ما هو الفن الحديث

يشمل الفن الحديث الأعمال الفنية التي تم إنتاجها خلال الفترة تقريبا من 1860 إلى 1970. ويشير إلى أنماط وفلسفة الفن المنتجة خلال تلك الحقبة. وعادة ما يرتبط هذا المصطلح بالفن الذي تم فيه التخلي عن تقاليد الماضي والتوجه نحو التجربة. فقد قام الفنانون المعاصرون بتجربة أساليب جديدة للرؤية وتبنوا أفكارا جديدة حول طبيعة المواد ووظيفة الفن. وانتقالهم بعيدا عن السرد الذي كان مميزا للفنون التقليدية نحو التجريد هو سمة من سمات الفن الحديث. وعادة ما يطلق على الإنتاج الفني الحديث اسم الفن المعاصر أو فن ما بعد الحداثة.

أصول الفن الحديث

لفهم كيف بدأ الفن الحديث ، فإن الخلفية التاريخية الصغيرة مفيدة ، في القرن التاسع عشر كان هناك تغير كبير وسريع، نتيجة للثورة الصناعية التي بدأت في 1760-1860، حدثت تغييرات هائلة في التصنيع والنقل والتكنولوجيا وأثرت على حياة الناس وعملهم وسفرهم في أوروبا وأمريكا، ازدهرت البلدات والمدن حيث ترك الناس الأرياف للعمل في المصانع الحضرية، نتجت هذه التغييرات الاجتماعية المتسببة من الصناعة في ازدهار ولكن أيضا في ظروف معيشية مزدحمة ومكتظة لمعظم العمال، وبالتالي زاد الطلب على العمارة الحضرية والفنون التطبيقية والتصميم، وظهرت فئة جديدة من رجال الأعمال الأثرياء الذين أصبحوا جامعين للفن ورعات له، تأسست العديد من أفضل المتاحف الفنية في العالم على يد أباطرة القرن التاسع عشر.

بالإضافة إلىذلك، تم ابتكار تطورين آخرين في تلك الفترة يؤثران مباشرة على الفنون الجميلة، والأول منهما كان في عام 1841 بواسطة الرسام الأمريكي جون راند (1801-1873) الذي ابتكر أنبوب طلاء القصدير القابل للطي.

تم تحقيق تقدم كبير في التصوير الفوتوغرافي، مما يسمح للفنانين بتصوير مشاهد يمكن رسمها في الاستوديو لاحقا. سيساعد هذا التطور بشكل كبير في إنشاء نمط جديد من الرسم المعروف باسم `الانطباعية`، والذي سيكون له تأثير جذري على طريقة رسم الفنانين للعالم من حولهم، وسيكون هذا النمط أول مدرسة رئيسية للفن الحديث

بالإضافة إلى تأثيرها على أسلوب إبداع الفنانين، تأثر القرن التاسع عشر بالتغيرات الاجتماعية مما دفع الفنانين إلى استكشاف مواضيع جديدة بدلا من اتباع التسلسل الهرمي للأنواع والتقيد بمواضيع أكاديمية تتضمن الدين والأساطير اليونانية وتتخللها الصور الشخصية والمناظر الطبيعية ذات المغزى. بدأ الفنانون في خلق الفن حول الناس والأماكن والأفكار التي تهمهم وتثير اهتمامهم

بداية الفن الحديث

التاريخ الأكثر شيوعًا باعتباره علامة على ولادة الفن الحديث هو عام 1863 وهو العام الذي عرض فيه إدوارد مانيه (1832-1883) لوحته المروعة والغير لائقة Le Dejeuner sur l’herbe في صالون الرفض في باريس ، على الرغم من احترام مانيه للأكاديمية الفرنسية ، وحقيقة أنه تم تصميمه على طراز عصر النهضة من قبل رافائيل ، فقد اعتبرت واحدة من أكثر الصور الفاضحة في تلك الفترة.

لكن هذا كان مجرد رمز للتغييرات الأوسع التي كانت تحدث في مجالات مختلفة من الفن، في فرنسا وأماكن أخرى في أوروبا، كان الجيل الجديد من الفنانين المعاصرين متعبا من اتباع الأشكال الفنية التقليدية في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وبدأوا في خلق مجموعة من اللوحات الحديثة المستندة إلى مواضيع جديدة ومواد جديدة وأساليب جديدة جريئة. أثرت التغييرات أيضا على مجالات النحت والعمارة وأصبحت أكثر ثورية ولكن فن التصوير ظلت المجال الرئيسي للصراع بين المحافظين والحداثة الجديدة.

