ما هو الجيش الانكشاري ؟
الجيش الانكشاري هو في الأساس فرقة قوية في الجيش العثماني كان قد جرى تكوينها على يد السلطان العثماني أورخان بن عثمان ، حيث كانت بداية تكوين تلك الفرقة من الجنود على أساس فكرة من السلطان أورخان حيث قامت فكرته على أساس تربية الأطفال والغلمان المشردين والأيتام من النصارى والذين تم تركهم بسبب الحروب والفتوحات الإسلامية في داخل المدن أو حتى من الأتراك الأصليين والذين فضل أهلهم تنشئتهم النشأة العسكرية على مبادئ الجيش الانكشاري ، حيث أن السلطان رأى أن تستفيد منهم الدولة العثمانية في فتوحاتها ومعاركها وبالفعل تم تكوين الفرقة الانكشارية ، حيث كان حرص السلطان العثماني على تعليمهم الدين الإسلامي وتكبيرهم على أساس أن يكونوا مقاتلين أشداء ، حيث تم تدريبهم على حب القتال وفنون الفروسية والمهارات القتالية العالية والفصل فيما بينهم وبين أهلهم الأصليين وأن أبوهم الروحي هو السلطان فهم لا يدينون بالولاء إلا للسلطان فقط وبأن الحرب والمعارك هي الحرفة الأساسية لهم ، حيث كانوا يوضعون في معسكرات تدريبية خاصة بالجيش العثماني يتلقون فيها تعليمهم القتالي على يد أكفأ القادة العسكريين في الدولة العثمانية وأيضاً يتم خلالها زرع الولاء داخلهم للسلطان شخصياً ، حيث لا علاقة لهم بأي انتماءات أخرى سواء عرقية أو قبلية ، حيث كانت حياتهم هي حياة قاسية قتالية من الدرجة الأولى حيث التدريب العسكري الشاق والذي جعلهم يتمتعون بفنون قتالية عالية ومميزة وشرسة للغاية حيث كانوا لا يخرجون من تلك المعسكرات القتالية إلا بأمر السلطان نفسه حتى أصبحت تلك الفرقة من أقوى الفرق القتالية في الجيش العثماني.
إنجازات فرقة الانكشاريين إلى الدولة العثمانية :- أسست الفرقة الانكشارية كفرقة حرب قوية يعتمد عليها الجيش العثماني في المعارك والحروب والفتوحات. حققت هذه الفرقة العديد من الانتصارات الكبيرة والجبارة في العديد من المعارك والفتوحات. ساهمت بشكل كبير في توسيع رقعة الدولة العثمانية الجغرافية وشنت معارك عنيفة ضد أعداء الدولة العثمانية في الحروب والمعارك التي أشاد بها الجميع .
بداية نهاية فرقة الانكشاريين :تزايدت مع مرور الوقت وتحقيق المزيد من الانتصارات، امتداد الدولة العثمانية جغرافيًا. بعد كل تلك الفتوحات والغزوات، توقفوا عن استعمار وفتح أراضٍ جديدة. تم تحويل التركيز الحربي إلى جيش الانكشارية، حيث أصبحوا يعيشون حياة مريحة ومستقرة، وغادروا المعسكرات العسكرية والحياة القاسية للانتقال إلى المدن والاهتمام بالشؤون السياسية الداخلية. مع مرور الوقت، تدخل قادتهم في الشؤون السياسية الداخلية وأصبح لهم نفوذٌ كبير في حكم الدولة. بعض قادتهم أجبروا السلاطين على اتخاذ قرارات معينة وحتى استبدالهم. في بعض الأحيان، أثاروا الثورات ضد الدولة، مثل حظر الخمور والتدخين بناءً على أوامر السلاطين. نتيجة لذلك، ضعفت قدراتهم العسكرية وأصبحوا مرفهين. ثم جاء السلطان محمود الثاني وقرر القضاء على جيش الانكشارية في الجيش العثماني. وضع خطة محكمة وبناء فرقة عسكرية من الجنود المصريين وشاركوا في العديد من المعارك وحققوا انتصارات كبيرة، مما أثر سلبًا على شعبية الجنود الانكشاريين. قرروا الانقلاب والتمرد على السلطان محمود الثاني وأعلنوا الحرب عليه. تجمعوا خارج إسطنبول في استعداد للقتال، لكن السلطان محمود الثاني كان مستعدًا للتصدي لهم بجيش مكون من 60000 مقاتل. أمر بقصف وهجوم الجنود الانكشاريين بالمدافع الثقيلة، فتم قتلهم والقضاء عليهم. أصدر السلطان المرسوم السلطاني الذي ألغى جيش الانكشارية من الجيش العثماني نهائيًا والتخلص من أي مرتبط بهم سواءًا ماديًا أو معنويًا. هذه هي نهاية جيش الانكشارية بعد سلسلة من الانتصارات والفتوحات الإسلامية العظيمة .