ما هو سر قارة أنتاركتيكا ؟.. وماذا يوجد وراء الجدار الجليدي
قارة أنتاركتيكا
تعد قارة أنتاركتيكا، من حيث الحجم، القارة الخامسة بين قارات العالم وتعتبر القارة القطبية الجنوبية، ويغطي الجليد معظم مساحتها. وتتميز دائما بأنها قارة التفوق، وهي القارة الوحيدة التي تقع في أقصى جنوب العالم
تُعتبر أعلى قارات العالم وتتميز بأنها شديدة الجفاف والرياح و البرودة، تبلغ مساحة قارة انتاركتيكا القطبية الجنوبية 5.5 مليون ميل مربع أي (14.2 مليون كيلومتر مربع) ويغطيها الجليد بنسبة 98 بالمائة، قام الجيولوجيون والجيوفيزيائيين وعلماء الجليد وعلماء الأحياء وعلماء آخرون بتخطيط جميع المناطق الجبلية في القارة حتى سبعينيات القرن الماضي اعتمد العلماء على التقنيات الجيوفيزيائية الأرضية مثل المسوحات الزلزالية للصفائح الجليدية في القطب الجنوبي للكشف عن سلاسل الجبال والقمم المخفية لمعرفة أدق تفاصيل القارة.
تنقسم قارة انتاركتيكا إلى:
- تتكون شرق أنتاركتيكا من هضبة عالية مغطاة بالجليد السميك.
- تقع بعض غرب القارة القطبية الجنوبية، بحيرة جليدية تغطي معظم الجزر في غرب أنتاركتيكا.
ما هو سر قارة أنتاركتيكا
كشف العلماء عن السر الغامض لقارة انتاركتيكا القطبية الجنوبية والمفاجأة هي أن الأرض القاحلة المتجمدة في قارة انتاركتيكا كانت غابة مستنقعات معتدلة ولكن ذلك عند نزول الديناصورات على الأرض منذ حوالي 90 مليون عام وفقًا لتحليل الباحثين لعينات التربة القديمة.
بينت الدراسة التي نشرت في مجلة Nature أن الفترة الطباشيرية كانت شديدة الدفء، مما أدى إلى وجود غابة فيها أشجار صنوبر، وتبين أن درجات الحرارة في الصيف وصلت إلى 25 درجة مئوية في أنتاركتيكا، بينما تبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية الحالية حوالي -12 درجة مئوية
قام فريق دولي من الباحثين بتحليل قطعة كبيرة من التربة التي تم استخراجها من قاع المحيط في بحر أموندسن في فبراير 2017، وعلى بعد حوالي 900 كيلومتر من القطب الجنوبي. وأفاد العلماء أنهم فوجئوا عند اكتشافهم أن العينة التربية تعود إلى غابة مطيرة قديمة وليست من قاع البحر القديم. واكتشف العلماء أيضا أن التربة ذات اللون البني الداكن كانت مليئة بالأسرار، بما في ذلك شبكة ضيقة من الجذور المتحجرة، بالإضافة إلى حبوب اللقاح والجراثيم التي تعود لأكثر من 65 نوعا مختلفا من النباتات، وتم اكتشاف آثار أقدام للعديد من الحيوانات والطيور
ماذا يوجد وراء الجدار الجليدي في قارة أنتاركتيكا
عندما نذهب إلى قارة القطب الجنوبي، نجد هناك سد جليدي ضخم وسميك وهناك العديد من البحار والمحيطات خلف هذا السد. يحتوي الجليد الداخلي في القطب الجنوبي على كميات ضخمة من المياه التي قد ترفع مستوى سطح البحر بعدة أمتار. أظهرت دراسة نشرت في مجلة Nature أن السدود الجليدية ضرورية للحفاظ على مناخنا، حيث تمنع ارتفاع درجات حرارة المحيطات والبحار وتمنع ذوبان الجليد.
يمكن للمحيط أن يخزن حرارة أكثر بكثير من الغلاف الجوي، حيث تخزن أعماق البحار حول القارة القطبية الجنوبية كمية كبيرة من الطاقة الحرارية التي تعادل تسخين الهواء فوق القارة بمقدار 400 درجة، ولذلك يقوم الجدار بتقليل درجة الحرارة حتى لا يذوب الجليد
الجدار الجليدي في أنتاركتيكا
قام فريق بحث دولي بقيادة السويد بدراسة الفيزياء المتعلقة بالتيارات البحرية القريبة من الأنهار الجليدية العائمة حول جدار الجليد القطبي الجنوبي.
قالت “آنا واهلين”، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم المحيطات في جامعة جوتنبرج، إن القياسات تشير إلى أن هناك ذوبانا حول سواحل القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند. ومن المحتمل أن تكون هذه الزيادات مرتبطة بتيارات المحيط الدافئة المالحة التي تدور على الجرف القاري، مما يؤدي إلى ذوبان الجليد من الأسفل
لغز استقرار الجليد
يتحرك الجليد الداخلي في أنتاركتيكا تدريجيًا نحو المحيط، وعلى الرغم من أهميته، إلا أن استقراره يظل لغزًا؟
ومع ذلك، بسبب صعوبة الوصول إلى الأنهار الجليدية، لم يتمكن الباحثون من معرفة كيفية استقرار الجليد، ولم تكن هناك الكثير من المعلومات حول عملية استقرار الجليد.
كيف يتم حجب المياه الدافئة عن الجليد
يحتوي الجدار الجليدي على جبل عائم يبلغ سمكه ما يقرب من 300 إلى 800 متر وتوجد تحته مياه البحر التي تتصل بالمحيط خلفه، يبلغ الجبل الجليدي ذروته في حافة عمودية وهو جدار من الجليد يمتد لمسافة 300 إلى 400 متر أسفل المحيط تتدفق مياه البحر الدافئة تحت هذه الحافة باتجاه القارة والجليد الأعمق جنوباً.
عند دراسة قياسات الجبال باستخدام الأدوات، اتضح للباحثين أن تيارات المحيطات تتوقف عند حافة الجليد، وهذا يقيد وصول الماء الدافئ إلى القارة. ومن خلال ذلك، ندرك أن هناك كمية صغيرة جدا من تيار الماء الدافئ التي يمكنها اختراق النهر الجليدي، وهذا يعني أن حوالي ثلثي الطاقة الحرارية التي تنتقل من أعماق البحار إلى الجرف القاري لا تصل أبدا إلى الجليد
معاهدة أنتاركتيكا
تم توقيع معاهدة السلام لأنتاركتيكا والاتفاقية المرتبطة بها في واشنطن في 1 ديسمبر 1959 من قبل اثنتي عشرة دولة، بهدف الحفاظ على المصالح والعلاقات الدولية بين دول العالم والقارة القطبية أنتاركتيكا. يعود سبب توقيع هذه المعاهدة إلى أن أنتاركتيكا هي القارة الوحيدة التي لا تستوطنها سكان أصليون، وكانت المعاهدة تهدف بشكل أساسي إلى تأكيد حماية أنتاركتيكا للأبحاث العلمية فقط وتحذير من أي نشاط عسكري داخلها. يعتبر توقيع هذه المعاهدة إنجازا دبلوماسيا وعلميا على الجليد، وتم تنظيمها بعد الحرب العالمية الثانية بسبب مطالبة الولايات المتحدة بجزء من أنتاركتيكا، مما تسبب في تهديد وشيك باندلاع حرب
كانت هذه الدول تتردد على القارة وتركين أعلام دولهم في القارة القطبية الجنوبية وحولها، وكانت المعاهدة تنص على “يجب استخدام القارة القطبية الجنوبية للأغراض السلمية فقط”، بدأت المعاهدة في حيز التنفيذ عام 1961 ومنذ ذلك الحين انضمت إليها العديد من الدول الأخرى ويبلغ العدد الإجمالي للأطراف في هذه المعاهدة الآن 54 دولة.
بعض أحكام المعاهدة الهامة
- أولاً : : يجب استخدام القارة القطبية الجنوبية فقط للأغراض السلمية
- ثانياً: سيستمر التعاون لتحقيق هدف الحرية في البحث العلمي في أنتاركتيكا
- ثالثاً: سيتم تبادل الملاحظات والنتائج العلمية من القارة القطبية الجنوبية وإتاحتها مجانا
- رابعاً: لتعزيز الأهداف وضمان احترام أحكام المعاهدة، ستكون جميع مناطق أنتاركتيكا، بما في ذلك جميع المحطات والمنشآت والمعدات داخل تلك المناطق، مفتوحة للتفتيش والبحث في جميع الأوقات وتعتبر ملكا للقارة
ومن بين الدول الموقعة على المعاهدة بدون أي خلاف وكان لها مصالح كبيرة داخل قارة أنتاركتيكا وهم:
- الأرجنتين.
- أستراليا.
- تشيلي.
- فرنسا.
- نيوزيلندا.
- النرويج.
- المملكة المتحدة.
- اليابان.
- جنوب أفريقيا.
- بلجيكا.
- الإتحاد السوفيتي.
- الولايات المتحدة.
رغم بعض المطالبات الإقليمية التي تتداخل في بعض الأحيان، وعدم اعتراف بعض الدول بأي مطالبات، إلا أن الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان بـ”أساس الادعاء”، ولكن جميع الوظائف محمية بشكل صريح في المادة الرابعة، التي تحافظ على الوضع الراهن وتنص على:
لن تشكل أي أعمال أو أنشطة تحدث أثناء سريان المعاهدة الحالية لتأكيد أو دعم أو رفض المطالبة بالسيادة الإقليمية في أنتاركتيكا أو إنشاء أي حقوق للسيادة في أنتاركتيكا، لن يتم تأكيد أي مطالبة جديدة أو توسيع لمطالبة قائمة بالسيادة الإقليمية في أنتاركتيكا أثناء سريان المعاهدة الحالية.