التطور حتى القرن الثامن عشر، وكان لهذا الفن العريق مكانة مهمة في الحقبة العثمانية.

فن المنمنمات يستخدم للحديث عن استقبال السلطان سليم لقائد القوات البحرية بارباروس خير الدين باشا، ويصور أيضا علماء الدين مع تلاميذهم في المساجد، وتوجد منمنمات أخرى تصور مغادرة الجيوش من القصر الملكي للحرب.

كانت اللوحات الصغيرة أو المنمنمات ترسم قديمًا باللون الأحمر وتطورت تدريجيًا حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من ألوان. وتعد المنمنمات هي لوحات صغيرة بدون ظل أو ضوء، وتحتوي على موضوعات تاريخية وأدبية وعلمية.

استخدم الأتراك المنمنمات بشكل تقليدي لتوثيق التاريخ وتسجيله، وكذلك لعرض العادات والتقاليد من خلال الملبس وجوانب الحياة المتنوعة.

تاريخ المنمنمات العثمانية

لعب الإيرانيون دورا مهما في تأسيس مدرسة التركية وفن المنمنمات بعدما جلبهم السلاطين العثمانيون لتعليمهم هذا الفن، وكان من بينهم السلطان سليمان القانوني.

تأثرت المدرسة الهندية بالمدرسة الإيرانية بعد انتشار الإسلام في الهند على يد “بابر” حفيد تيمورلينك، وهذا يفسر دور أيران وتركيا البارز في انتشار فن المنمنمات في العديد من الدول.

عكسَ الفنُ الإيرانيُ أحداثَها المهمةَ وفنونَ شعبِهوتطورَها الحضاريَّ المتعاقبِ وتفاعلِها مع الأممِ الأخرى، فكانَ الفنُّ الإيرانيُّ يتحدّثُ عن مسيرةِ الإنسانِ على مرِّ العصورِ.

أنواع المنمنمات

هناك العديد من أنواع المنمنمات، بما في ذلك العربية والإيرانية والصينية والسلجوقية والهندية والتركية. تظهر بعض التأثيرات البيزنطية على المنمنمات في فترات محددة. وهناك العديد من مدارس المنمنمات، بما في ذلك المدرسة البغدادية والمدرسة المغولية والمدرسة التيمورية والمدرسة الصفوية والمدرسة المملوكية والمدرسة الهندية والمدرسة التركية، إلى جانب المدرسة المعاصرة. وفيما يلي ميزات مدارس المنمنمات العثمانية

  • أدى نشاطها الفني في المسيرة إلى تطور فن المنمنمات في العالم الإسلامي.
  • تعمل جميعتلك المدارس معًا على تطوير هذا الفن، الذي يُعتقد بوجود بعض الأشخاص أنه نشأ من الرسوم الصينية، وذلك بسبب تفوق العرق الأصفر في الصورة.
  • تمتلك أسلحة المغول وعاداتهم وتقاليدهم وبيئتهم صفة مميزة وسادت لفترات زمنية، ولكنها تضاءلت تدريجياً، وكانت هذه السمات موجودة في المدارس آنذاك.
  • تتميز المنمنمات بسعة دلالاتها، فهي إبداع فني لكنها صغيرة الحجم.
  • تتميز المنمنمات بدقة الرسم والتلوين، وتشمل اللوحات الملونة والغير ملونة والوثائق المكتوبة والهوامش المزخرفة.
  • حققت المنمنمات ذات المخططات تميزًا فائقًا في العصور الوسطى.
  • يستخدم مصطلح المنمنمات للتعبير عن أعمال التصوير، وخاصة الصور الشخصية الصغيرة الحجم التي كانت ترسم على العاج والخشب والكارتون والجلود والمعادن والورق وغيرها.

المنمنمات الإسلامية

ظهرت الزخارف الأتراك بين سبعمائة وخمسة وأربعين وثمانمائة وأربعين في عهد الأورغو الذين حكموا جزءا كبيرا من آسيا الوسطى وابتكروها في منطقة (توربان) في منتصف القرن الثامن وهي مصدر الفن التركي المصغر، وبعد اندحار الأورغو استمر السلاجقة الأتراك في الإبداع بهذا الفن حيث ظهرت أولى الزخارف الإسلامية.

المنمنمات الفارسية

المنمنمات الفارسية هي لوحات صغيرة الحجم تستخدم كوسيلة للتوضيح في الكتب أو الأعمال الفنية المستقلة، وقد نشأ هذا الفن من العلاقة بين الفرس والعثمانيين. تأثرت المنمنمات الفارسية بالمنمنمات الإسلامية وبخاصة المنمنمات العثمانية في تركيا، وأصبحت ذات صلة بالمنمنمات الإسلامية. وتركزت على تصغير المعالم الإسلامية وتصوير الخلفاء والقادة الإسلاميين.

