ما هو مفهوم المال ؟
مصطلح المال في اللغة العربية هو كل ما يتمول وتميل إليه النفس بينما تعريفه عند فقهاء الدين الإسلامي هو كل ما يمكن حيازته أي أمتلاكه وعلى قدر الامتلاك يمكن الانتفاع به وذلك على الوجه المعتاد في الشريعة الإسلامية حيث أن تعريف المال بشكله العام لا يعني فقط أوراق النقد أي العملات في شكلها الحالي بل يشمل أيضاً السلع والأراضي الزراعية والبيوت والأدوات أي كل ما يمكن أن يباع ويشتري ويتحول إلى قيمة مالية نقدية لأنها هي في حد ذاتها مال ، حيث نرى في الشريعة الإسلامية الزكاة فهي مفروضة ليست فقط على المال في صورة أوراق نقدية فقط ولكنها تشمل الذهب والغلال وغيرها باعتبارها يمكن تحويلها إلى مال والمال هو عصب الحياة الاقتصادية فلا اقتصاد بدون مال وهو أداة أساسية يعتمد عليها الأفراد والدول لتلبية احتياجاتهم ، حيث أن المال في الأساس هو محدد قيمي للكثير من الأشياء وسبب وجوده في الأصل كان هو تسهيل عملية التبادل السلعي أي التجاري ولذلك فان للمال مساهمات جبارة في عملية التطور الاقتصادي حيث أنه أساس التطور في العلوم المالية أي الاقتصادية فمن خلاله تتم كل التعاملات المالية والاقتصادية سواء بين الأفراد أو الدول إذ أنه مقياس أساسي لحجم الاقتصاد ولحجم التبادل التجاري ومستوى معيشة الأفراد بل تقدير ما يملكونه من أشياء وبالتالي تحديد وضعهم المالي إذن فالمال شيء حيوي وهام في حياتنا .
نشأة المال :- – (أوراق النقد): – في البداية، كان الإنسان يستخدم السلع كوسيط في التبادل التجاري لتلبية احتياجاته واحتياجات الآخرين، وكانت هذه العملية صعبة ومجهدة مع زيادة النشاط التجاري. ومن هنا بدأ التفكير في إيجاد وسيلة أفضل وأسهل للتبادل السلعي، والتي يمكن تقدير قيمتها بسهولة بواسطة سلعة أخرى. وكانت الصين واحدة من أقدم الدول التي قامت بهذه العملية قبل حوالي 1100 عام قبل الميلاد، حيث تم استخدام السلع والأدوات والمحاصيل التجارية في التبادل. ثم بدأت فكرة استخدام نماذج مصغرة للسلع مثل أشكال الأشجار والحيوانات لتسهيل هذه العملية. ومع مرور الوقت وانتشار التبادل التجاري، تم تحويل تلك النماذج المصغرة إلى قطع نقدية مستديرة، وهكذا بدأت ظهور النقود المعدنية .
أنواع المال :- ينقسم المال إلى نوعين أساسيين وهما: المال العام والمال الخاص .
أولاً :- تعريف المال العام :- وهو المال الخاص بدولة ما هي تملكه حيث يأتيها من مواردها مثل مواردها الطبيعية أو أفرادها من ضرائب ورسوم وغيرها ، حيث تقوم هي كدولة بإنفاقه على احتياجات الأفراد داخلها مثل إنشاء المستشفيات وإنشاء المدارس وتمهيد الطرق وشراء الأسلحة والأدوية ودفع رواتب موظفيها وغيرها من الأشياء الأخرى .
ثانياً :- يشير المال الخاص إلى المال الذي يمتلكه الأفراد، ويخضع هذا المال لرغبة صاحبه الذي له الحق الكامل في صرفه دون رقيب أو شريك، وعادة ما يكون هذا المال مكتسبا من أعمالهم وأنشطتهم الاقتصادية الخاصة بهم .
أهمية المال :- المال له أهمية كبيرة جدًا سواء بالنسبة للدولة أو الأفراد
أولاً :-أهمية المال بالنسبة للدولة :- للمال دور أساسي في حياة الدول الاقتصادية فهو عصبها الأساسي للتقدم والرقي فالدول ذات الاقتصاد القوى أي الغني بالموارد أو بالإنتاج هي من تمتلك عملة نقدية أي أوراق مالية بشكل كافي وسيولة كبيرة ، حيث تسطيع الدولة من خلالها أن تقوم ببناء المصانع لتشغيل أفرادها وإقامة محطات المياه الخاصة بالشرب لمواطنيها وأيضاً شراء أسلحة جيشها لجعله قادراً عن الدفاع عنها وتخصيص معونات للفقراء والعاطلين عن لعمل من أفرادها وعلاج غير القادرين من أفرادها بالمجان بل ينعكس الاقتصاد القوي أيضاً على نسب معيشة الأفراد داخل كل دولة فالدولة الغنية بالمال ترتفع بها نسب دخول الأفراد بما يعني مستوى عالي من الرفاهية والتقدم وذلك على عكس الدول الفقيرة التي لا تمتلك اقتصاد قوى وبالتالي سيولة ضعيفة مما يعني على عدم قدرتها على توفير كل تلك الأشياء لشعبها وبالتالي فقره وانخفاض مستوى معيشته وتدنى خدماته المعيشية إذن فالمال له أهمية غير عادية في شتى المجالات الاقتصادية والعسكرية والمعيشية للدول .
ثانياً :- – أهمية المال للأفراد: يحمل المال أهمية كبيرة في حياة الأفراد حيث يلعب دورا محوريا في حياتهم. من خلال المال، يستطيع الإنسان تلبية احتياجاته ومتطلباته، وبدون مال يصبح من الصعب شراء أي شيء وبالتالي تعذر إشباع احتياجاته الأساسية مثل الطعام والشراب والدواء والتزاماته المالية تجاه زوجته وأبنائه. لذا، يحمل المال أهمية كبيرة في حياة الأفراد ويعتبر ضروريا لاستمراريتهم .