احاديث نبويةاسلاميات

ما هي القنطرة التي بين الجنة والنار

سنتطرق في هذا المقال إلى موضوع يشغل تفكير المسلم عند تأمله في معاني بعض الأقوال المذكورة في أحاديث النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، مثل القنطرة بين الجنة والنار. تم ذكر هذه القنطرة في أكثر من حديث للنبي صلى الله عليه وسلم. تعريف القنطرة هو مكان يتم فيه تصفية الناس من بعضهم قبل دخولهم الجنة، ليتم استدانتهم عن الظلم الذي ارتكبوه في الدنيا. ستتطاير الأخبار وسيقف الإنسان أمام الله عز وجل ويمر عبر الصراط ومشاقه. يعتقد الإنسان أنه نجا وأنه على أبواب الجنة، ولكنه يجد هذه القنطرة الخاصة بالمظالم في يوم القيامة، حيث سيحاسب الناس بعضهم على أخطائهم في حق بعضهم. لذا تذكر قبل أن تظلم أحدهم أن الله سينتقم منك عند عبورك هذه القنطرة. اتق الله وابتعد عن ظلم الناس، فإن الأعمال السيئة تحط بالأعمال الحسنة .

الحديث الاول عن القنطرة التي بين الجنة والنار

سنتناول الحديث الأول الذي جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحديث عن القنطرة التي بين الجنة والنار مع شرحه بشكل مُبسط حتى يفهمه الناس ، من خلال معاني قريبة لهم وهو ، ” يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ، فوالذي نفس محمد بيده ، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا ” ، رواه البخاري

معنى القنطرة في هذا الحديث

القنطرة تعني جسر يربط بين الجنة والنار، حيث يتم تصفية الناس فيها من الظلم الذي تعرضوا له في الدنيا، أي يتم تصفية الشخص الذي تعرض للهجوم من المعتدي الذي اعتدى عليه، أو من قدم النميمة وتشويه صورة شخص آخر، وفي هذا الحديث الشريف يحذر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من الظلم ويؤكد على استعادة الحقوق لأصحابها في يوم القيامة .

ومعنى يخلص المؤمنون من النار ، هو خلاصهم من الصراط الذي يتصل بالنار ، وذلك دليل على اختلاف أحوال المؤمنون يوم القيامة ، فلو تخطوا جسر جهنم تم حسابهم على قنطرة تقع بين الجنة والنار ، وإذا تم إصلاح أحوالهم دخلوا الجنة خالدين فيها ، وقال بعض العلماء أن الجنة تلي الصراط  أي بعد القنطرة  وذلك بدلالة حديث البخاري .

يمكن أن يكون هذا القول عن أولئك الذين دخلوا النار وأخرجهم الرسول عليه الصلاة والسلام منها بشفاعته، ثم عبروا القنطرة. توجد حديث قوي عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد ذلك وهو: `أصحاب الجنة محبوسون على قنطرة بين الجنة والنار، يسألون عن فضول الأموال التي كانت في أيديهم`. ليس هناك تعارض بين هذا الحديث وحديث البخاري الذي يرويه عن الرسول الكريم. ومع ذلك، يختلف الحديثان في المعنى بسبب اختلاف أوضاع الناس وعباد الله. فطريق الجنة ممتد على اليمين واليسار، ولكن هذا ينطبق على أولئك الذين يحبسون على القنطرة ولم يدخلوا النار وخرجوا منها بعد ذلك، وسيتم توجيههم إلى أبواب الجنة .

ويمكن أن يحتمل هذا القول الجميع ، فلو وصلت بهم الملائكة حتى أبواب الجنة ، عرف كل منهم بمكانه في الجنة ومنزلته التي حددها له الله سبحانه وتعالى ، وذلك في قول الرسول الكريم ، ” ويدخلهم الجنة عرفها لهم ” ، ويقول الفقهاء في أمور الدين أن أهل الجنة لو دخلوا للجنة سيقال لهم تفرقوا إلى مواضعكم ، لأنهم يعرفونها جيداً .

حديث آخر عن القنطرة التي بين الجنة والنار

 هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: `من مر على الصراط دخل الجنة، فإذا عبروا عليه ووقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بغض، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة.` صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

شرح حديث القنطرة بين الجنة والنار

في قول النبي الكريم ” فمن مر على الصراط دخل الجنة ، فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ” ، أي أن الناس بعد نجاتهم من المرور بالصراط الذي قبل الجنة مهما كان طويل أو قصير بالنسبة لهم ، أو السرعة أو البطء في العبور ، سوف يقفون على تلك القنطرة التي تقع ما بين الجنة والنار ، أما أصل القنطرة في الكلام فهي المكان المتواجد بين اثنين من الحواجز ، أو بين اثنين من البحار مثل الساحل ، أو ما إلى ذلك .

ويمكن أن تكون هذه القنطرة واسعة بحيث تتسع للمؤمنين حتى يتمكنون من العبور عليها بأعدادهم الكبيرة ، حتى يتم محاسبتهم وهم واقفون عليها ، وذلك من خلال الحساب بينهم والقصاص من المظالم التي سببوها لبعضهم في الحياة الدنيا ، حتى لا يكون بداخل أي شخص حقد بقلبه بعد دخوله للجنة ، بحيث لا يدخلون الجنة سوى من خلال النفوس الطيبة ، والقلوب الخالية من الضغائن ، والأحقاد والكره الذي قد يكنه أحدهم لغيره من المؤمنين .

ويُعتبر ذلك لحكمة من الله عزوجل، بحيث لا يدخل الجنة سوى المهذبة قلوبهم والنقية ، وذلك لما جاء في الآية الكريمة ، ” وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ “، بمعنى زوال الغل من قلوبهم ، ويصبحون إخوة ومتحابين في الله سبحانه وتعالى .

يجب على المسلمين أن يؤمنوا بالأمور الغيبية، لأن دلالتها واضحة في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويجب التصديق بها لتجنب الوقوع في الخطأ الذي يستوجب العقاب في الآخرة. فمن يؤمن بالصراط والقنطرة سيسلكهما وسيمر بهما وسيدخل الجنة من أبوابها الواسعة إذا نزع المظالم من قلبه ونزع الحقد والغل من قلبه واتقى يوم يرجع فيه إلى الله سبحانه وتعالى .

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى