ما هو تعريف الفتن ؟
يشير مصطلح `الفتن` في اللغة العربية إلى كل ما يتعلق بالابتلاء والامتحان، ويطلق عليه أيضا في بعض الأحيان على كل ما هو مكروه ومحرم، مثل الصد عن سبيل الله والزنا والخمر. وبشكل عام، فإن تعريف الفتن يشير إلى الأحداث والأمور التي يتعرض لها الفرد المسلم في حياته، والتي تعمل على إخراجه من الطريق المستقيم والصحيح، وتزيين الباطل له فيراه حقا. والفتن في آخر الزمان تعمل على إخراج الإنسان من الطريق المستقيم والصحيح، وتتضمن عدة صنوف وأشكال، مثل الغنى الذي يمكن أن يتحول إلى فتنة إذا استخدم في تحقيق الشهوات والرغبات، وكما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن قوما من هذه الأمة سيشربون الخمر ويسمونها بغير اسمها. وهذا ما يحدث في الواقع، حيث يتم تسمية الخمور والمكسرات بالمشروبات الروحية، وأماكن الاختلاط والفسوق بالملاهي، والربا بالفائدة، والرشوة بالعمولة، وغير ذلك الكثير من الأمور. والفتن هي من عمل الشيطان الذي يقوم بتزيين الباطل والمنكر والمحرم ليراه الإنسان حقا، وبالتالي يسهل وقوعه فيها، وتمنعه من رؤية الحقيقة الأساسية للأمور .
أنواع الفتن
هناك العديد من أنواع الفتن التي أشار الدين الإسلامي إليها، بما في ذلك:
فتنة المحيا وفتنة الممات
الفتنة في الأسرة تتمثل في إغواء الرجل بأهله وأولاده وممتلكاته، ويتم ذلك عن طريق إثارة الفتنة في الفرد الذي يحبهم بشدة وتبرير أي فعل أو سلوك غير متوافق مع الدين والأخلاق من أجل الحفاظ عليهم، حتى ولو كانت هذه الحجج الواهية تتعارض مع الدين والقيم .
فتنة المرج (القتل)
ورد ذكر هذا النوع من الفتن في العديد من النصوص الدينية، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل).
فتنة التفرقة
تعتبر واحدة من أنواع الفتن التي يمكن لشخص أو جماعة الوقوع فيها، في حين يختار الآخرون الصمت وعدم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويكون هذا الصمت من ذنوبهم، في حين ينكر الآخرون ذلك وينهون عنه، ويكون هذا أيضًا من ذنوبهم، مما يؤدي إلى التفرقة والاختلاف والشرور .
فتنة الرجل في دينه
تعتبر المخدرات واحدة من الفتن الخطيرة، حيث يمكن للإنسان أن يتحول من مؤمن إلى كافر والعكس، ويمكن بيع الدين مقابل الدنيا، والله المعاذ .
فتنة علماء السوء
هؤلاء بعض من علماء السوء والنفاق، حيث يمكن لبعضهم تحليل الربا والمحرمات للناس باستخدام أسباب وحجج زائفة بهدف إقناعهم بما حرمه الله عز وجل .
الفتن السياسية
تلك النوعية من الفتن هي واحدة من أشد وأخطر أنواع الفتن بسبب تأثيراتها السلبية الكثيرة على تماسك المجتمع ووحدته، إذ تقوم غالبا بنشر الأكاذيب والشائعات الخاطئة حول أنظمة الحكم السياسية، وهدفها النهائي هو تشتيت المجتمع وبث الفرقة فيه من خلال جعله منقسما بين مؤيدين ومعارضين لنظام الحكم السياسي في المجتمع .
أسباب الوقوع في الفتن
توجد عددا من الأسباب المودية للوقوع في الفتن ومنها :-
أولاً :- – عدم الالتزام من قِبَل المسلم الفرد بمفاهيم دينه الصحيحة .
ثانياً :- انصياع الفرد لشهواته وغرائزه .
ثالثاً :- عدم توافر رؤية سليمة للأمور من قبل الفرد .
رابعاً :ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للفرد .
خامساً :- – الابتكار في أمور الدين والفجور في الدنيا .
سادساً :- قد ينشأ ضعف الإيمان أو الجهل بأمور دينية من جانب الفرد .
كيفية مواجهة الفتن من جانب الفرد المسلم
التمسك بالإيمان هو أحد أقوى أنواع الأسلحة لمواجهة الفتن وعدم الانجرار إليها. يجب على الإنسان أن يفحص أي أمر مشكوك في صحته بواسطة معايير الإيمان والشريعة ويوازنه بتقوى، حيث ستميل كفة الصواب في نظره. وينبغي أن يكون لديه معرفة بالأمور الدينية الصحيحة في الإسلام، لكي لا يصبح مجرد فريسة تائهة تتأثر بالأهواء أو تتعرض لنفوذ الرياح. بالإضافة إلى الاستعاذة المستمرة من الفتن والدعاء إلى الله عز وجل أن يحميه منها وأن يحافظ على عباداته وقربه من ربه، وهذا سيوفر له الحماية من تلبيسات الشيطان ومكائده لإغرائه .