لماذا حرم الله الربا ؟
لم يحرم الله شيئا على الإنسان إلا وكان له الكثير من الأضرار عليه، ومن بين الأشياء التي حرمها الله على الإنسان هو الربا، وذلك بسبب الآثار السلبية التي يترتب عليها على الإنسان والمجتمع. يعتبر الربا تهديدا كبيرا على الأموال ويؤثر على اقتصاد البلاد، كما أنه يشعل نار الفتنة والكراهية بين الناس ويجعلهم يبغضون بعضهم البعض، بالإضافة إلى العديد من الأضرار والآثار السلبية الأخرى التي يسببها الربا للفرد والمجتمع .
تعريف الربا
: يعني مصطلح `ربا` في اللغة العربية الزيادة، وذكر الله تعالى في القرآن (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت) وأيضا (أن تكون أمة هي أربى من أمة)، ويعني ذلك زيادة في الكمية سواء كانت بتبديل أشياء مختلفة أو نفس الشيء، كتبديل درهم بدرهمين أو جرام ذهب بجرامين أو غير ذلك .
متى بدأ التعامل بالربا
: يعود تاريخ الربا إلى القدم، وقد تعامل اليهود به منذ العصور القديمة، ولم يتعاملوا به مع بعضهم البعض، ولكنهم تعاملوا به مع أتباع الديانات الأخرى، وانتشر الربا في الجاهلية وكان يستخدم كثيرا في التجارة، وكان هو النشاط التجاري الرئيسي للكثير من الناس .
أنواع الربا
ربا الدين :- إنه أحد أنواع الربا الأكثر انتشارا وهو الربا الذي تم تحريمه في القرآن الكريم. يستمر انتشار هذا النوع من الربا منذ أيام الجاهلية وحتى الآن، حيث يتعامل به في البنوك. يعني هذا النوع من الربا أنه يتم زيادة المبلغ المستدان كلما طالت مدة سداده .
ربا البيوع:- وهذا النوع من الربا يعني بيع شيء مماثل أو شيء مختلف ولكن بزيادة، وينقسم هذا النوع من الربا إلى نوعين وهما ربا الفضل وربا النسية
ربا الفضل:- يعني أن يتم إتمام البيع أو المبادلة بواسطة بديلين من نفس النوع، مع زيادة أحد العوضين فوق العوض الآخر، وهذا النوع من الربا شائع حاليا في المصارف، حيث يقوم المصرف بمنح قرض مقابل سداده بعد مدة محددة وبإضافة نسبة ربح على المبالغ التي تم استدانتها، وتزيد هذه الأرباح كلما طالت فترة السداد .
ربا النسية :يعني مضاعفة القيمة، ويعد هذا النوع شائعا جدا، فعلى سبيل المثال، إذا أعطى شخص ما لشخص آخر خمسين دينار، فيجب على الأخير أن يعيد هذا المبلغ بعد فترة زمنية محددة، ويكون المبلغ المسترد مائة دينار .
تحريم الربا : حرم الله الربا تحريما شديدا وتوعد في القرآن الكريم كل شخص يتعامل به. فذكر الربا في الكثير من الآيات القرآنية يدل على شدة حرمانية التعامل به. فقال سبحانه وتعالى: (وأحل الله البيع وحرم الربا)، (يمحق الله الربوا ويربي الصدقت)، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله). وفي هذه الآيات الكريمة يحذر الله المؤمنين من التعامل بالربا، ويتوعد كل من يتعامل به بعدم المباركة في أمواله، كما سيجد غضبا شديدا من الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم .
أسباب تحريم الربا
: حرم الله الربا لأسباب عديدة، منها أنه يقطع الود والمحبة بين الناس. عندما يعطى شخص أموالا لشخص آخر على أن يعيدها بقيمتها، يزيد ذلك الحب ويخلق جوا من الألفة بين الناس. أما عندما يحصل الشخص على فائدة مادية، فإنها تزيد من الشعور بالكراهية والحقد بين الناس. يزيد الربا ثروة صاحب المال وفقر المحتاج إلى المال. المحتاج يلجأ إلى الربا لسد حاجته، وبالتالي فهو غير قادر على سد الأموال بزيادة الفوائد عليها ويزيد من الفروقات بين طبقات المجتمع. يحصل صاحب الأموال على الكثير من الأموال بدون تعب أو جهد، والله يحب كل إنسان يعمل لكسب رزقه الحلال .
البديل الإسلامي للربا
: هناك بديل شرعي للربا وهو وجود مؤسسات تمويلية يشارك فيها الشخص بأمواله على أن يتم استخدام هذه الأموال في تجارة حلال، ويأخذ الشخص أرباحه من الأموال حسب المكسب أو الخسارة، بشرط عدم تحديد المكسب مسبقا .