ما هو الانضباط الذاتي وأهميته

تعريف الانضباط الذاتي

الانضباط الذاتي هو أحد أهم عوامل النجاح وعنصرا أساسيا يجب أن يتم الاستعانة به من أجل تحقيقه، فإن يمكن للإنسان فهمه واتباعه سوف يتمكن بالتأكيد من تحقيق التفوق والتقدم في الحياة، وهذا لا ينعكس عليه فقط بل يؤثر أيضا على جميع الأفراد المحيطين به وبالتالي يتقدم المجتمع ويتطور. لكي ندرك أهمية الانضباط الذاتي، يجب أولا فهم معناه والغرض منه، وقد تم تعريفه في اللغة والاصطلاح على النحو التالي

• معنى الانضباط الذاتي في اللغة: تعني كلمة الانضباط في المعاجم العربية الالتزام والانتظام والخضوع، أما الانضباط الذاتي في علم النفس فهو عملية التحكم في الذات والنفس، والتصرف بطريقة تهدف إلى تحسين النفس وتطوير الفكر.
• مفهوم الانضباط الذاتي في الاصطلاح: الانضباط والالتزام في أداء الواجبات والمسؤوليات والتزامات مختلف مجالات العمل والحياة هي قدرة الفرد، ويتمثل هذا في وضع خطة يسير عليها، مع الإدراك التام لتأثير كل خطوة من تلك الخطوات، وهذا يساعد على تحقيق الهدف المرجو، وينبع هذا الالتزام من داخل الفرد دون أن يجبره أي شخص أو مؤسسة.

إستراتيجية الانضباط الذاتي

الانضباط الذاتي هو السبيل الأول لتحقيق النجاح، وهو ما يتفق عليه في مختلف المجتمعات والثقافات، حيث قد يواجه الفرد في طريقه الحياة العديد من المعوقات أو التحديات التي قد تجعله ينحرف عن المسار الصحيح، ومن هنا يجب عليه أن يقف ويتحلى بالانضباط الذاتي في الحياة، وقد تشمل هذه الخطوة اتباع الفرد لبعض السلوكيات والخطوات المحددة التي يجب عليه الالتزام بها

تحديد الأولويات

تعد الأولويات من أهم ما يتعين على الإنسان اتباعه من إجراءات كما ينبغي عليه أن يلتزم بها لكي يقال عنه قد بلغ مرحلة الانضباط الذاتي، بمعنى أنه على الإنسان أن يقوم بتحديد أولوياته والتي تتناسب وتتماشى مع طبيعة أهدافه، بالتوافق مع الالتزام بما تتضمنه مسؤولياته من أولويات ينبغي أن يتم إنجازها قبل غيرها من الالتزامات الأخرى، ولكن يجب بيان أنه من الممكن الأخذ بالاعتبار قابلية تنفيذ بعض المهام بهدف تجنب الإصابة باليأس والإحباط.

المرونة والتفكير السديد

من الضروري على الفرد اتباع الانضباط الذاتي كسمة مهمة، حيث يحقق ذلك فوائد كثيرة وعظيمة، إلا أن هناك بعض الأشخاص يفضلون اتباع استراتيجية الانضباط الذاتي بشكل مبالغ فيه، ويصلون إلى مرحلة الانضباط العسكري الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج عكسية. فالانضباط الصحيح يتطلب المرونة والسلاسة في تحديد الأولويات وتنفيذ المهام المختلفة، ولذلك ينصح علماء النفس بأهمية منح الفرد لنفسه بعض الوقت للاسترخاء والترفيه، وعدم السعي الدائم لتحقيق الأهداف والخطط المستقبلية، ومن أمثلة ذلك تخصيص وقت للتنزه في عطلة نهاية الأسبوع.

الخطى الثابتة والرؤية الواضحة

يجب على الأفراد أن يكونوا حذرين في تحقيق أهدافهم، حيث ينبغي لهم وضع خطة واضحة تشمل جميع التفاصيل والخطوات اللازمة لتحقيق ذلك. يتعين على الشخص وضع خطة واضحة ومحددة توجهه نحو تحقيق النجاح وتحقيق الأهداف المرجوة، فكلما كانت الأهداف واضحة، يمكن تنفيذ الخطوات بسهولة ويسر. فعندما يكون لدينا تصور واضح وخطة واضحة، يمكن للشخص أن يتعامل بفعالية مع التحديات ويتجاوزها بنجاح.

فوائد الانضباط الذاتي

سبق ذكر العديد من فوائد الانضباط في الدراسات التي تم إجراؤها حوله، بما في ذلك الأطفال والأفراد والمجتمعات، ومع ذلك، تتجلى أهمية الانضباط الذاتي وفوائدها في العادات والسلوكيات الشخصية لكل فرد بشكل فردي، ومن أهم تلك الفوائد والأهمية:

• تساعد هذه الأداة الفرد على فهم مدى أهمية الالتزام بتنفيذ الوعود التي يقطعها على نفسه، سواء كانت خاصة به أو بالآخرين الذين يتعامل معهم.
• يمكن للإنسان أن يتغلب على الكسل والخمول ويتخلص منهما.
• يساعد في تنظيم المهام اليومية وإنجازها في أقل وقت وجهد.
• يساعد في الدراسة والقراءة التي تتطلب التركيز والوقت الكافي والرغبة في الاستمرار دون الشعور بالملل أو الضجر.
• الالتزام يساعد في تحسين الدقة وهو يشير إلى أي نوع من الالتزامات التي يجب على الإنسان الالتزام بها.
• يساعدك على التخلص من عادة الجلوس أمام التلفزيون لفترات طويلة .
• الالتزام بالنوم المبكر والاستيقاظ المبكر يتمتع بفوائد هائلة لصحة الإنسان ونشاطه اليومي.
• لديه القدرة الهائلة على الاستمرار في السعي والعمل على تحقيق الأهداف. .
• العمل على التعلم وتطوير القدرات والمهارات الفعالة والمفيدة.
• ينبغي تجنُّب الأطعمة غير الصحية والسلوكيات الخاطئة، مثل التدخين وتناول الكحول، حيث يلعب الانضباط السلوكي دورًا كبيرًا في التخلص من العادات السلبية.

أهمية الانضباط

تتجلى أهمية الانضباط الذاتي والالتزام بالسلوكيات المنظمة في العديد من النواحي، ومن بينها الجانب الاجتماعي الذي يشمل ما يلي:

• القدرة على السيطرة على النفس وبالتالي السيطرة على أفراد المجتمع بشكل عام هو أمر مهم.
• يمكن لكل فرد أن يعرف صلاحياته وما يمكنه تقديمه من فائدة للمجتمع، وحماية المجتمع من الفوضى.
• يتم تحقيق الأداء المثالي للأعمال والمهام عندما يتم اتباع سلوك الانضباط الذاتي، حيث يمكن لكل فرد أن يكون مبدعًا ومبتكرًا وتحقيق أهدافه المرجوة بالكامل.
• لن يكون هناك أفضية لأحد في المجتمع على آخر إلا بالأفعال التي يقوم كلاً منهما بإنجازها بجهده واجتهاده دون تلقي المساعدة من أحد.
• يجب الحفاظ على حقوق كل فرد يعيش في المجتمع دون تهميش قوي أو انتهاك حقوقه.

أهمية الانضباط الذاتي للأطفال

تتمثل مهمة تعليم الطفل في أهمية تعلم سلوكيات الانضباط الذاتي، ويجب على الوالدين تعليم الطفل هذه المهارة الأساسية منذ صغره، حتى يتمكن الطفل من اكتسابها وتطبيقها في جميع جوانب الحياة، وهذا يساعده على التغلب على الصعوبات التي يمكن أن يواجهها في المستقبل. وتتمثل أهمية هذه المهارة بشكل خاص في الأمور التالية:

• يساعد الطفل على الالتزام وأداء ما يُطلب منه في جميع الأوقات، مثل القيام بالواجبات المدررسية.
• يهدف تقليل الاعتماد على الوالدين في إنجاز مهام الطفل إلى تعليمه كيفية الاعتماد على نفسه في مختلف المهام، بما في ذلك إدارة الوقت والأعمال المنزلية والمسائل المادية الأخرى.
• يجب تعلم السلوكيات الحسنة في التعامل مع الآخرين وتقديم المساعدة لهم في الوقت الذي يحتاجونه.
• يساعد الطفل على اتخاذ القرارات الهامة والصائبة في حياته.