لعبة الحوت الأزرق Blue Whale Game وعلاقتها بانتحار المراهقين
تعد الألعاب الإلكترونية أحد أهم وسائل الترفيه للأطفال والكبار، حيث تساعد في تعلم الأطفال وتنمية قدراتهم العقلية والإبداعية، ولكن ليست جميع الألعاب تهدف إلى الخير، فهناك بعض الألعاب التي انتشرت حول العالم وتسبب الكثير من المخاطر، وآخر هذه الألعاب كانت لعبة الحوت الأزرق التي لاقت اهتماما عالميا بسبب تحولها إلى أداة لإيذاء المراهقين والمراهقات وجعلت منهم ضحايا، وأصبحت اللعبة كابوسا يهدد دول العالم جميعا، فما هي لعبة الحوت الأزرق وكيف تسببت في وفاة آلاف المراهقين والمراهقات؟
ما هي لعبة الحوت الأزرق ؟
تعتمد لعبة الحوت الأزرق على غسل أدمغة المراهقين، خاصة الذين لديهم شخصية ضعيفة. تمتد هذه اللعبة لمدة 50 يوما، وتتمحور فكرتها حول التحكم في أدمغة المراهقين من خلال تكليفهم بمهام غريبة ومحددة. يقوم مخترع اللعبة بالتحكم في اللاعب، مثل مشاهدة أفلام رعب أو الاستيقاظ في أوقات متأخرة من الليل، أو حتى إيذاء أنفسهم. وبعد استنفاذ قواهم العقلية والجسدية، يصل بهم الأمر إلى الانتحاء، للأسف .
يتولى المشرف لعبة الحوت الأزرق ويطرح تحديات مختلفة على المشاركين في اللعبة، حيث تبدأ اللعبة بالتحديات البريئة المثل رسم حوت على ورقة، وتستمر لمدة 50 يوما، ثم تأتي المراحل الصعبة من اللعبة مثل تحدي قطع الشفاه أو الجلود أو التشويه الذاتي، والتحدي الأخير هو الانتحار، وفي هذا الوقت يظهر رسالة على اللعبة تدعو المشارك للانتحار وتقول: “مرحبا، هل أنت مستعد للعب؟ لا يوجد ضغط، وإذا كنت ترغب في الانسحاب قبل التحدي الأول، فقط أخبرن
أما عن مخترع لعبة الحوت الأزرق فهو ” فيليب بوديكين” روسي الجنسية ويبلغ من العمر 21 عاما، وهو معتقل منذ نوفمبر الماضي، وعند سؤاله عن حالات الانتحار التي تسببت فيها لعبته لم يبد أي علامات على الندم على ما قام به، وقد اعترف في التحقيقات الرسمية أن لعبته كان سببا في تحريض 16 تلميذة على الأقل من قتل أنفسهن من خلال المشاركة في اللعبة، وقال أن الضحايا مجرد نفايات بيولوجية وأنهم كانوا سعداء بالموت، وكان موتهم تطهيرا للمجتمع.
قلق عربي من انتشار لعبة الحوت الأزرق
أعلنت الكثير من الدول العربية قلقها الكبير بشأن انتشار لعبة الحوت الأزرق بين المراهقين، خاصة وأن هناك إحصائيات قد أشارت إلى أن مئات المراهقين الروس وأغلبهم من الفتيات قد انتحروا بعد تعاملهم مع هذه اللعبة، وتحديدا بعد تعاملهم مع مجموعات الموت التابعة للعبة، ومن هنا تخشى الدول العربية انتشار اللعبة بين المراهقين في ظل غياب قدرة الأهل على الرقابة على الانترنت، وهو ما دعا بعض الدول إلى ضرورة إطلاق تحذيرات بشأن المخاطر التي تسببها لعبة الحوت الأزرق، خاصة وأن اللعبة مجانية ومن السهل الوصول إليها، وهو ما جعل عدد من الدول العربية في الوقت الحالي تحاول حظر اللعبة قبل وصولها إلى المراهقين.
انستغرام تفشل في حذف اللعبة
فشل موقع انستغرام التابع لشركة فيسبوك في حذف جميع التدوينات المحرضة على إيذاء الأطفال والمراهقين على ايذاء انفسهم من لعبة الحوت الأزرق الذي يدفعهم إلى الانتحار، حيث عمد بعض المراهقين من خلال موقع انستغرام من نشر التدوينات والصور الخاصة بهم بعد قيامهم بهذه اللعبة، حيث تقول الشركة بأنها تحذف كل التدوينات والصور المرتبطة بالتحدي ولكن هناك آلاف من الصور المحرضة على العنف من الأشخاص المستخدمين للعبة يجرحون أنفسهم أو في مسابح مليئة بالدماء مازالوا يطلقونها، هذا بالإضافة إلى مقاطع الفيديو الأخرى والتي تنشر على موقع اليوتيوب.
على الرغم من الاهتمام الكبير من قبل السلطات في جميع أنحاء العالم ، إلا أن لعبة الحوت الأزرق لا تزال متاحة على الإنترنت ومجانية، ويمكن الوصول إليها بسهولة والمشاركة في التحدي الذي يصل إلى الانتحار. لذلك يجب على الناس أن يكونوا حذرين حتى لا يتعرض شبابنا لمثل هذه الألعاب الغامضة.