لماذا لايستقدم السعوديين العمالة المنزلية من قيرغزستان ؟
يستمر الأزمة في استقدام العاملات المنزلية إلى المملكة العربية السعودية بعد تعليق استقدام العديد من الجنسيات مثل العمالة الأوغندية وإمتناع الحكومة الإندونيسية عن إرسال رعاياها للعمل المنزلي. كما تواجه أزمة في استقدام الخادمات من بنجلاديش. تم بدء الحديث والمباحثات منذ سنوات عديدة لتوقيع اتفاقية لاستقدام العمالة المنزلية من قيرغزستان، وهي إحدى دول الاتحاد السوفيتي المستقلة التي أصبحت في نهاية عام 1991 وتقع في آسيا الوسطى. يشكل المسلمون السنة 80% من عدد السكان، والمسيحيين الأرثوذكس الروس 18%، و2% لأديان أخرى. اللغة الروسية هي اللغة الرسمية في البلاد إلى جانب اللغة القيرغيزية المحلية المستخدمة بين الناس العاديين. على الرغم من الجهود الدولية بين المملكة وحكومة قيرغزستان، التي بدأت تقريبا في عام 2013، لا تزال العديد من شركات ومكاتب الاستقدام تتجنب هذه الخطوة. وعلى الرغم من الحاجة الماسة في المجتمع للعمالة المنزلية نظرا لنقصها، فإنه سيستغرق بعض الوقت حتى يتعود المجتمع السعودي على هذه الجنسيات الجديدة .
تعرف الكثير عن ضعف المستوى الاقتصادي وارتفاع معدل البطالة في قرغيزستان واقتصاديات دول آسيا الوسطى بشكل عام. ومع ذلك، فإن هذه الدول لا تزال تفرض أجورا مرتفعة على العمالة المهاجرة، ولوحظ أنها ترفع أسعارها بشكل خاص على المكاتب السعودية بنسبة تقترب من 60% مقارنة بدول الخليج. على الرغم من ذلك، يعتبر السوق المحلي السعودي واحدا من أكبر الأسواق التي تستوعب العمالة، ويحتاج المسؤولون إلى تعزيز قدرتهم على التفاوض وعدم الرضوخ لمزايدات مكاتب العمالة بهذا الشأن .
عند البحث والتقصي عن أسباب عدم استقدام العاملات من قرغيزستان، أفادت إحدى شركات الاستقدام بأن السبب يعود إلى جمال هؤلاء العاملات، الأمر الذي يجعل السيدات في المجتمع السعودي يرفضن إيواء إحداهن في منزلهن، ويفضلن استبدالهن بخادمة من جنسية أخرى مثل العاملات الأفريقيات. بالإضافة إلى ذلك، تكون رواتب العاملات القرغيزستانيات أعلى بالمقارنة مع جنسيات أخرى، حيث تتراوح رواتبهن الشهرية بين 1500 و 2500 ريال سعودي. ومن ناحية أخرى، تصعب استبعاد فئة العاملات الإثيوبيات الموجودات حاليا في السعودية، واللاتي يعملن بشكل نظامي ويحظين برضا كثير من العائلات السعودية واهتمامهن ببقائهن معهن، وذلك لأنهن فئة تعمل بجد وتلتزم بالأخلاق والتقاليد الاجتماعية السعودية .
وقد دعا أحد وسطاء الاستقدام نايف العتيبي لضرورة تنسيق مكاتب الاستقدام السعودية وبدعم من وزارة العمل لترشيد تكاليف الاستقدام ، وعدم تركها دون قيود للعرض والطلب ، والعمل لتخفيض تكاليف استقدام العمالة والتي زادت بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة وبسرعة ودون أسباب واضحة ، وقد جاءت موافقة مجلس الوزراء الأخيرة على لائحة العمالة المنزلية التي أجازة حق صاحب العمل لوضع العاملة المنزلية تحت التجربة لمدة لا تتعدى ثلاثة شهور ليتمكن صاحب العمل من التأكد من كفأة العاملة وسلامة سلوكها .
تم إجراء العديد من التحقيقات والمقابلات بين ممثلي بعض شركات الاستقدام والجهات المعنية مثل المخابرات والداخلية والأمن ووزير العمل ونائب وزير العمل والخارجية. أكد الجميع على أهمية أن تتحمل شركات الاستقدام مسؤولية الحفاظ على العمالة المنزلية والعاملين في المهن الأخرى مثل السائقين، وأن أي ضرر يلحق بهم يكون مسؤولية الشركة، بينما تكون المسؤولية الأخرى للجهات المعنية وسفارات الدول التي يأتون منها .
عن خبرة احدى شركات الاستقدام في التعامل مع العمالة القيرغزستان ، فقد ذكر أن العاملات والسائقين القيرغزستان عمالة ليست بالحديثة عن المجتمع السعودي بل هي عمالة مجربة ولم تنتج عنها أي مشاكل أو مخالفات ، بالإضافة لسهولة التعامل مع دولهم حيث أنهم دول ديمقراطية تهتم كثيرا بتأمين رعاياها بالخارج ، وتعمل باستمرار على متابعة العاملين من خلال مكاتب الاستقدام من خلال ممثليها في الخارج .