ما هو السلوك الفطري مع الامثلة
أمثلة على السلوك الفطري
السلوكيات التي تنشأ من الوراثة ولا تتأثر بالبيئة بشكل كبير تعرف بالسلوكيات الفطرية، وتحدث هذه السلوكيات بشكل طبيعي لدى جميع الأفراد من نفس النوع عند تعرضهم لمحفز محدد، ولا يتعلمونها من التجربة، وتعرف أيضا بالسلوكيات الغريزية، وتطبق هذه المصطلحات على الحيوانات عند تعرضها للمحفز الخاص بهذا السلوك، وفيما يلي بعض الأمثلة للسلوك الفطري
الفعل المنعكس
يعتمد السلوك الفطري أو الغريزي على استجابة لمجموعة من الأثار، ومن الأمثلة على ذلك هو الفعل المنعكس الذي يتمثل في استجابة سريعة ولا إرادية لبعض المنبهات، فعلى سبيل المثال، عند اختبار رد الفعل لاهتزاز الركبة، يقوم الطبيب بنقر الوتر الرضفي باستخدام مطرقة مطاطية، وهذا يؤدي إلى تحفيز الأعصاب لتظهر ردة فعل منعكسة، ويشبه هذا الأمر ردة فعل الشخص عند لمس فرن ساخن، وعلى الرغم من وجود العديد من السلوكيات المكتسبة لدى الإنسان نتيجة لقدرته الفريدة على التعلم، إلا أن بعض السلوكيات الفطرية تظهر في بعض الأحيان.
أنماط العمل الثابتة
إنها سلسلة من الحركات التي تحدث عند تحفيزها، وحتى عند إزالة التحفيز، فإن النمط يستمر حتى يكتمل. ومن الأمثلة على هذا السلوك هو الشوكة ثلاثية الأشواك، وهي سمكة صغيرة تعيش في مياه عذبة وتتغير ألوان بطون الذكور لتصبح حمراء خلال موسم التزاوج، وتظهر خلاله عدوانية كبيرة تجاه الذكور الأخرى. وفي التجارب المعملية، اكتشف الباحثون كائنا غير مشابه للسمكة، ولكنه كان أحمر اللون أيضا، وبالتالي استجابت ذكور الشوكة ثلاثية الأشواك بعنف له كما لو أنه كان نظيره في الطبيعة.
البحث عن المؤن
العلف هو العملية التي يتم فيها البحث عن موارد الطعام، كما يسمى سلوك التغذية الذي يُزيد من اكتساب الطاقة إلى أقصى حد بالإضافة إلى تقليل إنفاق الطاقة فتعرف باسم البحث الأمثل، ومثال ذلك طائر اللقلق الملون الذي يستخدم منقاره للبحث في قاع مستنقع خاص بالمياه العذبة عن السرطانات والأطعمة المماثلة لها.
التواصل داخل الأنواع
تلك السلوكية خاصة بالحيوانات التي تعيش داخل مجموعات، حيث تتواصل مع بعضها من خلال استخدام المنبهات المعروفة باسم الإشارات، ومن أمثلتها الشوكة ثلاثية الأشواك التي تكون الإشارة البصرية في أسفلها في المنطقة الحمراء للذكور إشارة إلى أنها أصبحت عدوانية، وللإناث تكون إشارة للتزاوج، بينما تكون الإشارات الأخرى موادا كيميائية (الفيرمونات)، أو بصرية (العروض العدوانية والتغازل)، أو سمعية (الصوتية)، أو لمسية، بالإضافة إلى أن الاتصال يكون بناء على السلوك الفطري، أو السلوك المكتسب، أو خليط بين الاثنين.
خصائص السلوك الفطري
في بعض الأحيان، يتطلب العيش في المجتمع التعامل وفقا للسلوكيات الفطرية التي يمتلكها الكائن الحي منذ ولادته. يستخدم السلوك الفطري في جذب الجنس الآخر وأيضا في تحديد نوع الطعام. تكون هذه الاستجابات نتيجة للفيرمونات عند الحيوانات، وبالنسبة للإنسان، يشار إليها بـ(المنشطات الإبطية). لها تأثير على إدراك الشخص للآخرين من حوله، ومع ذلك، لا يزال هذا الموضوع قيد البحث والدراسة وليس مؤكدا تماما. نتيجة لذلك، توجد بعض الخصائص التي تميز السلوك الفطري للكائنات الحية وتشمل ما يلي
- عروض الخطوبة: هي سلسلة من الإشارات التي يستخدمها الحيوان لجذب الجنس الآخر للزواج، وهي واحدة من السلوكيات الفطرية التي يتمتع بها جميع الحيوانات. ومع ذلك، إذا تم استخدام الإشارات بشكل غير صحيح، فلن يتم الحصول على الاستجابة المناسبة، وهذا يشبه العرض المقدم للزواج بين البشر.
- العروض العدوانية: هذا السلوك منتشر في مملكة الحيوانات، حيث يكشف الكلب عن أسنانه لجعل الآخر يتراجع، وعلى الرغم من أن هذا السلوك يشير إلى العدوانية، إلا أنه يقلل من فرص القتال الفعلي، حيث يعرف الخصم القدرة القتالية للآخر ويتراجع، وبعض البشر يتباهون بقوتهم عندما يواجهون حالة تستدعي القتال.
- التزاوج متعدد الزوجات: هذا يشير إلى زواج الذكر من عدة إناث، وفي هذه الحالة تكون العناية بالأطفال مسؤولية الإناث بشكل أساسي، بالإضافة إلى منافسة الذكور على المناطق التي تحتوي على أفضل الموارد الغذائية، حتى يصبحوا أغنياء ويجذبوا الإناث.
السلوك الفطري للانسان
تتشابه السلوك الفطري للإنسان إلى حد كبير مع الغريزة، ولكنها تكون أكثر اتساعا وأقل دقة، فمثلا التنفس هو سلوك فطري، والرضاعة، وإصدار أصوات عالية، والزحف في بداية الطفولة ثم المشي، وهناك مجموعة أخرى مثل إغلاق العين عند اقتراب شيء غريب منها، وتحقيق الهدف، والتخمين، والمكافأة، والدافع، والعصبية، بالإضافة إلى أن هناك بعض السلوكيات التي تتطور نتيجة الخبرات السابقة، ولكنها ليست شائعة جدا، ويجدر بالذكر أن السلوك الفطري عند الإنسان هو استجابة مفاجئة لمجموعة من المحفزات المحددة، وتتم هذه الاستجابات بدون تفكير وعي كامل، إذ تتم بطريقة طبيعية.
السلوك الفطري للحيوانات
الغريزة هي ميزة قوية في عالم الحيوان، حيث تتحكم في سلوكيات الحيوانات اللازمة للبقاء، وخاصة في الحيوانات التي لا تتلقى توجيهات من والديها. وهي موروثة وتنتقل من جيل إلى آخر من خلال الجينات، مما يعني أن الحيوان إذا نشأ بعيدا عن نوعه، سيؤدي نفس السلوكيات. كما أنه لا يمكن اكتساب هذه الميزة من خلال التعليم، بل تتطور منذ الولادة. ومن الأمثلة على السلوك الفطري للحيوانات، صغار السلاحف البحرية الذين عندما يفقسون، لا يجدون أحدا من والديهم، وبالرغم من ذلك يستطيعون أن يحفروا طريقهم للخروج من المفرخ ويتجهون نحو البحر في الليل تماما كما يفعل السمندل البالغ الذي يسبح في الماء تماما كما لو أن السباحة مبرمجة عليه عند الولادة.