لماذا مرض الانفلونزا خطير ؟
تعد الإنفلونزا من أشد الأمراض عدوى؛ إنها مرض يسببه عدد من الفيروسات المتواجدة في مجموعة أورثوميكسوفيريداي، التي تصيب عادة كلا من الطيور والثديات. عادة ما تسبب التهابا في الجهاز التنفسي، ولا سيما التهابا رئويا، وفي حالة عدم العلاج، يمكن أن تؤدي إلى الوفاة. من أعراض هذه الفيروسات السعال وآلام العضلات والإرهاق والصداع واحتقان البلعوم. ينتقل هذا النوع من الفيروسات عن طريق الهواء أو عن طريق التعرض لرذاذ العطاس والسعال من المريض، ويدخل هذا الفيروس أيضا إلى الجسم عن طريق الأغشية المخاطية الموجودة في العين والأنف والفم. كلمة `إنفلونزا` هي كلمة إيطالية تعني التأثير، حيث كان اعتقادا شائعا أن الأوبئة تحدث بسبب تأثيرات النجوم. يوجد خمسة أنواع من فيروس الإنفلونزا: أ، ب، ج، وإيسافيروس وثوقوتوفيروس. يتفرع النمط الأول فيروس أ إلى أنماط فرعية تختلف باختلاف أنواع البروتين السطحي للفيروس. النمطان الفرعيان (A(H1N1 و (A(H3N2 هما النمطان المسببان للإصابة لدى البشر حاليا ويوجدان في مناطق عديدة من العالم. أما النوع الثالث، فيحدث بنسبة أقل. ويجب التنويه أن اللقاحات الحالية للإنفلونزا تشمل فقط النمطين الأول والثاني .
يزداد انتشار مرض الأنفلونزا في فصل الشتاء، حيث يصاب به سنويا حوالي 100 مليون شخص، مما يمنع الكثيرين من مزاولة أعمالهم ويمنع الأطفال الصغار من الذهاب إلى مدارسهم. يعتبر الأنفلونزا عدوى فيروسية حادة تنتقل بسهولة من شخص لآخر، ويمكن لأي فئة عمرية أن تصاب بها، خاصة في المناطق ذات المناخ المعتدل. إنها من المشاكل الصحية العامة الخطيرة التي تؤدي إلى حدوث حالات مرضية خطيرة وحادة، وتسبب أعباء اقتصادية كبيرة وفقدانا للإنتاجية وتقييد الخدمات الصحية، ولذلك، التطعيم واستخدام الأدوية المضادة للأنفلونزا هما الحل الأكثر أمانا في فصل الشتاء.
أعراض مرض الأنفلونزا ولماذا هي خطيرة :
تتسم الأعراض بزيادة مفاجئة في درجة حرارة المصاب بالفيروس مع حدوث سعال جاف وصداع وألم في العضلات والمفاصل والغثيان والتعب وسيلان الأنف والتهاب الحلق وصعوبة التنفس وشعور بألم في الصدر وآلام في عظام الوجه والتهاب الجيوب الأنفية وشعور بألم في البلعوم وظهور أعراض نزلة برد مع ظهور طفح جلدي. تحدث هذه الأعراض بعد ذلك مع عدم معالجتها عدة مضاعفات خطيرة، بما في ذلك سعال لا يمكن السيطرة عليه والذي قد يتطور إلى أمراض مزمنة وآلام صدر مزمنة وضعف في الجهاز المناعي. من بين المضاعفات الأخرى، تشنجات عند الأطفال بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم والتهاب رئوي حاد عند البالغين. لا يوجد دواء لعلاج الإنفلونزا، ولكن يمكن تخفيف الأعراض عن طريق تناول مضادات حيوية معينة والاعتماد على العلاج المنزلي وأدوية لتخفيف الحرارة وتخفيف الاحتقان وتناول طعام صحي متوازن وشرب السوائل الدافئة وزيادة استهلاك فيتامين سي مثل شرب الليمون الدافئ. بعد ظهور الأعراض بمدة 48 ساعة، يمكن تناول أدوية مضادة للفيروسات مثل أدامانتان (الأمانتادين والريمانتادين) ومثبطات نيورامينيداز الإنفلونزا (أوسيلتاميفير وزاناميفير) بجانب شرب السوائل الدافئة وتناول طعام صحي متوازن.
كيفية الوقاية من فيروس الأنفلونزا: في حالة الإصابة بالإنفلونزا، الوقاية أفضل من العلاج، خاصة للحوامل اللاتي لا يمكنهن تناول الأدوية أثناء الحمل. ولذلك، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن التطعيم ضد الإنفلونزا هو الحل الوحيد لمنع انتشار الوباء. لذا، تم وضع فئات للتطعيم تشمل الحوامل وكبار السن الذين تجاوزوا 65 عاما والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 5 سنوات والعاملين في مجال الرعاية الصحية والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وأمراض الجهاز التنفسي والرئة وارتفاع ضغط الدم .
لا يوجد أي آثار جانبية للقاح تطعيم الأنفلونزا، ولكن لا يتم إعطاؤه للأشخاص المصابين بالحساسية المزمنة، وخاصة الحساسية من البيض أو الإصابة بعدوى في الجهاز العصبي. يتمتطعيم الأشخاص باللقاح سنويًا، وتنخفض معه معدلات الوفيات، وتبدأ الأجسام المضادة في التطعيم بالعمل بعد أسبوعين من تناول التطعيم.