ما سبب تعاقب الليل والنهار
ما التفسير الصحيح لحدوث ظاهرة تعاقب الليل والنهار
التفسير الصحيح لظاهرة تعاقب الليل والنهار يعود إلى دوران الأرض حول محورها. وإذا لم تكن الأرض تدور، فقد لم يحدث تعاقب لليل والنهار، أو ربما كان بشكل مختلف لا يمكن تصوره بسهولة من قبل العقل البسيط للإنسان. وتتأثر ظاهرة تعاقب الليل والنهار ليس فقط بدوران الأرض، بل أيضا بساعات النهار ومدة المساء، وتحدث الفصول أيضا بسبب دوران الأرض حول الشمس، وتستغرق دورة الفصول حوالي 365.2 يوما لاكتمالها.
تستغرق ظاهرة تعاقب الليل والنهار دورة كاملة للأرض، وهي تقريبا 24 ساعة أو يوما كاملا، وبينما تدور الأرض حول محورها في نفس الوقت، فإنها تدور أيضا حول الشمس، وهذه العملية تجعل قياس فترة دوران الأرض حول محورها أمرا أكثر تعقيدا قليلا، فقد وجد العلماء أن دورة الأرض حول محورها لا تستغرق 24 ساعة تماما، بل 23 ساعة و 56 دقيقة.
تمر الإنسان بحياة مختلفة خلال اليوم، إذ يمر بالليل والنهار، حيث يتم في النهار العمل والسعي والحياة، وفي الليل يأتي الراحة والسكينة والهدوء، وقد ذكر الله الليل والنهار في كثير من مواضع القرآن الكريم، منها قوله تعالى “وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا”، ويحدث تعاقب الليل والنهار لأسباب فلكية وضعها الله عز وجل في الكون لتكون حياة الكائنات الحية طبيعية ومستقرة، ولو تخيلنا حوارا بين الليل والنهار حول أسباب هذا التعاقب والحكمة منه، فماذا ستكون إجابتهم.
حدوث الليل والنهار
يحدث الليل والنهار بسبب ظاهرة فلكية تمكن العلماء من اكتشافها ؛ حيث بدأ الناس في مراقبة التغيرات التي تحدث على مدار اليوم ، فالشمس تشرق في وقت معين وتغرب في وقت آخر ليبدأ الليل بسكونه ، وكان قديمًا هناك اعتقاد سائد بأن الأرض ثابتة لا تتحرك ؛ حتى جاء العديد من العلماء الذين أثبتوا عكس ذلك ؛ حيث أنهم اكتشفوا أن الأرض دائرية وتتميز بحركتين وهما دوران الأرض حول نفسها وهو ما يسبب حدوث الليل والنهار ، أما الحركة الثانية فهي قيام الأرض بالدوران حول القمر وهو ما ينتج عنه حدوث الفصول الأربعة خلال العام.
أسباب تعاقب الليل والنهار
تدور الأرض حول نفسها لتحدث ظاهرة الليل والنهار ؛ حيث يوجد خط وهمي يربط بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي للأرض ، وهو ما يسمى بمحور الأرض. عندما تدور الأرض حول محورها ؛ يتغير الجانب المعرض للشمس في فترات زمنية محددة ؛ فالضوء الشمسي يكون موجودا في الجانب المعاكس للشمس ، وبالتالي يحدث النهار في جزء معين من الأرض ، بينما يظل الجانب الآخر من الكرة الأرضية مظلما لأنه يبتعد عن أشعة الشمس في تلك الفترة ، وبذلك يحدث طلوع الشمس في مكان محدد على الكرة الأرضية ، ويبقى مظلما في الجانب المعاكس له بسبب شكل الأرض الكروي.
وتتفاوت مدة الليل والنهار يوميا نتيجة لانحراف محور الأرض الدوراني حول المحور الشمسي خلال اليوم، والذي يختلف عن المحور الدوراني حول المحور الشمسي خلال السنة الكاملة. وقد تم تقدير زاوية هذا الانحراف بمقدار 23.5 درجة من قبل العلماء. ومن هنا ينشأ الفرق الزمني بين فترة طلوع وغروب الشمس على الأرض على خطوط العرض المختلفة. يزداد طول النهار والليل تدريجيا عند الانتقال من خط الاستواء إلى القطب الشمالي أو الجنوبي للأرض. ويصل طول النهار إلى نصف العام في أحد القطبين، بينما يصبح طول الليل نصف العام في القطب الآخر.
أهمية حدوث الليل والنهار
من آيات الله تعالى وحكمته سبحانه في خلق الكون الليل والنهار، وإذا لم يكن هناك ميول منحرفة، فلن يحدث تعاقب الليل والنهار، وبالتالي سيكون الليل موجودا باستمرار في نصف الكرة الأرضية، مما يجعل الحياة عليها مستحيلة بسبب الظلام الدائم وعدم وصول الحرارة إليها. وبالتالي، ستموت جميع الكائنات الحية نتيجة التجمد، وسيحترق النصف الآخر بسهولة نتيجة لتسلط الشمس الدائم عليه، مما يجعل الحياة على الأرض مستحيلة تماما، ولكن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الأسباب الكونية لحدوث مثل هذه الظواهر الطبيعية التي تساعد الكائنات الحية على العيش بشكل طبيعي على الأرض. والله سبحانه وتعالى صدق حين قال: “لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون.