تعرف الحرب البيولوجية باسم ( Biological Warfare) ، ويطلق عليها أيضًا الحرب الميكروبية والجرثومية ، وتكون عن طريق الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات التي تنقل الأوبئة أو السموم الموجودة في الطبيعة ، والتي يمكن استخدامها لقتل أو إصابة الأشخاص .
يمكن أن يتنوع عمل الإرهاب البيولوجي بين الخداع البسيط واستخدام الأسلحة البيولوجية الفعلية لتدمير الدول والشعوب. يشار أيضا إلى هذه الأسلحة بأنها عوامل، وهناك عدد من الدول التي تمتلك عوامل الحرب البيولوجية. وهناك مخاوف من أن الجماعات الإرهابية أو الأفراد قد يحصلون على تلك التقنيات والخبرات لاستخدام هذه العوامل المدمرة. ويمكن استخدام العوامل البيولوجية في عمليات اغتيال فردية، وكذلك لتسبب عجز أو وفاة الآلاف إذا تلوثت البيئة .
خطورة الحرب البيولوجية
الأسلحة البيولوجية هي كائنات مسببة للأمراض والسموم ومصممة خصيصًا ؛ لتؤذي أو تقتل البشر أو الماشية أو المحاصيل الزراعية ، وأيضًا هناك بعض العوامل البيولوجية التي تحدث بشكل طبيعي ، مثل الكائنات الحية التي تسبب الجمرة الخبيثة ، والطاعون ، والجدري حيث يتم معالجته لاستخدامه في الأسلحة .
ويمكن نشر هذه الأسلحة بطرق مختلفة ، بما في ذلك من خلال المنصات والأدوات العسكرية التقليدية المتاحة ، وفي بعض الحالات ، لا يمكن اكتشاف آثار الهجوم على الفور ، لأن العدوى تحتاج إلى وقت للتسبب في حدوث المرض ، وبالتالي يحدث الوباء وينتشر بين الناس ويتسبب في وفاة أعداد غفيرة .
أول حرب بيولوجية في التاريخ
تمتلئ التاريخ بأمثلة عديدة على استخدام الأسلحة البيولوجية، حيث يعود استخدامها إلى العصور القديمة، حيث استخدمت في تلك الأوقات مواد سامة وغيرها لقتل بعض القادة والسياسيين وغيرهم .
خلال الحرب الفرنسية والهندية في القرن الثامن عشر، انتشر مرض الجدري في خطة محددة. قدمت القوات البريطانية، بإشراف السير جيفري أمهيرست، البطانيات التي استخدمها ضحايا الجدري للأمريكيين الأصليين .
وفي العصر الحديث ؛ وصلت الحرب البيولوجية إلى التطور خلال القرن العشرين ، فخلال الحرب العالمية الأولى ، طور الجيش الألماني الجمرة الخبيثة ، والغدد ، والكوليرا ، وفطريات القمح خصيصًا لاستخدامها كأسلحة بيولوجية ، وزُعم أنهم نشروا الطاعون في سانت بطرسبرغ ، وحاولوا أن يفعلوا الشيء نفسه مع خيول الفرسان الفرنسيين .
وقد تم توقيع بروتوكول جنيف لعام 1925م من قبل 108 دولة ، وهو بروتوكول يمدد حظر العوامل الكيميائية ليشمل العوامل البيولوجية ؛ حيث كان هذا أول اتفاق متعدد الأطراف ، وخلال الحرب العالمية الثانية ، قامت القوات اليابانية بتشغيل منشأة سرية لأبحاث الحرب البيولوجية ، وهي الوحدة 731 في منشوريا والتي أجرت تجارب بشرية على السجناء ، وقد عرّضوا أكثر من 3000 ضحية للطاعون والجمرة الخبيثة والزهري ، وعوامل أخرى في محاولة لتطوير المرض ومراقبته ، ولقد أُعدم بعض الضحايا وتوفوا بسبب إصابتهم .
الحرب البيولوجية والجمرة الخبيثة
تواصلعدد من البلدان البحث في الأسلحة البيولوجية الهجومية واستخدامها منذ الثمانينات، وقد أصبحت المنظمات الإرهابية من أكثر الجهات استفادةً من العوامل البيولوجية. وسنستعرض هنا بعض حوادث الإرهاب البيولوجي التي وقعت
– ففي شهري سبتمبر وأكتوبر من عام 1984م أصيب 751 شخصًا عمدًا بالسالمونيلا ، وهو عامل يسبب التسمم الغذائي ، عندما قام أتباع بهجوان شري راجنيش بتلويث حانات سلطة المطاعم في ولاية أوريغون ، وفي عام 1994م ، حاولت طائفة يابانية من عبادة أم شينريكيو أن تطلق الجمرة الخبيثة (التي تم رشها في الهواء من قمم المباني في طوكيو ) .
– في عام 1995م، حُكم على عضوين من مجموعة ميليشيا في مينيسوتا بحيازتهم لمادة الريسين، التي أنتجوها لاستخدامها في الانتقام من المسؤولين الحكوميين المحليين.
في عام 2001م، تم إرسال الجمرة الخبيثة عبر البريد إلى وسائل إعلام حكومية أمريكية ومكاتب حكومية، وحدث خمس وفيات نتيجة لذلك .
في ديسمبر 2002م، تم اعتقال ستة مشتبه بهم في الإرهاب في مدينة مانشستر بإنجلترا، بينهم عالم كيميائي يبلغ من العمر 27 عامًا كان ينتج السم، وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى على ذلك .
كيف يتم نشر الفيروسات في الحرب البيولوجية
تنتشر تلك الفيروسات بطرق مختلفة، ويمكن نشرها عبر الهواء، ولكي تكون سلاحًا بيولوجيًا فعالًا، يجب تفريق الجراثيم المحمولة بالهواء كجزيئات دقيقة، ويجب على الشخص أن يتنفس كمية كافية من تلك الجزيئات في الرئتين ليصاب بالمرض .
يستخدم أيضا في المتفجرات (المدفعية والقذائف والقنابل التي يتم تفجيرها)، ولكن يجب الإشارة إلى أن استخدام عبوة ناسفة لتوصيل ونشر العوامل البيولوجية ليس بنفس فعالية إيصالها في الهواء الذي يتنفسه الناس، وذلك لأن العوامل تميل إلى التدمير بسبب الانفجار، مما يترك عادة أقل من 5٪ من العامل قادرا على التسبب في المرض .
يمكن استخدامها أيضًا عند وضعها في الغذاء أو الماء، فتلوث إمدادات المياه في مدينة ما، على سبيل المثال، يتطلب كميات كبيرة منها، ويتم إضافتها أيضًا إلى المياه بعد تمريرها عبر منشأة المعالجة الإقليمية .
يمكن امتصاصها أيضًا عن طريق الجلد أو الحقن، وقد يكون استخدام هذه الطريقة مثاليًا للاغتيال، ولكن من غير المرجح أن تسبب خسائر بشرية كبيرة .
كيف يتم الكشف عن الأسلحة البيولوجية
يمكن الكشف عن العوامل البيولوجية في البيئة باستخدام أجهزة الكشف المتقدمة، وذلك بعد إجراء اختبارات محددة، أو عن طريق الطبيب الذي يقوم بإبلاغ التشخيص الطبي لمرض ناتج عن أحد العوامل، وعلينا ألا نتجاهل الحيوانات كضحايا مبكرة .
الكشف المبكر عن العوامل البيولوجية في البيئة يسمح بالعلاج المبكر والمحدد، ويتيح الوقت الكافي لعلاج الأشخاص الآخرين الذين تعرضوا للأدوية الوقائية، ويجب على الأطباء أن يكونوا قادرين على تحديد الضحايا في وقت مبكر والتعرف على أنماط المرض المنتشر .
لذلك، إذا لاحظت وجود أعراض غير طبيعية أو وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من نفس الأعراض أو وجود حيوانات ميتة أو نتائج طبية غير مقنعة، يجب أن تشتبه في وقوع هجوم بيولوجي، وفي هذه الحالة يجب على الأطباء الإبلاغ عن هذه الأنماط لمسؤولي الصحة العامة للسيطرة على الوضع ووقف الحرب البيولوجية .
المراجع
- Biological Warfare
- Fact Sheet: Biological Weapons
- كتاب الميكروبات والخرب البيولوجية للدكتور مصطفى عاشور