ما معنى العلماء ورثة الانبياء ؟
المعرفة هي الأداة التي يستخدمها الفرد لتطوير مهاراته وفهمه، وزيادة قدرته على فهم الأمور وتحليلها بدقة. وكلما كان الفرد موجودا في موقع مرموق علميا، كلما زاد الاحترام والتقدير له من قبل الناس. فالمعرفة تجعل كل شيء متاحا لخدمة الإنسان، مما يمكنه من خدمة مجتمعه والمساهمة في تطويره. يشجع الإسلامنا على طلب المعرفة من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وغالبا ما نسمع أن العلماء هم ورثة الأنبياء. فلنتابع هذه المقالة لمعرفة المزيد .
تحتوي بعض آيات القرآن الكريم على تأكيد لمكانة العلم والعلماء. وتشجعنا العديد من الآيات القرآنية على السعي للحصول على العلم، وتؤكد لنا المكانة الرفيعة التي يتمتع بها العلماء .
بسم الله الرحمن الرحيم”، يرفع الله درجات المؤمنين من بينكم والذين أعطوا العلم. صدق الله العظيم .
بسم الله الرحمن الرحيم: قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا، صَدَقَ اللهُ العَظِيمُ .
بسم الله الرحمن الرحيم”، هل يتساوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ إنما يتذكر أولو الألباب. صدق الله العظيم
يخشى الله من عباده العلماء، إن الله عزيز غفور. صدق الله العظيم. بسم الله الرحمن الرحيم .
تأتي الآيات القرآنية السابقة كلها لتؤكد لنا أن الله سبحانه وتعالى يرفع درجات ومراتب أهل العلم إلى أعلى المراتب .
جاءت الأحاديث النبوية الشريفة حول العلم والعلماء لتؤكد لنا مرتبة العلم والعلماء
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من يرد الله به خيرا، يفقهه في الدين`. هذا متفق عليه، وصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): “إن العلماء هم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا مالا من نقود أو عملة، بل ورثوا العلم. فمن أخذه أخذ حظا وفيرا”. هذا ما رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني. فالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) صادق في قوله .
ما هو المقصود بأن العلماء ورثة الأنبياء؟” يمدح رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) العلماء في الحديث النبوي الشريف، ويصفهم بأنهم ورثة الأنبياء. والمقصود من ذلك أن العلماء ورثوا العلم الشرعي من الأنبياء، وبالتالي فإن مهمتهم هي تحمل هذا العلم وتبليغه للناس ليستفيدوا منه. ويستطيع الناس تعلم أمور الدين من خلال العلماء، كما كانوا يتعلمونها في الوقت الذي كانوا فيه الأنبياء. وقد اجتهد الأئمة في تفسير معنى “العلماء ورثة الأنبياء”، وقال الإمام ابن القيم إن الأنبياء هم خير خلق الله، ومن يرث الأنبياء، وهم العلماء، هو أيضا خير الخلق بعد الأنبياء. وأوضح ابن القيم أن العلماء يحلون محل الأنبياء بعد وفاتهم، لأنهم أحق الناس بميراث الأنبياء، لأنهم هم الأقرب إلى الأنبياء. ويتمتع العلماء بمكانة رفيعة في الدين، ويسهمون بشكل كبير في نهضة الأمة لأنهم ينشرون القيم السامية ويساعدون الناس على الابتعاد عن الطريق الخطأ والتمييز بين الحق والباطل. لذلك، يجب على المسلمين الاحترام والتقدير للعلماء الربانيين، والتمييز بينهم وبين العلماء في مجالات أخرى مثل الطب والرياضيات، لأن العلوم الربانية تعد من أنبل العلوم .
في النهاية، يجب علينا جميعا تسليح أنفسنا بالعلم والسعي لتعلم علوم الدين، ومن أفضل الطرق لذلك هي القراءة، لأنها تفتح لنا بابا نصل من خلاله إلى عالم ينساب فيه الزمن بين الماضي والحاضر، وكلما تعلمنا شيئا زاد شوقنا لتعلم شيء آخر، وسينعكس كل ما نتعلمه على حالتنا لتصبح أكثر راحة وسعادة. ويجب أن نحرص على عدم ترك ما نتعلمه لأنفسنا، بل يجب علينا نشره ليستفيد منه الآخرون، وبذلك يزداد أجرنا. نسأل الله العظيم أن يزيدنا جميعا إيمانا وعلما .