كان الفنانون الفارسيون ذوي دور مهم في أكثر المدارس الفنية للمنمنمات وقد تفاعلت خبرات الإيرانيون مع خبرات العباسيون في المدرسة البغدادية وازداد هذا التفاعل مع وصول البرامكة إلى موقع السلطة فجلبوا العديد من الفنانون الفرس إلى بغداد فهكذا تأثرت المنمنمات البغدادية بالفارسية.

حافظت المدرسة السلجوقية على تقاليد فن المنمنمات الإيراني وخصائصه المحلية وأثرت في الفن الصيني، ولكن بعد تأسيس المدرسة المغولية عندما احتل المغول إيران، أنشأوا بعدها مدارس في تبريز وشيراز تمتاز بالتأثير الصيني على المنمنمات، مما أدى إلى تغير مظاهر المنمنمات. وبعد ذلك ظهرت المدرسة الهراتية أو التيمورية في سمرقند، وتعد هذه المدرسة من أبرز مدارس الرسم الإيراني. وعند تأسيس المدرسة الصفوية في عهد الصفويين، انتقل الفن الإيراني من “هراة” إلى “تبريز”، وكانت رسوم المدرسة الصفوية لها طابع خاص في المنمنمات الإيراني.

مدارس في فن المنمنمات العثمانية

انتقل هذا الفن عبر المدارس، بما في ذلك المدارس الإيرانية والعثمانية، وتأسست بعدها العديد من المدارس، بما في ذلك:

  • المدرسة العباسية (بغداد)

تأثرت المدرسة البغدادية بفن المخطوطات الفنية المنمنمة للمدرسة الفارسية والمدرسة العباسية، وهي تشير إلى النسخ المذهبة المزينة بالرسوم التي تتناول الخلفاء العباسيين. تم جمع هذه الرسوم في بغداد، وحاولت أوروبا تقليدها في الفن الإسلامي، ولكنها لم تتمكن من رسمه بدقة. عندما حكم البرامكة، جاء العديد من الفنانين إلى بغداد لتعلم فن المخطوطات المنمنمة. الإيرانيون في العصور الوسطى قاموا بذهب القرآن الكريم، وتوسع هذا الفن في عصر السلاجقة والمغول والتيموريين، وبعدها ظهر فن الفسيفساء ونقوش السجا.

  • مدرسة المغول

كانت المنمنمات منتشرة في عصر السلاجقة وحافظوا على الهوية الفارسية. بعد انقراض السلاجقة، استمر الفرس في الحفاظ على الفن وثقافتهم التقليدية. عندما جاءت الغزوات المغولية، تأثروا بالثقافة الفارسية وأسهموا بشكل كبير في الثقافة الفنية على مر العصور، وتأسست العديد من المراكز الفنية في تبريز وشيراز ومو.

  • مدرسة الهرات

بعد رحيل المغول، دخلت المنمنمات في عصر جديد يعرف بمدرسة الهرات أو المدرسة التيمورية أو مدرسة سمرقند. كانت هاتان المدينتان مركزا للفنون في تلك الفترة. يذكر في التاريخ ثلاثة خلفاء اختاروا الهرات عاصمة لهم وأهتموا بالثقافة والفن وانتشارها. هؤلاء الخلفاء هم المؤسسون الحقيقيون لمدرسة الهرات وأساتذتها في فن المنمنمة.

  • المدرسة الصفوية

عندما أخذ الصفويون سيطرتهم، انتقل مركز الفن من إيران والهرات إلى تبريز، وبدأ رسم المنمنمات للصفويين، الذين كانوا من أبرز المدارس التيمورية والمغولية. وكان رضا العباسي، أحد أشهر رسامي المنمنمات، وهو مؤسس مدرسة الصفوية للفن. ولعب دورا مهما في نقل فن المنمنمات إلى المدرسة الصفوية. وبرزت من المدرسة الصفوية العديد من رواد فن المنمنمات. وبعد فتح إيران للغرب، انتقل هذا الفن عبر بلدان آسيا.

  • المدرسة المعاصرة

شهد فن المنمنمات تطورًا كبيرًا خلال القرن الماضي، وظهرت نتائج فنية رائعة، وبعد انتشار مدرسة كمال الملك في عام 1908م وقدوم الأساليب الأوروبية واهتمام الرسامين الإيرانيين بها، تم إنشاء مدرسة فنية أخرى في عام 1930م للحفاظ على الأسلوب الفارسي وإنقاذه من الاندثار.

علاقة المنمنمات بين الأتراك والفرس

يأتي فن المنمنمات من دولة الأوريغو، وعندما انحلت الدولة، انتقل هذا الفن إلى الأتراك الذين كانوا يتعاملون مع بلاد الفرس وسلاجقة إيران، واستمر هذا الفن في إيران وتركيا حتى القرن الثامن عشر، وظهر العديد من الفنانين في هذا الفن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى