منوعات

لماذا لم تقبل توبة فرعون ؟

على مر التاريخ الإنساني الطويل، كان المستبدين والجبارون يسودون، حيث كانوا يمارسون أعلى درجات الظلم والاستبداد والاستغلال لشعوبهم ومجتمعاتهم. وصولهم إلى هذه المرحلة من التجبر كان نتيجة طبيعية لضعف وهوان وطاعة عمياء تجاه أوامر هؤلاء المستبدين من جانب شعوبهم. ومن بين الأمثلة الشهيرة للظلم والعناد والتكبر كان فرعون مصر الذي واجه رسول الله موسى عليه السلام وتعرض للإنكار والاضطهاد واستخدام زبانيته لقمع بني إسرائيل وارتكاب جرائم بشعة بحقهم، مثل القتل والتعذيب واختطاف النساء ونهب ثرواتهم، على الرغم من الإشارات والتحذيرات الإلهية المتكررة من قبل الله العزيز ،

تأكيدا لصدق موسى عليه السلام وضرورة اتباعه، أظهرت تلك العلامات والإشارات المتعددة، مثل معجزة السحرة وإرسال البلاء بأشكاله المختلفة على فرعون وأتباعه. بدأت بالبعوض والجراد والأمراض وتسليط الله عز وجل للدم الذي حل محل مياه نهر النيل، والضفادع والغبار والأمراض الجلدية، وصولا إلى الظلام والنار وموت الأطفال. إن تلك الإنذارات الإلهية لم تلق انتباها من فرعون، بل زادته تكبرا وطغيانا وعنادا وتجبرا، وصل به إلى ادعاء الألوهية. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أصر فرعون عند خروج سيدنا موسى عليه السلام وقومه من مصر على مطاردتهم والنيل منهم، وأمر جيشه بالخروج وراء بني إسرائيل. وعندما وصل بني إسرائيل إلى الماء، انشق البحر عن يابسة ليفروا من فرعون وجيشه. ولكن فرعون لم يتعظ، بل أصر على تجبره وطغيانه وعناده، وأمر جنوده بمواصلة المطاردة لبني إسرائيل ونبي الله موسى عليه السلام، حتى وسط الماء. وبعد مرور بني إسرائيل، عاد الماء لطبيعته الأصلية، وغرق فرعون وجنوده. وأدرك فرعون أنه هالك بالتأكيد، وهنا نطق بكلمته الشهيرة: `آمنت برب موسى ورب بني إسرائيل` ،

فيما يتعلق بنطق فرعون لتلك الكلمات، فإنها كانت مجرد أمل في النجاة من الغرق والهلاك، وليست دليلا على إيمان حقيقي بالله جل شأنه من داخله. كما أنه تم نطق تلك الكلمات في لحظات وفاته، ومن المعروف أن التوبة لها شروط، وأحد هذه الشروط هو أن يدركها الإنسان قبل وفاته، وليس عند وفاته، لأن جميع الأمور الخفية والغيبات قد بانت له وأصبحت واضحة. لذلك، ما هو المعنى من إيمانه بالله في تلك اللحظات؟.

ماذا حدث لجثة فرعون :- كان الله عز وجل قد وعد فرعون بأن جثته ستظل كدليل على نهاية الطغيان والكفر والإنكار لوجود الله عز وجل. وقال الله في آياته الكريمة (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك عبرة)، ويعتقد كثيرون من العلماء والمتخصصين أن مكان غرق فرعون ومرور بني إسرائيل وموسى كان على شاطئ نويبع في شبه جزيرة سيناء. موسى وقومه قد عبروا إلى الشاطئ المقابل ووصلوا إلى شواطئ المملكة العربية السعودية حاليا، وتم العثور في تلك المنطقة على العديد من العربات والبقايا الخاصة بالهياكل العظمية البشرية، وهذا يؤكد ذلك. الفراعنة كانوا يعرفون بتصنيع العربات الحربية، وتوجد العديد من الصور والرسوم لها على جدران المعابد الفرعونية القديمة في مصر. بالفعل، وفقا لوعد الله، تم سحب جثة فرعون من البحر إلى الشاطئ، وتم أخذها من نجى من أتباع فرعون وتحنيطها. تم دفنها في إحدى المقابر في منطقة الدير البحري حوالي عام 696 قبل الميلاد تقريبا، وظل المكان سريا حتى تم اكتشافه في عام 1882 ميلاديا  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى