ما الفرق بين المسلم والمؤمن ؟
يخاطب الله عز وجل عباده في كتابه الكريم بالمسلمين في بعض الآيات وبالمؤمنين في آيات أخرى، فما هو الفرق بين المسلم والمؤمن؟ .
الفرق بين الإسلام والإيمان :- من بين الأمور الواضحة التي يمكن من خلالها التمييز بين الإيمان والإسلام هو أن الإسلام يتجلى من خلال الأعمال الواضحة التي يقوم بها المسلم وتظهر للناس، بينما الإيمان يتعلق بالأعمال الخفية والمخفية في القلب، وهي لا تظهر بوضوح للناس. والدليل على ذلك هو ما قاله جبريل للرسول عندما سأله عن الإسلام، فأجاب بأن يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيم الصلاة، ويؤدي الزكاة، ويصوم رمضان، ويحج البيت الحرام، وهذه هي أركان الإسلام. أما الإيمان، فحين سأل جبريل عنه، فأجاب بأن الإيمان يعني الإيمان بالله، والملائكة، والكتب، والرسل، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر الذي يشمل الخير والشر. ومن هذا السياق يتضح أن الإيمان هو قبول القلب للإيمان داخليا، وهو أعلى مرتبة من الإسلام. المسلم هو الشخص الذي يتبع شرائع الإسلام ومعتقداته وأخلاقه وأدابه وأحكامه، أما المؤمن فهو الشخص الذي يكرس قلبه وباطنه لله ويعمل بالأعمال الخفية التي يقوم بها بإخلاص تام وابتغاء لرضا الله عز وجل .
الفرق بين العبد المسلم والعبد المؤمن :– تم تقسيم مراتب الدين الإسلامي إلى ثلاثة مراتب، وهي: مرتبة الإسلام، ومرتبة الإيمان، ومرتبة الإحسان. وفي هذه المراتب، فإن الإسلام هو أدناها، والإحسان هو أعلاها، والإيمان بينهما. ويعني الإسلام باللغة العربية الاستسلام لله جل شانه، وتوحيده في الربوية والألوهية، وتقديم الانقياد له وحده بالطاعة المطلقة، والابتعاد عن الشرك الأصغر والأكبر. وقال الله عز وجل: “بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، وهذا يعني أن مرتبة الإسلام هي الأدنى من مرتبة الإيمان. ويعني الإيمان باللغة العربية الاعتقاد الحقيقي والصادق بعظمة الله الذي يعبده، وقد قال الحسن البصري رحمه الله: “ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكنه هو ما وقر في القلب وصدقه العمل”. ويعني التعريف الشرعي للإيمان الاعتقاد الجازم بالقلب والنطق باللسان والعمل بالجوارح، بأن الله عز وجل هو المستحق لصرف جميع أنواع العبادات القولية أو الفعلية له. فالإيمان هو المرتبة الأعلى من مرتبة الإسلام، وكل مؤمن هو مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا. والإسلام هو فطرة خلق الإنسان عليها، وأما الإيمان فهو الاعتقاد الثابت والقوي في نفس الإنسان. ويجب على العبد المسلم أن يعمل ويصدق قلبه ليصعد في مراتب الإيمان، ويصل إلى مرتبة الإحسان، وهي من أعلى المراتب الدينية للعبد.
أركان مرتبة الإسلام :- (العبد المسلم)
أولاً :- الشهادة بأن لا إلهَ إلا اللهُ، محمدٌ رسولُ اللهِ .
ثانياً :- إقامة الصلاة .
ثالثاً :- إيتاء الزكاة .
رابعاً :- صوم شهر رمضان .
خامساً :– حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا .
أركان مرتبة الإيمان:- (العبد المؤمن) :-
أولاً :- إيمانا بالله وحده وأنه ليس له شريك وبملائكته .
ثانياً :- الإيمان بالكتب السماوية .
ثالثاً :- الإيمان بجميع الرسل .
رابعاً :- الإيمان باليوم الأخر .
خامساً :من الإيمان الجازم من المؤمن بالقدر أن يؤمن بالخير والشر والضرر على حد سواء .