لماذا نتعلم اللغات ؟
تحولت عملية تعلم العديد من اللغات الأجنبية والغريبة عن اللغة الأم للفرد إلى ضرورة حقيقية في حياتنا، نظرا للانفتاح الثقافي والحضاري في زمن العولمة التي نعيشها والتقارب الشديد وحتى التداخل الفعلي بين الشعوب والأمم والدول بفضل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة. أصبحت اللغة الواحدة غير كافية منذ البداية وفي مرحلة التعليم يجب علينا الاهتمام والإلمام بتعلم أكثر من لغة لزيادة المهارات التعليمية، وتنمية القدرة على فهم الآخرين وأساليبهم في التعلم والبحث العلمي، واكتساب المهارات العلمية مثل البحث والدراسات المختلفة التي تلعب دورا هاما في تطوير قدرات الفرد واكتساب معرفة جديدة بلغات مختلفة والاستفادة من تجاربهم وأبحاثهم بطرق تعزز المهارات وتجعلها قوية بشكل كبير. وأيضا من الناحية التجارية والاقتصادية، أصبح الاقتصاد العالمي مترابطا بشكل أكبر من السابق، حيث توجد شركات تجارية كبرى بفروع متعددة في عدة بلدان وحتى قارات مختلفة. ومن جانب آخر، يتطلب التعامل التجاري بين الشركات الاقتصادية وغيرها من البلدان التعاطي بلغات مختلفة، لذلك فرص العمل في العديد من البلدان وفي مجالات محددة تتطلب معرفة عدة لغات مثل الإنجليزية والفرنسية وغيرها. هذا يعتمد على طبيعة العمل ومجاله، لذلك أصبح توافر المعرفة باللغات الأجنبية ضروريا ومطلوبا للأفراد الساعين لشغل وظائف معينة وتحقيق دخل مناسب للعيش، حتى في المجال العسكري، حيث تكمن أهمية اللغات ومعرفتها في القدرة على استعراض قدرات العدو والتعرف على خططه وتكتيكاته العسكرية وما ينوي فعله. بواسطة أجهزة المخابرات، يمكن أيضا التعرف على تدريباتهم العسكرية والمدارس التي تلقوها، وهذا يؤثر بشكل كبير على قراراتهم في ساحة المعركة. لذا، يعتذلم اللغات أمرا أساسيا ومهما في جميع المجالات وجوانب الحياة .
فوائد تعلم اللغات الأجنبية :ثبت بالدليل أن تعلم اللغات المختلفة يحمل فوائد هامة في العديد من المجالات، بما في ذلك الصحة النفسية والطبية للإنسان .
الفوائد الطبية لتعلم أكثر من لغة :بعد العديد من الدراسات والأبحاث الطبية، أثبتت العلوم الحديثة أن الفرد الذي يتحدث أكثر من لغة يكون لديه مستوى أعلى من التفكير العقلاني والذكاء الفكري مقارنة بمن يتحدثون لغة واحدة فقط، وأن تعلم لغات مختلفة يعمل على زيادة القدرات الخاصة بالذاكرة البشرية، حيث يستطيع الفرد الذي يتحدث أكثر من لغة من التمكن من معرفة مشاكل وظروف الآخرين وأحداث مجتمعهم بشكل أفضل، وبالتالي يرتفع معدل الذكاء للفرد ويتحسن مستوى تقدم تفكيره العقلاني، ويكون لديه القدرة على حفظ المعلومات وتذكرها بشكل أسرع وأدق .
يساعد بشكل كبير على الحفاظ على صحة الخلايا العصبية في المخ ومنع تلفها وضعفها، الأمر الذي يمكن أن يؤدي في كثير من الحالات إلى الإصابة بمرض الزهايمر وفقدان الذاكرة .
الفوائد الاجتماعية لتعلم أكثر من لغة :التعرف على العادات المجتمعية الخاصة بالمجتمعات الأخرى وطريقة التعامل معها بسهولة شديدة، كما أنها تساعد الفرد في حال السفر إلى دول أخرى من خلال تسهيل التواصل والتكيف مع عاداتها وسلوكياتها، وبالتالي يمكنه الاندماج في هذا المجتمع بشكل طبيعي وسلس، وذلك بفضل معرفته بكل النواحي الحياتية لهذا المجتمع وعاداته وطريقة حياته. والشخص الذي يتقن لغات متعددة يستطيع الاعتماد على معارفه وقدراته العقلية المكتسبة من معارفه وقراءاته عنه، مما يجعله غير غريب على هذا المجتمع .