الأعاصير هي واحدة من أخطر الكوارث الطبيعية التي تضرب البلدان حول العالم وتترك وراءها أعدادا كبيرة تتجاوز الألف من القتلى والجرحى. ووفقا للإحصاءات الأخيرة لخبراء المناخ في أكبر الجامعات العالمية، شهد الخمسون عاما الماضية عددا كبيرا من الأعاصير المدمرة التي وصلت إلى مستويات تدميرية أعلى من تلك التي يمكن تحقيقها بالقنبلة الذرية. لن ينسى السكان في جميع أنحاء العالم الدمار الذي خلفه إعصار ساندي الذي ضرب جزءا كبيرا من الولايات المتحدة في عام 2012. وخلال هذا المقال سنتحدث عن الأعاصير البحرية، وكيفية تكوينها، ومراحل تطورها، وسبب تكونها في المحيطات الاستوائية .
ما هو الاعصار
الإعصار هو تجمع من العواصف الحلزونية الدوارة التي تنتقل بسرعات عالية من البحر أو المحيط إلى اليابسة. يترافق الإعصار مع عواصف رعدية وكميات كبيرة من الأمطار. فالإعصار يشير إلى رياح قوية تدور بشكل حلزوني فوق سطح المياه، ويشكل حالة جوية تنتقل بسرعة كبيرة من سطح المحيطات والبحار إلى اليابسة، وقد تصل سرعتها إلى 500 كيلومتر في الساعة. تترتب على هذه السرعة طاقة هائلة تتسبب في تدمير كل ما يعبر طريقها، وهذا ما حدث في حالة إعصار تسونامي وإعصار ساندي .
مراحل تكون الإعصار
“تحدث العديد من المراحل المتسلسلة من الظواهر الطبيعية حتى يتطور الأمر في النهاية إلى حدوث إعصار، وفيما يلي سوف نشرح هذه المراحل بطريقة مبسطة:
يؤدي الارتفاع الكبير في درجة الحرارة في المناطق الاستوائية إلى تسخين سطح المحيط وإنتاج كميات كبيرة من البخار، ويتصاعد هذا البخار ويتغلغل في طبقات الجو، مما يؤدي إلى ظهور فروقات الضغط وتغيرات كبيرة في درجة حرارة الهواء .
بعد تبخر المياه من سطح المحيط وتغيرات كبيرة في الجو، يحدث هطول أمطار غزيرة، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع حرارة طبقات الهواء وانخفاض ضغط الهواء بشكل كبير، مما يتسبب في تحرك كتل هوائية ضخمة بسرعة كبيرة .
3- يتأثر انحراف الكتلة الهوائية عن مسارها بسبب دفع الكتل الهوائية الضخمة بسرعة كبيرة، فتسلك الكتلة الهوائية مع عقارب الساعة في الجزء الشمالي، بينما تسلك الكتل عكس عقارب الساعة في الجزء الجنوبي، مما يؤدي إلى توليد حركة حلزونية للكتل الهوائية، وتبدأ بالتشكل كعين في وسط الإعصار، ويمكن أن يصل قطر دائرة الإعصار إلى أكثر من 500 كيلومتر، بينما قد يتجاوز قطر العين نفسه 40 كيلومترا .
يمتد الإعصار إلى السواحل، ويمكن أن يستمر لعدة أيام أو حتى عدة أسابيع في حالة التحرك، ويستطيع تدمير منطقة بأكملها في ساعات قليلة .
ما هي أنواع الأعاصير
– الفئة 1 الاعصار الخفيف : تتراوح سرعة الرياح في هذا النطاق من 64 إلى 83 ميل في الساعة أو ما يعادل 118-133 كم في الساعة، وتقتصر الأضرار الناجمة عنه على تدمير المحاصيل الحقلية والمعدات الخفيفة المثبتة على سطح المباني .
– الفئة 2 الاعصار المتوسط : قد تصل سرعة الرياح في هذا النوع من الأعاصير إلى 95 ميلا في الساعة (152 كيلومترا في الساعة)، ويؤدي ذلك إلى اقتلاع الأشجار وانقلاب بعض السيارات، وتحريك الكرفانات وتدمير الخيام .
– الفئة 3 الاعصار القوي : في الإعصار، تتراوح سرعة الرياح من 180 إلى 210 كم / ساعة، ويتم اقتلاع غالبية الأشجار العالية في المناطق التي يضربها، وتتحطم وتزال غالبية واجهات المنازل الزجاجية والخشبية، وتنقلب السيارات الخفيفة والمتوسطة .
– الفئة 4 الاعصار القوي جداً : تصل سرعة الرياح في هذه الفئة إلى 250 كم/ساعة، وتتسبب في تدمير أسقف المنازل الخفيفة في المناطق الريفية، واقتلاع غالبية الأشجار وقطع خطوط الكهرباء، مما يؤدي إلى عزل مناطق كاملة بسبب إغلاق الطرق المؤدية إليها بالركام .
– الفئة 5 الاعصار العنيف أو المدمر: تصل سرعة الرياح في هذه المنطقة إلى أكثر من 330 كيلومترًا في الساعة، مما يؤدي إلى اقتلاع بعض المنازل الخشبية الخفيفة وتحطيمها إلى شظايا عملاقة، وقد يحمل بعض الأجسام الكبيرة لمسافات تزيد عن عشرات الكيلومترات .
– الفئة 6 الاعصار فائق القوة : تتميز الإعصارات التخيلية بسرعة رياح عالية تصل إلى 500 كم / ساعة، وهي أكبر من سرعة الإعصار الأكثر عنفًا، وهي إعصار وهمي ولم يحدث في التاريخ، ولكن يتم إنشاء تصورات له باستخدام برامج الحاسوب وبافتراض حدوث بعض الظواهر الجوية المتطرفة .
لماذا تتكون الأعاصير في المحيطات الاستوائية
توجد عدة شروط تؤدي إلى تشكل الأعاصير، ومن أهم هذه الشروط وجود كميات كبيرة من المياه كالمحيطات، وارتفاع درجات الحرارة والضغط الجوي بشكل كبير فوق البحر وعلى اليابسة، وتشبع الهواء الجوي ببخار الماء كما ذكرنا سابقا، وتحدث كل هذه الظروف في المناطق الاستوائية .