السمة الرئيسية للفن الحديث

استمر الفن الحديث لمدة قرن كامل وشمل العديد من الحركات الفنية المختلفة. احتضنت هذه الحركات كل شيء تقريبا، بدءا من التجريد الخالص إلى الواقعية المفرطة، ومن المدارس المعادية للفنون مثل دادا وفلوكسوس إلى الرسم والنحت الكلاسيكي. كان التنوع كبيرا للغاية لدرجة أنه من الصعب التفكير في أي سمة توحيدية تحدد هذا العصر. ومع ذلك، إذا كان هناك أي شيء يفصل بين الفنانين المعاصرين وأتباع التقليد القديم، فهو اعتقادهم بأن الفن له قيمة حقيقية، بينما اعتقد أسلافهم ببساطة أن للفن قيمة. فقد عاشوا في عصر مسيطر عليه الأنظمة القيم المسيحية واتبعوا القواعد ببساطة. أما الذين جاءوا بعد العصر الحديث في عام 1970 وما بعده، والمعروفين بما بعد الحداثيين، فقد رفضوا تماما فكرة أن للفن أو للحياة أي قيمة جوهرية.

مميزات الفن الحديث

على الرغم من عدم وجود تعريف واحد للفن الحديث، إلا أنه يتميز ببعض الخصائص الهامة مثل:

• أنواع جديدة من الفن

كان الفنانون المعاصرون أول من قام بتطوير فن الكولاج ، وأشكال متنوعة من التجميع ، ومجموعة متنوعة من الفن الحركي بما في ذلك الهواتف المحمولة ، والعديد من أنواع التصوير الفوتوغرافي ، والرسوم المتحركة والرسم والتصوير الفوتوغرافي ،  فن الأرض أو الأعمال الترابية ، وفن الأداء .

• استخدام مواد جديدة

الفنانون الحديثون يرسمون أشياء مثل شظايا الصحف ومواد أخرى على لوحاتهم، بينما يستخدم النحاتون الأشياء التي يعثرون عليها مثل `الكائنات الجاهزة` لمارسيل دوشامب، ويصنعون منها أعمالا فنية غير هامة. يتم تجميع هذه العناصر اليومية العادية مثل السيارات والساعات والحقائب والصناديق الخشبية وعناصر أخرى.

• الاستخدام التعبيري اللون

تم استغلال اللون بطريقة رئيسية في حركات الفن الحديث، مثل Fauvism وExpressionism وColor Field paint.

•  تقنيات جديدة

تم ابتكار التشروموليثوجرافية بواسطة الفنان جول شيريه، وتم تطوير الرسم التلقائي من قبل الرسامين السرياليين، وكان الفروتاج والديكالكومانيا من اختراعاتهم. كما ابتكر الرسامون الإيمائيون لوحة الرسم، وقدم فنانو البوب طباعة الشاشة الحريرية في الفنون الجميلة، وشملت الحركات والمدارس الأخرى للفن الحديث التي أدخلت تقنيات الرسم الجديدة مثل الانطباعية الجديدة Macchiaioli والتركيبية والكلوزونية والجيستورالية والتاشيسم والفن الحركي والنيو دادا والفن البصري المتحرك وOp-Art

متى انتهي الفن الحديث

لم تتوقف الحداثة فقط، بل تجاوزتها الأحداث تدريجيا خلال أواخر الستينيات، وهي الفترة التي تزامنت مع صعود ثقافة البوب الجماهيرية وأيضا مع ظهور التحديات المعادية للسلطوية في المجالات الاجتماعية والسياسية والفنون، وكذلك الأرثوذكسية الموجودة. وكانت السنة الرئيسية في هذا الصدد هي 1968، التي شهدت هجوم تيت، واغتيالات مارتن لوثر كينغ وبوبي كينيدي، ومظاهرات الشوارع في جميع أنحاء عواصم أوروبا. وعندما بدأت الحداثة تبدو قديمة الطراز بشكل متزايد، أفسحت المجال لما يعرف بالفن المعاصر

حركات الفن الحديث

أكثر الحركات تأثيراً في الفن الحديث 

• الانطباعية
• الفوفية
• التكعيبية 
• مستقبلية
• التعبيرية
• السريالية
• التعبيرية المجردة
• فن البوب.