” ليو فيندر ” مخترع الجيتار الصلب
سيرته ونشأته: ولد كلارنس ليونداس فيندر في العاشر من شهر أغسطس من عام 1901 لوالد يدعى كلارنس مونتي فيندر ووالدته هاريت إلفيرا وود، كانا الوالدان يمتلكان بستانا كبير يزرعان به ثمرة البرتقال، وكان هذا البستان يقع في المسافة بين مدينتي فوليرتون وأنهايم في ولاية فلوريدا بالولايات المُتحدة الأمريكية.
عندما بلغ ليو الثالثة عشرة من عمره، أبدى اهتماما واضحا بصناعة الإلكترونيات. كان لديه ورشة صغيرة لإصلاح السيارات، وخلال الإجازة، زار ليو عمه وأعجب بقدرته على تحويل بعض الأدوات إلى مكبر صوت أو راديو داخل السيارة. يصف ليو صوت مكبر الراديو في سيارة عمه التي يقوم بتصنيعها بأنه سيبقى في أذنيه إلى الأبد. بعد هذه الرحلة القصيرة، قام الفتى ليو بفتح ورشة صغيرة لتصنيع الراديو ومكبر الصوت داخل منزل والديه في كاليفورنيا.
الحياة العملية : تخرج ليو من مدرسة اتحاد فوليرتون العليا في عام 1928 وأتخذ قرارا بعد ذلك بالالتحاق بكلية المحاسبة بجامعة فوليرتون، خلال دراسته للمحاسبة لم يتوقف ليو عن عشقه الأول وهو الالكترونيات لذلك ظل يدرس كيفية تركيب وصناعة الراديو ومكبرات الصوت بدون أن يقرر دراستها بشكل أكاديمي.
بعد تخرجه، عمل ليو كموصل طلبات لإحدى شركات تخزين المياه الباردة في مدينة أنهايم. خلال تلك الفترة، تعرف على قائد فرقة موسيقية محلية من مدينة هوليوود الشهيرة. بمجرد أن سمع عن قدرات ليو في صناعة الراديو ومكبرات الصوت، طلب منه صناعة ستة مكبرات صوت عالية في دفعة واحدة، حتى يستطيعوا الفرقة استخدامها في إحياء حفلاتهم.
بعد أن تزوج ليو من الفتاة فيندر إسثر كلوسكي بعام 1934 تعرض لأزمة فقد بها وظيفته لمرتين متتاليتين، الأولى عندما عمل بوظيفة محاسب بالطريق السريع في كاليفورنيا تحديدا بمقاطعة سان لويس أوبيسبو، تلاها فقده لوظيفته الثانية والتي كانت أيضا في مجال المحاسبة بأحد شركات إطارات السيارات.
بعد سلسلة من الصعوبات، قرر ليو العودة إلى فوليرتون مرة أخرى في عام 1983 بصحبة زوجته إسثر، واقترض حوالي 600 دولار لتحقيق حلمه من جديد. قام بفتح أول مشروع خاص له وهو `خدمة فيندر لتصليح الراديو`. بفضل مهارة ليو وقدراته المهنية في تصنيع الراديو ومكبرات الصوت، جذب العديد من العملاء بما في ذلك قادة الفرق الموسيقية الكبيرة والصغيرة.
فيندر ودوك كوفمان : دوك كوفمان هو واحد من أشهر مطوري الآلات الموسيقية ومكبرات الصوت خلال فترة فيندر، وقد أثرت مشاركته وعمله المشترك بشكل كبير في صناعة الآلات الموسيقية. التقى الرجلان للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية، وكان كوفمان يعمل حينها لدى شركة ريكنباكر، حيث قدم مجموعة من الخدمات المهمة للشركة، بما في ذلك اختراعه لقطعة الذيل (الفيبرولا).
وبالفعل تجمعت جهود الرجلين في شركة جديدة تحمل اسم (K&F للتصنيع)، وتخصصت الشركة في تصميم وتصنيع مكبرات الصوت وتصميم الجيتارات المضخمة للصوت، وكان أهم إنجاز في تاريخ الشركة الشابة في عام 1944 عندما صمم الاختراعان ليو وكوفمان الجيتار الصلب الذي يعمل بواسطة مجموعة إلكترونية سبق وأن اخترعها فيندر، وحققا فعلا براءة اختراع أول جيتار صلب في التاريخ.
ولم يمر وقتًا طويل حتى انتشر هذا الجيتار كالنار في الهشيم وبدأت تستخدمه في صناعة موسيقاها معظم الفرق الكبرى والفنانون المشهورون في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، احتياج السوق إلى مزيد من الجيتارات أقل في التكلفة وأسهل في الحمولة جعل فيندر يلجأ إلى التفكير في الإضافات التي يجب أن يضعها في اختراعه ليجعله ملائمًا للمهمة المنشودة.
ابتكر فيندر جيتارًا كهربائيًا يمكن حمله وتعديله والعزف عليه، ويعطي أصواتًا تشبه إلى حد كبير الأصوات التي تخرج من قاعات الرقص. وفي عام 1949، انتهى فيندر من تصميم جيتاره الجديد، وبعد عام واحد، تم إطلاق جيتار (فيندر إسكواير) الكهربائي إلى العالم.
وفاة ليو فيندر : توفت زوجة فيندر `إستر` في عام 1979 بعد صراع مع مرض السرطان، وفي عام 1980 تزوج فيندر زوجته الثانية فيليس فيندر، التي كانت تعمل كرئيسة لشركة جي آند إل. لم يتوقف فيندر عن إنتاج مختلف إصدارات الجيتار حتى بعد تعرضه لعدة جلطات دماغية. في 21 مارس 1991، توفي فيندر بعد معاناة طويلة مع مرض باركنسو.