الطبيعةالطقس

ما هو المطر الحمضي ؟

الأمطار الحمضية هي تلك الأمطار التي تحمل الكثير من الأحماض والتي تكون عالقة في طبقات الجو. تكون الأمطار الحمضية نتيجة لعوامل التبخر، وهي ظاهرة طبيعية سيئة وخطيرة. للأسف، الإنسان وسلوكه هو المسبب لهذه الأمطار. تتسبب الأمطار الحمضية في تأثيرات ضارة وسلبية على الحياة بأشكالها المختلفة على الأرض، سواء كانت حياة بشرية أو حيوانية أو نباتية أو تربة ومياه. تتكون الأمطار الحمضية في الغالب من حمضيات تتجمع كجزيئات صغيرة في الهواء وتسقط وتترسب على سطح التربة، المياه الأرضية، الأنهار، البحيرات والمحيطات، مما يتسبب في أضرار لكل أشكال الحياة على سطح الأرض .

توجد العديد من المصادر التي تسبب تلك الغازات الضارة في طبقات الجو العليا، ومن بينها:

أولاً :عمليات احتراق الوقود الحفري بأشكالها، والدخان الملوث والسام الناتج عن عمليات التصنيع المختلفة في المصانع، مثل صناعة النشادر والحديد والصلب والنفط والأسمنت وغيرها، تشكل حوالي 32% من إجمالي نسبة الغازات الموجودة في طبقات الجو .

ثانياً :- الغازات التي تخرج نتيجة عمليات احتراق وقود السيارات ووسائل النقل المختلفة تصل نسبتها إلى حوالي 43٪ من الغازات الحمضية المنبعثة .

ثالثاً :الانفجارات البركانية الشديدة والكوارث الطبيعية وعمليات التحلل للكائنات الحية بأنواعها تشكل ما يقرب من 10% من الغازات الحمضية الضارة .

أهم الآثار الضارة والسلبية للأمطار الحمضية على البيئة  :-

تشمل الآثار والأضرار التي تؤثر على البيئة جوانب الحياة بشكل شامل، سواء كانت الحياة البشرية أو الحيوانية أو النباتية أو البحرية أو التربة الأرضية ومصادر المياه فيها، وتشمل ذلك ما يلي:

أولاً :- – الآثار الضارة على الحياة البشرية: – في الفترة الزمنية من خمسينيات القرن الماضي، تسببت تلك الغازات الضارة والسامة في وفاة ما يقارب من (4000) شخص، عندما خيم الضباب على مدينة لندن لمدة (3) أيام، مما أدى إلى انتشار تلك الغازات الضارة في الجو، وكنتيجة لتلك التفاعلات الكيميائية، حدث العديد من الأمراض للإنسان، ومنها: – مرض الربو والأزمات الصدرية التي في الغالبية منها تقضي على حياة الإنسان بالاختناق، وأيضا يمتد تأثيرها إلى الخضروات أو المواد الحيوانية والأسماك التي تكون ملوثة ببقايا الأمطار الحمضية، فتترسب تلك المواد في الجسم البشري، وتعمل على الإضرار به على المدى البعيد، ويصاب الإنسان بأمراض السرطان وأمراض القلب .

ثانياً :- – “الآثار الضارة على الحياة الحيوانية: يمكن للأمطار الحمضية أن تؤدي إلى وفاة الكثير من الأنواع الحيوانية، وأن تتهددها بالانقراض، وذلك بسبب تأثيرها المباشر على غذائها. على سبيل المثال، إذا سقطت الأمطار الحمضية على منطقة توجد بها القوارض، فإنها قد تهاجر إلى مناطق أخرى غير موطنها الأصلي، مما يؤدي إلى وفاة الكثير منها ونقص أعدادها، وبالتالي يتأثر الحيوانات التي تتغذى عليها. كما يحدث الأمر نفسه بالنسبة للحيوانات التي تتغذى على الأعشاب، إذا تناولت العشب الملوث بتلك المركبات السامة الموجودة في الأمطار الحمضية، فإنها ستتأثر وستتسبب في وفاة الأجنة والتشوه في بطون أمهاتها وتموت صغارها، وستضطر إلى مغادرة موطنها الأصلي والبحث عن مناطق أخرى للعيش فيها .

ثالثاً :- – تأثيرات الأمطار الحمضية الضارة على البيئة البحرية: نتيجة هطول الأمطار الحمضية على المحيطات والأنهار والبحار، يحدث تلوث للمياه التي تعيش فيها الأسماك والكائنات البحرية المتنوعة، وتقل قدرة الأسماك على استخلاص الأكسجين المذاب في الماء الضروري لحياتها بسبب زيادة حموضة الماء وتلوثه بالرصاص والألومنيوم والزئبق ومواد سامة أخرى، مما يؤدي إلى موت البويضات السمكية ونفوق الأسماك الصغيرة، وبالتالي يؤدي إلى انقراض العديد من سلالات الأسماك، مما يؤثر أيضا على العديد من أنواع الطيور المائية التي تتغذى بشكل أساسي على الأسماك .

رابعاً :- – تؤثر الأمطار الحمضية الضارة على الحياة النباتية بشكل كبير، حيث تؤثر على توازن التربة البكتيري وتقتل الكائنات الدقيقة الموجودة فيها، وبالتالي يحدث خلل كبير في عملية تحلل البقايا النباتية في التربة، مما يؤدي إلى تكون طبقة سميكة تمنع وصول الماء إلى جذور النباتات، كما يؤثر سلبا على جذور النباتات ويمنعها من امتصاص الغذاء بشكل سليم. وعلاوة على ذلك، تتفاعل الأمطار الحمضية مع أوراق النباتات مباشرة، مما يتسبب في سقوطها مبكرا وجفاف النباتات ووفاتها بشكل غير منتظم، دون إيجاد أي محصول .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى