ما هو المتن وما هو السند والفرق بينهم
الأحاديث النبوية هي جمل القول والفعل التي نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعد المصدر الثاني للتشريع الإسلامي. وتتضمن الأحاديث النبوية السنة القولية والفعلية والتقرير والصفات الخلقية والسيرة النبوية الشريفة .
صحة الأحاديث
يتم تحديد صحة وقوة الحديث من خلال سلسلة السند الواردة فيه، ويتم تصنيف الأحاديث بأنواع مختلفة مثل الصحيح والحسن والضعيف، وبالتالي يتم قبول أو رفض كل حديث .
السند والمتن والفرق بينهم
أولا السند
السند هو سلسلة من الرجال الذين نقلوا الحديث عن لسانهم حتى وصل إلى القائل الأصلي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويُذكر في بداية كل حديث عادة في شكل (قال فلان عن فلان عن فلان عن الرسول صلى الله عليه وسلم كذا وكذا) .
ثانيا المتن
المتن هو الجزء الأساسي من الحديث الذي يأتي بعد السند ويحتوي على أقوال أو أفعال أو تقارير، فهو جوهر الحديث، بعدما ينتهي السند من قول فلان عن فلان، يأتي المتن (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا وذاك) .
مثال
حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير، قال حدثنا سفيان، قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، قال أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي، أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول، سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ” .
الجزء الأول الذي يشمل حدثا الحميدي عن سفيان عن الأنصاري هذا يعد سند الحديث، أما الجزء الآخر الذي يضم ( إنما الأعمال بالنيات )، فهذا يعد متن الحديث أي موضوع الحديث ولبه وجوهره، وعليه فإذا صح السند والمتن صار الحديث مقبول، وإذا اختل أحدهما صار الحديث مردود، والمقبول والمردود من تصنيفات علم الحديث .
تصنيف الأحاديث
ينقسم الحديث إلى قسمين :
1- متواتر
هذه الأحاديث التي رواها عدد كبير من الناس، والتي يستحيل معها الاتفاق والتواطؤ على الكذب، تعد مقبولة بشكل عام دون الحاجة إلى البحث عن رواتبها .
2- آحاد
الحديث الأحادي هو الذي لا يتوفر فيه شروط الحديث المتواتر، ومثاله هو عندما يُروى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من شخص واحد، ويُقسم الحديث الأحادي إلى ثلاثة أقسام:
أ- مشهور : هو الذي رواه ثلاثة أو أكثر في كل طبقة، شريطة ألا يصل إلى درجة التكرار الزائدة .
ب- عزيز: هو الشخص الذي لم يروي حديثاً عن اثنين في كل سلسلة السند .
ج- غريب : وهو الذي يرويه راو واحد فقط .
يتم تقسيم حديث الأحاد إلى ثلاثة أقسام مشهورة وهي العزيز والغريب والمشهور، وينقسم بناءً على قوته وضعفه إلى قسمين هما المقبول والمردود
أولا المقبول
المقبول هو الذي يرجح فيه صدق راويه وهو أربع أنواع :
1- صحيح لذاته : يتمثل السند الصحيح في الارتباط بين المصدر الأصلي والمستلم بما يضمن عدم وجود أي خلل أو شذوذ في النقل .
2- حسن لذاته : هو الذي يتمثل في ربط سلسلة الإثبات بنقل العدل الذي يتم الحفاظ على دقته من البداية إلى النهاية دون وجود أي خطأ أو تحريف .
3- صحيح لغيره : وهو الحديث الذي روي عن طريق آخر، سواء مثله أو أقوى منه، وقد سمي صحيحا لغيره لأن الصحة لم تنبع من هذا السند نفسه، وإنما نبعت من انضمام غيره له .
4- حسن لغيره : الحديث الذي يتوجه بالثناء إلى الآخرين بطريقة ضعيفة يعتبر الحسن؛ وذلك عندما لا يكون سبب ضعفه هو فساد الشخص الذي يرويه أو كذبه .
ثانيا المردود
الحديث المردود هو الحديث الذي لم يرجح صدق الشخص الذي رواه، لأنه يفقد شرطا أو أكثر من شروط القبول التي سبق وذكرناها، والحديث المردود قد قسمه العلماء إلى أقسام كثيرة، منها من قد أطلقوا عليها اسما خاصا، ومنها ما لم يطلقوا عليها اسما خاصا، بل سموها باسم عام، مثل الحديث الضعيف، وهذا أشهرهم، وهو الذي لم تتوفر فيه صفة الحسن والتي تعتبر أدنى درجة في القبول .
تنقسم الأحاديث الضعيفة إلى أنواع مختلفة وتصنف أيضًا حسب قوتها وضعفها إلى أقسام أو درجات مختلفة، فهناك الضعيفة والواهية والمتروكة والموضوعة التي ليس لها أي أساس من الصحة وقد تم نسبها ظلمًا وزورًا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى العديد من الدرجات الأخرى .