اسلاميات

لماذا خلق الله ادم ؟

خلق الله بني ادم من

خلق الله بني آدم من تراب ثم صيره طينا ثم صوره بيده. هناك الكثير من الآيات في القرآن الكريم عن خلق بني آدم وهذه الآيات من آيات الله العظيمة التي تعتبر من الإعجاز العلمي. قال الله تعالى في سورة الفرقان (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) وفي سورة آل عمران (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون). فالماء والتراب من عناصر خلق الإنسان. وقد خلق الله تعالى آدم على مراحل هي الطين اللازب قال الله تعالى في سورة السجدة (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم * الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين) ثم الحمأ المسنون قال الله تعالي في سورة الحجر (ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون) ثم الصلصال قال الله تعالى في سورة الرحمن (خلق الإنسان من صلصال كالفخار * وخلق الجان من مارج من نار) ثم نفخ الروح قال الله تعالى في سورة ص (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).[1]

متى خلق ادم

خلق الله ادم يوم الجمعة .

قال الله تعالى في سورة البقرة (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).” تشير هذه الآية القرآنية إلى أن خلق آدم كان بعد خلق السماوات والأرض بآلاف السنين، وكذلك بعد خلق الملائكة والجن الذين أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء. وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة”، أي أن خلق آدم كان في يوم الجمعة. والله سبحانه وتعالى خلق آدم على مراحل كما ذكرنا سابقا قبل نفخ الروح، وذلك من حكمة الله سبحانه وتعالى.[2]

طول ادم عليه السلام

طول آدم عليه السلام هو ستون ذراعا

قصة آدم عليه السلام من القصص المشهورة في القرآن الكريم وتم ذكرها أكثر من مرة. أما طول آدم عليه السلام، فقد ذكر في السنة النبوية. ووفقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإن طول آدم عليه السلام كان ستون ذراعا. وذكر البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `خلق الله آدم وكان طوله ستون ذراعا`. وفي رواية الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `كان طول آدم ستون ذراعا في سبعة أذرع عرضا`. وفي رواية أخرى: `فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن`.[3] [4]

من قضاء الله سبحانه وتعالى والأمور التي يمكن للإنسان فهمها وأمور لا يمكن له فهمها، وإن الله هو الأعلم بها، لأن الإنسان في النهاية بغض النظر عن مدى ذكاءه ومعرفته، فهو عقل محدود ولا يمكنه فهم الحكمة الإلهية في كل شيء. ومن بين الأمور التي يستطيع الإنسان استيعابها هي حكمة خلق الله لآدم وتكريمه له ولبقية المخلوقات. إذ قد خلق الله سبحانه وتعالى آدم وحواء وذريتهما ليسكنوا الأرض ويستولوا عليها، ومنحهم جميع سبل الحياة والاستمرار فيها؛ من طعام ومأوى ومياه ونعم كثيرة لا يمكن حصرها. فقد كرم الله الإنسان منذ خلق آدم، حيث خلقه بيديه وأنفخ فيه روحه ومسح على ظهره. وتستمر هذه الكرامة لذريته حتى يوم القيامة. أشهد بأن الله سبحانه وتعالى هو الله الواحد الذي لا شريك له، وأن الفطرة السليمة التي يولد عليها الإنسان هي فطرة التوحيد، والله تفضل بالإنسان على سائر المخلوقات على الأرض بإمكانياته التي يستخدمها للعيش وتزيين البيئة واستغلالها كمسكن .

الحكمة الإلهية في خلق أدم

:الحكمة الإلهية في خلق سيدنا آدم واستخلافه في الأرض من قبل الله جل جلاله، كانت ليكون سببا في تطويرها وتحسينها من خلال البناء والتطور، وكان ليحقق العبودية لله عز وجل بشكل طوعي وليس إجباري، وكان عليه أن يقترب من الله جل جلاله من خلال أداء العبادات واتباع صراطه المستقيم، حيث إن العبودية لله هي من أسمى أهداف استخلاف الإنسان في الأرض، حيث سيتم التفاضل والتفضيل بين الخلق والدرجات بين الناس بناء على الأعمال والأفعال، وسيكون الإيمان والكفر والقرب من الله أو البعد عنه هي الفيصل بين الناس، وأمام الإنسان الاختيار بين القرب إلى الله أو البعد عنه، حيث تكون الدنيا مجرد مكان اختبار وعمل، وسيدخل بعض الناس الجنة وبعضهم النار، وسيطاع الله جل جلاله بعض الناس وسيكابر ويعاند ويفعل الأثام بعضهم الآخر، فتكون النهاية جهنم وبئس المصير .

الكد والعمل من أجل البقاء :- بعد أن نزل سيدنا آدم وزوجته من الجنة وتأثرا بغواية الشيطان وتزيينه لهم بالطعام من الشجرة التي نهاهم الله عز وجل عنها، أصبح آدم يسعى فقط للعيش على هذا الموطن الجديد وهو الأرض التي تختلف تماما عن موطنه الأول، الجنة التي أخرجه منها الشيطان بمكره. عاش آدم لسنوات عديدة يعاني من التعب والعمل الشاق والمشاق. ورغم كل هذا الجهد، لم تكن حياته على الأرض مثل حياته في الجنة، حيث كان يتوجه بالاستغفار كل يوم إلى الله، على أمل أن يعيده الله إلى جنته مرة أخرى. وهذا هو الدرس الموجه للبشرية، أن الهدف ليس الحياة الأرضية القاسية والتعبة، بغض النظر عن مدى وجود الراحة والرفاهية فيها، بل الهدف هو الجنة، تلك الراحة الأبدية والموطن الأبدي، ولذلك آدم استمر في التعب والعمل، وأدرك أن الطريق إلى الجنة هذه المرة ليس سهلا، بل هو صعب ومرهق يحتاج إلى الصبر والدعاء والتقرب إلى الله، على أمل في رحمته .

الدرس الذي تعلمه الإنسان من خلق أدم :- إذن، الحكمة التي يراد من ورائها درس الحياة الأرضية للإنسان هي أنه يتعين عليه أن يتحمل ويبذل جهده، ويسعى ويبني ويقترب من الله بالأعمال الصالحة على أمل الحصول على رضاه. كما يتعين عليه أن يقاوم الشيطان وإغراءاته، وأن يتعلم الصبر في المحن والبلاء التي تصيبه في حياته الأرضية المختلفة، وأن يستغفر الله في كل وقت حتى ينال جنته الموعودة. وعليه أن يتذكر أن الأرض المتعددة هي مجرد اختبار له، وأنه يجب عليه العمل والجد والمثابرة طوال حياته، ولكنه لن يتمكن من الوصول إلى جنته إلا في الآخرة، وذلك بحسب أعماله في الدنيا. ولذلك، لا يوجد راحة تامة على الأرض، ومهما فعل الإنسان، فإنه لن يجد سعادته وراحته إلا في جنته الحقيقية، التي هي موطنه الأصلي والمبتغى الحقيقي له .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى