اسلاميات

ما هو سبب فتح مكة ؟

يعد فتح مكة هو ذلك الفتح الأكبر والأعظم في التاريخ الإسلامي فبعد هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة بعد ما تعرضوا لكل أشكال ، و صنوف الاضطهاد ، و التعذيب من جانب كفار قريش حتى تمكنوا من إقامة الدولة الإسلامية وإعلاء شأن دينهم ، و ذلك كان من خلال قيامهم بفتح مكة المكرمة في شهر رمضان المبارك من السنة الثامنة للهجرة النبوية ، والتي تحقق بها للنبي صلى الله علية وسلم هذا الانتصار الكبير على كفار قريش وتم إنقاذ البيت الحرام وأهله من الكفر والشرك وعبادة الأصنام ، و كان دخول الناس في دين الله أفواجاً كما جاء في القرآن الكريم ويعتبر فتح مكة هو البداية الفعلية لقيام الدولة الإسلامية القوية المتمكنة .

السبب المباشر لفتح مكة :في السنة السادسة للهجرة النبوية الشريفة، توجه الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إلى مكة المكرمة بعد أن رأى أنه يجب عليه العمرة والطواف في الكعبة الشريفة، ولبس المسلمون الإحرام وجلبوا الهدايا معهم حتى لا يشعر أهل مكة بأن الرسول وأصحابه جاءوا للقتال أو سفك الدماء. وعندما علمت قريش بقدوم المسلمين، حاولوا منعهم من دخول مكة بالقوة، ولكنهم أرسلوا رسلاً للتفاوض مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوصلوا في النهاية إلى اتفاق صلح الحديبية في العام السادس للهجرة، واتفق الطرفان على الهدنة وعلى حرية الاختيار بين الدخول في حلف الرسول أو حلف قريش، وعدم الاعتداء على بعضهم البعض. ونتيجة لهذه الاتفاقية، انضمت قبيلة بني بكر إلى حلف قريش، وقبيلة خزاعة إلى حلف الرسول. وقد هاجمت قبيلة بني بكر قبيلة خزاعة في الليل وقتلت أكثر من عشرين رجلاً، وتحالفت قريش مع بني بكر ضد خزاعة، وقدمت لهم الدعم المالي والعسكري. وغضب الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا النقض من قبل قريش، وأعلن انتهاء الهدنة وبدأ التخطيط لفتح مكة وتطهيرها من الشرك والكفر، وبعدما شعرت قريش بالخطر، حاولت إرسال أبي سفيان لتجديد الصلح واستمراره، ولكنه فشل في مسعاه وعاد إلى مكة بخيبة أمل .

بداية توجه الجيش الإسلامي إلى مكة :لم يعلن النبي صلى الله عليه وسلم عن نيته في فتح مكة، حتى لا يتوقع قوم قريش هذا الأمر، ولم يخبر بهذه النية إلا الأشخاص المقربين منه. وأمر النبي الجيش الإسلامي المؤلف من عشرة آلاف مقاتل بالتوجه إلى مكة، ورابطوا بالقرب منها وأشعلوا النيران لبث الخوف في نفوس أعدائهم. وبعد أيام قليلة، دخل الجيش الإسلامي مكة من أربعة محاور، ولم يواجه أي مقاومة باستثناء فرقة قادها خالد بن الوليد وقاومتها مجموعة صغيرة من كفار قريش تحت قيادة عكرمة بن أبي جهل، وتم قتل اثني عشر مقاتلا منهم. ونجح المسلمون في السيطرة الكاملة على مكة المكرمة في اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك من العام الثامن للهجرة النبوية الشريفة .

عفو النبي صلى لله عليه وسلم وعلو أخلاقه :عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة، توجه إلى البيت الحرام للصلاة، وهدم الأصنام والأوثان التي كانت حوله، ثم توجه إلى الصفا ووقف عليه، وخاطب قريش بخطاب العفو الشهير، قائلا: اذهبوا فأنتم الطلقاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى