ما هو مرض السعي للكمال وعلاماته
ماهي الكمالية
الكمالية هي الرغبة الدائمة في الصورة المثالية الكاملة، خالية من العيوب والأخطاء، وتعد صفة إيجابية تدل على القوة وليس الضعف، ويستخدم الناس مصطلح الكمال لوصف الأمور المثالية، وتشير الدراسات العلمية إلى أن الكمالية ليست مجرد سعي للوصول إلى الأفضل، بل يمكن استخدامها كأسلوب لتجنب اللوم إذا قصرت أو تهاونت في أداء شيء ما
مرض السعي للكمال
يتمنى الأشخاص المصابون بمرض السعي للكمال أو ما يعرف بمرض الشخصية المثالية إخفاء العيوب التي لديهم والتخلص من المشاعر السلبية التي تحيط بهم، وغالبا ما ينتقدون الآخرين بصورة غير لائقة لإظهار فضائلهم المبالغ فيها، وقد أظهرت الأبحاث أن مرض السعي للكمال يلعب دورا كبيرا في تطور الاضطرابات النفسية والشخصية مثل القلق والاكتئاب وقد يؤدي إلى الانتحار، ويمكن أن يظهر هذا المرض عند الأشخاص الذين فقدوا الثقة بأنفسهم وجسدهم ويشعرون بأنهم غير مقبولين ويتجنبون المواقف الاجتماعية
- قضاء وقت طويل في مجهود لا يتطلب كل هذا الوقت.
- يشير عدم الرغبة في مشاركة الآخرين في أفراحهم وخاصةً نجاحهم في المسائل المهنية.
- ينبغي تجنب تجربة أشياء جديدة مع الأصدقاء خشية عدم النجاح وعدم الظهور بشكل مثالي.
- الرغبة في اجتياز جميع الاختبارات بكفاءة والاعتقاد بأن الفشل في أي منها يعتبر فشلاً كبيرًا
علامات الشخصية الكمالية
يتطلع الكثيرون دائمًا إلى تحقيق الكمال والوصول إلى السلوك المثالي في جميع جوانب الحياة، ومن بين أهم علامات الشخصية الكمالية والصفات التي تتوفر في الشخصية الكمالية:
- يجب تجنب القيام بأي مهمة أو عمل دون دراستها بشكل جيد والتأكد من إمكانية القيام بها على أفضل وجه ممكن.
- ينبغي النظر إلى الثمرة النهائية للمشروع قبل النظر في التفاصيل البدائية؛ لأن ذلك يساعد على تركيزك وزيادة حماسك لإكمال المهمة بأفضل شكل وبعمل متقن.
- لا يعتبر الشخص الكمالي أن المهمة انتهتتم حتى يحصل على نتيجة مرضية تستحق المجهود الذي بذله.
- التأني في العمل وأخذ وقت كافٍ لأداء مهمة ما أطول من اللازم لإنجازه
أنواع الكمالية
لا توجد أنواع محددة للكمالية، بل تتشابه في السلوكيات وتختلف في الدوافع والنتائج المرجوة، ومن بينأنواع الكمالية:
الكمالية المتفق عليها اجتماعيا
هذا يعتبر نوعا من الكمالية، وهي تستخدم بشكل واسع في المجتمع، وخاصة للعمال في الوظائف التي تتطلب دقة وتركيزا عاليا مثل المهندسين المعماريين والأطباء. فضغط العمل على هؤلاء الأشخاص يزيد من توترهم وقلقهم بشكل مبالغ فيه، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث الانتحار. وتطبيق الكمالية الاجتماعية ليس مقتصرا على الأشخاص المذكورين فقط، بل يطبق أيضا على الأشخاص الذين يخضعون لمعايير ثقافية عالية والأشخاص الذين يسعون لتحقيق أهداف غير واقعية. وقد انتشر هذا النوع في المجتمع نتيجة الضغوط التي يفرضها الآباء والأمهات على أبنائهم، مما يدفعهم إلى السعي وراء الكمال وتحقيق المثالية.
الكمالية في المعايير الشخصية
حيث يلتزم الأشخاص الذين يمارسون الكمالية الشخصية بالعديد من المعايير التي تحفزهم على ذلك، وقد يظن البعض أن هذه المعايير تعقيديه وعالية إلى حد ما ولكن هذا يكون بالنسبة للأشخاص الأخرى أما بالنسبة للأشخاص الذي وضعوا هذه المعايير فيكون الأمر محبب ومحفز لهم. ويعتقد الكثيرين أن الكمالية التي تعتمد على المعايير الشخصية تكون صحية إلى حد كبير وذلك لأنها تسعد على التخلص من الأرق والإجهاد، فبحسب الدراسات العلمية أن الأشخاص الذي لديهم معايير مثالية يكونوا أقل عرضة للعادات الضارة.
الكمالية في النقد الذاتي
ويعد هذا النوع من أغرب أنواع الكمالية وذلك لأنه يزيد من الخوف والقلق تجاه الأهداف الذي يضعها الشخص لنفسه بعكس أنواع الكمالية الأخرى التي تعزز الشعور بالتحفيز تجاه الأهداف، وأثبتت الدراسات أن هذا النوع من الكمالية لا يؤدي إلا للمشاعر السلبية والقلق المستمر وجلد الذات باستمرار ومعاتبتها على كل ما تقوم به مما يضعف الثقة بالنفس ويزيل الرغبة في النجاح وتحقيق الأهداف.
مجالات الكمالية
تؤثر الكمالية بشكل كبير على حياة الإنسان وتمتد تأثيراتها إلى مجالات عديدة في حياته، وليست مقتصرة على مجال واحد كما يعتقد البعض، فهي تؤثر على العديد من المجالات في مواضيع مختلفة، وسوف نستعرض أهم هذه المجالات التي قد تتأثر بالكمالية وتشمل ما يلي:
تأثير الكمالية في المظهر الجسدي
تؤثر الكمالية بشكل كبير على هذا الجانب من حياة الإنسان، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الثقة بالنفس في كثير من الأحيان، كما يمكن أن تجعل الإنسان دائما مضطربا بشأن الزينة الخارجية والمظهر الجسدي، فقد ينفق الكثير من الوقت والجهد على اختيار الملابس وتصفيف الشعر، وليس هذا فقط، فقد يتجه الإنسان للامتناع عن الطعام والانخراط في الرياضة والحميات الغذائية.
النشاط البدني
غالبًا ما نشهد رغبة شديدة من الرياضيين في تحقيق الكمال والسعي نحوه، وخاصةً في ألعاب القوى والسباقات، مما يدفعهم إلى قضاء وقت طويل في التمارين للمنافسة وتحقيق الكمال.
النظافة الشخصية والاعتناء بالصحة
عندما تقرأ هذه الفترة للوهلة الأولى تظن أن الكمالية تضيف تأثير إيجابي للصحة ولكن الأمر عكس ذلك تماما، لأن في هذا المجال من الكمالية قد يتوقف الشخص عن تنظيف أسنانه أو تصفيف شعره أو أي أمر آخر لأنه فشل في إنجازه قبل ذلك، بالإضافة إلى أنه يصيب الجسم بالعديد من الأمراض نتيجة لحرمان الجسم من تناول وجبات متنوعة لاتباع صاحب الكمالية نظام غذائي صارم.
في العلاقات والصداقات
يسعى الشخص الذي يسعى للكمالية إلى وضع معايير مثالية للعلاقات والتعامل مع الأشخاص، مما يتسبب في جهد في التعامل ونفور من الأصدقاء أو الأحباب.
المدرسة ومكان العمل
تعتبر العمل والمدرسة من الأمور الروتينية في حياتنا جميعًا ويعتاد عليها، ولكنها تشكل صعوبة لدى الأشخاص الكماليين لأنهم يبذلون مجهودًا كبيرًا لأداء أي مهمة، بالإضافة إلى عدم مبادرتهم في البدء بأي عمل إلا بعد دراسته وفهم مقدماته ونتائجه أولًا.
المحافظة علي البيئة المحيطة
تعد نظافة المنزل أمرًا ضروريًا يقوم به الجميع يوميًا، ومع ذلك، يحتاج الأشخاص الذين يسعون للكمال في المحافظة على نظافة المنزل إلى جهد ووقت كبيرين كل يوم، بهدف الحفاظ على المنزل نظيفًا ومرتبًا وفقًا للمعايير المثالية والكمالية.
فحص الحديث والكتابة
يسعى الشخص الكمالي دائمًا للتحدث والكتابة بدقة عالية وجودة ممتازة، ولكن في كثير من الأحيان يحدث العكس نتيجة للتردد والتفكير المفرط، مما يؤدي إلى حديث غير لائق. وكما نلاحظ، يتجنب الكماليون كتابة أي شيء خوفًا من الوقوع في الأخطاء التي تتعارض مع مفهوم الكمال الذي يسعون إليه