منوعات

ما هو حق الفيتو ؟

حق الفيتو، نسمع كثيرا في الأخبار السياسية عن استخدام دولة حق الفيتو في قرار معين، فما معنى كلمة فيتو؟ سنوضح لكم أن فيتو هي كلمة لاتينية الأصل، وظهرت هذه الكلمة بشكل كبير بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ومعنى كلمة فيتو هو “أنا أعترض أو أنا لا أوافق وأنتقد.” تم تأسيس هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، ومنها انبثق مجلس الأمن الذي يتخذ القرارات المصيرية والهامة على المستوى الدولي. يتغير أعضاء مجلس الأمن بانتظام، وهناك خمسة دول تعين كأعضاء دائمين في المجلس، وبالتالي لديها حق الفيتو، أي لها الحق في الاعتراض وعرقلة القرارات .

الدول التي تمتلك حق النقض

حق الفيتو هو أحد الحقوق التي تمتلكها الدول العظمى في العالم. تعريفه الأدق هو أحد الحقوق الظالمة الموجودة في مجلس الأمن. حق النقض هذا يكون في يد الدول العظمى التي تستخدمه لخدمة مصالحها فقط دون النظر لأي اعتبارات أخرى. إذا استخدمت هذه الدول الفيتو، فإن مجلس الأمن سيفقد مصداقيته كاملة، حيث تتحكم الدول العظمى في قرارات مجلس الأمن. والدول الحاكمة هي الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وهي الدول التي تتحكم في صدور أي قرار، وتعترض على أي قرار يتعارض مع مصالحها أو مصالح أصدقائها “الدول الصديقة”. وإذا قاطعت هذه الدول قرارا، فإنه يتم إجهاضه وينتهي إلى الأبد دون أن يتم تمريره أو تداوله، حتى لو حظي بموافقة الجميع.

المقصود بالفيتو

 : حق الفيتو هو حق الاعتراض الذي يحتفظ به الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وذلك برفض أي قرار قبل تمريره للمجلس ليتم التصويت عليه، وبذلك يتم إلغاء هذا القرار وعدم مناقشته وعدم تنفيذه، ويحدث ذلك في حالة رفض دولة واحدة من بين الدول الخمس الدائمة الأعضاء في المجلس.

الدول الخمسة دائمي العضوية

ونجد الآن هناك عدد من الأصوات ينادي بتغيير هذا الاستثناء الظالم وغير العادل ، حيث أن الدول الخمسة دائمي العضوية يستخدمون حق الفيتو، مما نتج عنه موازين قوى جديده ، و ظلم لا يليق بالأمم المتحدة التي أنشئت أساساً من أجل إعلاء الحق ولكن أين الحق أو العدل و أين المساواة في وجود هذا الحق الاستقوائي والغير منصف والذي يطلق عليه حق الفيتو،  وحتى إن قبلنا هذا الفكر والمنطق المتعجرف فإن هناك دول كبرى و  لها تأثير أكبر من الدول التي تملك عضوية دائمة في مجلس الأمن.

إن حق الفيتو ليس اعتراض على قرار فحسب، بل هو إجهاض وإنهاء القرار دون رجعة، وهذا يعتبر عيباً كبيراً على الديمقراطية التي تنادي بها الدول، و المشكلة ليست في القرار نفسه ولكنها في طريقة اختيار أعضاء الفيتو و الذين يتم اختيارهم من مجلس الأمن ويكون هؤلاء أعضاء الفيتو أو أعضاء مجلس الأمن، لم يتم اختيارهم بانتخابات ولكن هو تشكيل قوى، ولذلك فقد طالب العديد من الدول بإلغاء حق الفيتو، وطالبت دول أخرى أن يتم تعديل نظام حق الفيتو وأن يتم ضم دول كبرى مثل ألمانيا واليابان و البرايل.

عدد مرات استخدام الفيتو

منذ استخدام حق الفيتو في عام 1945، استخدمت روسيا (الاتحاد السوفيتي) حق الفيتو 123 مرة، واستخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو 76 مرة، بينما استخدمت بريطانيا حق الفيتو 32 مرة، وفرنسا استخدمته 18 مرة، واستخدمت الصين حق الفيتو 7 مرات فقط. استخدمت روسيا حق الفيتو بكثرة خلال الحرب الباردة مع الغرب، وعرف وزير خارجية روسيا آنذاك أندريه غروميكو بـ”السيد لا” بسبب كثرة القرارات التي رفضها واستخدم حق الفيتو ضدها. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، استخدمت روسيا حق الفيتو أربع مرات فقط، في حين استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو بشكل أكبر، وعادة ما كانت من أجل دعم إسرائيل، حيث أجهضت 45 مشروعا باستخدام حق الفيتو.

حيث أن الولايات المتحدة رفضت مشروع إدانة إسرائيل بشأن جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وتدافع عنها وتحميها، وتظهر رفضا للعنف والاغتيالات التي تقوم بها إسرائيل ضد قادة الشعب الفلسطيني، ورفضت أيضا إدانة العنف ضد المسجد الأقصى، ومعارضة قرارات توقف الاستيطان والانسحاب من الأراضي الفلسطينية، ورفضت أيضا إدانة إسرائيل في حروبها ضد لبنان في عام 2006 وضد غزة في عام 2008، وهذا يشير إلى أن إسرائيل ليست بحاجة للانضمام إلى أعضاء الفيتو، حيث تحمي الولايات المتحدة إسرائيل بشكل كامل كما لو أنها تمتلك حق الفيتو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى