ما هو الكرب ؟
في سياق الحياة اليومية للإنسان، يجد نفسه يمر بالعديد من أحداث مختلفة، بعضها مفرح وبعضها سيء وبعضها حزين. فلا يخلو حياة أي شخص من المصاعب والأحزان والفرحات. ومن بين تلك المصاعب، الأصعب والأكثر ألما هو الكرب. الكرب يرتبط في داخلنا بكل ما هو مرير ومؤلم ومحزن. إنه من المفردات التي تخلف تأثيرا سلبيا وألما في نفوس الأشخاص الذين يسمعونها. فمصطلح الحزن يعبر عن الواقع السلبي المؤلم على المستوى الروحي، ولذلك، يمكن تعريف الكرب بأنه الهم والألم والحزن والمصيبة التي يعاني منها الإنسان داخليا وعلى صعيد المشاعر الداخلية. عندما نصف حالة الكروب للشخص، نقول إنه يعاني من الكرب، وأحد التعريفات الأخرى للكرب بين البعض، هو المفهوم الذي يشير إلى حبل مشدود من الجانبين، حيث تتعرض الحبال لضغط هائل. هذا هو الشعور المحزن والمؤلم الذي يشعر به الإنسان عندما يصيبه الكرب، حيث يشعر داخليا بأنه يتمزق بقوة ويعاني من الألم بشدة، ويعاني من حزن كبير. ويمتلك الكرب العديد من الأشكال، فهناك الكروب التي تؤثر على الحياة الاجتماعية والشخصية للإنسان، مثل مشاكل العائلة والأقارب والجيران، والكروب المتعلقة بالجوانب المادية مثل الأمور المالية والديون وأسعار الأسهم في البورصة والأرباح والممتلكات وما إلى ذلك، وهناك الكروب الجسدية التي تؤثر على صحة الإنسان، مثل الأمراض الخطيرة ذات نسبة شفاء ضعيفة أو فقدان حواس الجسد، أو اكتشاف عدم القدرة على الإنجاب وغيرها من الأشكال الجسدية للكروب. وهناك الكروب المجتمعية التي تؤثر على الدول والأمم وتجلب الكوارث والهزائم للأفراد والمجموعات والمجتمعات بأكملها .
كيفية معاجلة ومحاربة أعراض الكروب :- يجب على الإنسان الصمود وعدم الاستسلام أمام شدة الكروب والابتلاءات، والعمل على تخفيف تأثيرها السلبي على نفسه ومجتمعه وتقليل ألمها وأوجاعها النفسية. يجب أن يتحلى الإنسان بالصبر والحكمة والثبات في مواجهة البلاء والكرب الذي يصيبه أو مجتمعه، وعائلته، وما إلى ذلك من أنواع الكروب المختلفة. فإذا لم يفعل الإنسان ذلك، سيكون معرضا لتراكم الأحزان داخله، ومن ثم يصاب بالاكتئاب والانكسار، مما يؤدي إلى ضعف مناعته وتعرضه للأمراض المختلفة. يجب على الإنسان تطرد الأفكار والأحزان من داخله وأن يعمل على إدخال السعادة إلى نفسه، لأن ذلك سيعطيه القوة والإرادة على المقاومة والصمود والبدء في التجاوز لتلك الكروب والنجاح. ويجب أن يتقبلها ويدرك أنها تأتي وتذهب. ويجب على الإنسان أن يكون دائما قويا وصامدا في مواجهة الأحزان والكروب بشتى أشكالها، وأن يستعين بالصبر والصلاة، وأن يرجو من الله العون والرضا بما قسمه الله. يجب عدم الاستسلام والركوع للأحزان والتحطم في مواجهتها، لأن ذلك سيزيد من ألمها وأثارها السلبية على نفسه وروحه، ويصبح مريضا ضعيفا مفتتا لا يقدر على فعل أي شيء أو مقاومة أي شيء في الحياة .