الحرب الباردة هي نوع من الصراعات والحروب غير التقليدية بين دولتين أو مجموعتين أو حتى مجموعة من الدول ضد مجموعة من الدول الأخرى. في هذا الصراع، لا يتم استخدام القوات العسكرية التقليدية، بل يتم التعامل بشكل رئيسي مع النواحي الاقتصادية والسياسية. الهدف من الحرب الباردة هو ضرب المصالح الخاصة بالجانب الآخر لمنع تأثيره وانتشار أفكاره ومفاهيمه على الدول الأخرى. ظهرت فكرة الحرب الباردة لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية والهزيمة النازية بقيادة هتلر. بدأت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم تقسيم العالم إلى معسكرين، الشرقي الاشتراكي والغربي الرأسمالي. كان الصراع بينهما يتمحور حول تحقيق المكاسب السياسية والاقتصادية وتوسيع مناطق نفوذ كل معسكر وضرب مصالح الآخر. كل معسكر يسعى لمنع انتشار فكر المعسكر الآخر ومكافحة أفكاره. تلك الأسباب كانت السبب الرئيسي لاندلاع الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية .
وسائل الحرب الباردة
:- حيث قام كل طرف من أطراف الصراع باتباع عدد من الوسائل التي يمكنها من خلالها إلحاق الضرر بمصالح الطرف الآخر، حيث عمل المعسكران المتنازعان على التأثير في الدول الأخرى خارج نطاق الصراع وذلك لكي يجعلوها تنضم إليهم وتسلك مسارهم، بل أنهم يتبنون أفكارهم ومن بين هذه الوسائل ما يلي:-
أولاً :- تستغل الطرق الاقتصادية حالة الاقتصاد في بلد معين للسيطرة عليها وإدماجها في معسكر معين ضد آخر، من خلال تقديم المساعدات المالية وتلبية الاحتياجات الأخرى مثل الغذاء والوقود والدعم العلمي وغيرها.
ثانياً :- – حرب المعلومات :- يستخدم هذا السلاح لجمع المعلومات والتعرف على خطط وأهداف المعسكر الآخر، حيث تلعب أجهزة الاستخبارات دورا أساسيا في ذلك .
ثالثاً :- – الإعلام: استخدمت كل جانب في الحرب وسائل الإعلام المختلفة كأدوات قوية، حيث عمل الإعلام على نشر الأفكار لكل جانب بهدف جذب أكبر عدد من المؤيدين.
رابعاً :- تستهدف الأطراف المتحاربة الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي، حيث تسعى كل معسكر إلى إثارة الفتن والاضطرابات السياسية والاجتماعية داخل دولة ما، بهدف السيطرة عليها وإدراجها ضمن صفوفه ضد المعسكر الآخر .
مراحل الحرب الباردة
:- الحرب الباردة مرت بمرحلتين أساسيتان هما:
المرحلة الأولى :- – هي الفترة الزمنية من عام 1945م إلى عام 1949م، عندما انتهى التحالف الذي كان قائما خلال الحرب العالمية الثانية بين الاتحاد السوفيتي والدول الغربية. كان الاتحاد السوفيتي يعمل على تأمين حدوده ونفوذه وتأثيره السياسي، وكان يحرص على نشر مفاهيمه وأفكاره الشيوعية عن طريق دعم الأحزاب السياسية الشيوعية في بعض دول العالم، لضمها إلى تحالفه أو معسكره ضد الولايات المتحدة الأمريكية. قام الاتحاد السوفيتي بدعم الانقلابات العسكرية في عدد من حكومات تلك الدول، مثل انقلابات رومانيا وبلغاريا. بينما اعتمد المعسكر الغربي الولايات المتحدة الأمريكية مبدأ السيطرة والنفوذ ضد المعسكر الشرقي الاتحاد السوفيتي، وقدم المساعدات العسكرية والاقتصادية للدول التي تنتمي لمعسكره ضد الاتحاد السوفيتي. سعت الولايات المتحدة إلى تلك السياسات من أجل منع الاتحاد السوفيتي من السيطرة على تلك الدول. بينما كان رد الاتحاد السوفيتي هو إنشاء مكتب للاستعلام، وكانت وظيفته الأساسية هي التجييش الإعلامي وحشد الرأي العام ضد سياسات المعسكر الغربي، ممثلا في أمريكا .
مرحلة تقسيم ألمانيا : تعتبر هذه المرحلة المهمة بداية لتأسيس مفهوم الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، حيث تم تقسيم ألمانيا إلى دولتين مباشرة بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية. الدولة الأولى هي ألمانيا الشرقية التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي، أما الدولة الثانية فهي ألمانيا الغربية التي تابعت للولايات المتحدة الأمريكية. وبدأت من هنا الحرب الباردة بين الطرفين، حيث استغل كل منهما دولته كقاعدة لشن الحرب الباردة في أوروبا .
المرحلة الثانية للحرب الباردة :- بدأت تلك المرحلة عندما هاجمت كوريا الشمالية جارتها كوريا الجنوبية في الحرب الكورية، وذلك بدعم مباشر من الاتحاد السوفيتي. تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الصراع لصالح كوريا الجنوبية لمنع الاتحاد السوفيتي من الانتصار في الصراع من خلال كوريا الشمالية، مما أدى إلى تقسيم كوريا بشكل رسمي إلى دولتين، كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. كان حلف الفلبين بقيادة الولايات المتحدة أيضا جزءا من الصراع لمنع ومقاومة النفوذ الشيوعي في دول شرق آسيا، وامتد الصراع في الحرب الباردة إلى المنطقة العربية. حاول الاتحاد السوفيتي كسب تأييد بعض الدول العربية في صفه، وهذا ما عرف بحلف بغداد في ذلك الوقت .
اقراء :
قصة انهيار الاتحاد السوفيتي