كيفية مقتل شجرة الدر ؟
شجرة الدر أو عصمة الدين والتي كان قد أختلف في أصولها بين المؤرخين فالبعض منهم قال أنها تنحدر من أصول تركية أرمينية بينما قال آخرون أنها من أصول خوارزمية وشجرة الدر كانت بالأساس جارية من جواري السلطان الصالح نجم الدين أيوب والذي قام بعتقها والزواج بها ومنذ تلك اللحظة بدأت شجرة الدر تلعب دورا تاريخيا كبيرا في مصر، حيث بدأت تنوب عن زوجها السلطان الصالح أيوب في أمور الحكم خلال سفره، وأكتسبت الكثير من الخبرة في إدارة شؤون البلاد، حتى جاءت وفاة السلطان نجم الدين أيوب في ظروف صعبة وحساسة للغاية. كانت وفاته في وقت تواجد الصليبيين في مدينة دمياط، بعد أن سقطت المدينة بيد الصليبيين دون مقاومة وبعد انسحاب الجيش السلطاني. وهنا بدأت شجرة الدر تظهر حكمتها وذكاءها، فاستدعت الأمير فخر الدين يوسف، قائد الجيش المصري ورئيس القصر السلطاني، وأخبرتهما بوفاة السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وأهمية سرية خبر الوفاة في ظل الظروف الحساسة التي يمر بها البلد. وقد تم الحفاظ على سرية خبر وفاة السلطان تماما، حيث نقل جثمانه سرا بقارب إلى القاهرة ووضع في قلعة جزيرة الروضة. ثم استدعت شجرة الدر توران شاه لتولي الحكم بدلا من أبيه. وعلى الرغم من السرية الشديدة لخبر وفاة السلطان، تسرب الخبر إلى الصليبيين، مما دفع لويس التاسع للاستفادة منه وقرر التقدم نحو القاهرة. هاجم الجيش المصري وتم قتل الأمير فخر الدين يوسف في المعركة، وفرت بقية القوات المصرية إلى مدينة المنصورة. لكن لاحظ الأمير ركن الدين بيبرس الذكاء العالي، وقرر ترك المجال للصليبيين للتوغل في المنصورة ليهاجمهم فجأة. وتم تنفيذ الخطة العسكرية وسقط الصليبيون في الفخ، وتعرض لويس التاسع نفسه للأسر .
حكم شجرة الدر لمصر :عند عودة توران شاه ابن السلطان نجم الدين أيوب، بدأ يطالب شجرة الدر بأموال أبيه التي انفقتها الشجرة على تجهيز الجيش ومعداته. بدأ توران شاه بإساءة معاملة زوجة والده السلطان نجم الدين أيوب، واتخذ العديد من الخطوات التمييزية ضد مماليك والده وتقليل نفوذهم. دفع هذا الأمر المماليك إلى التخلص من توران شاه وقتله، وعادت شجرة الدر لتدير مصر مرة أخرى. لم يقبل الكثيرون من المصريين تولي شجرة الدر الحكم بسبب كونها امرأة، وكانت هناك مظاهرات وهتافات احتجاجا على ذلك. نتيجة للمعارضة الشديدة من المصريين، تنازلت شجرة الدر عن العرش لصالح الأمير عز الدين أيبك بعد زواجها منه .
كيف كان مقتل شجرة الدر :- عندما تزوج الأمير عز الدين أيبك من شجرة الدر وأصبح سلطانا على مصر، قام بتثبيت سيطرته على الحكم والتخلص من تأثير شجرة الدر، التي كانت تتدخل في شؤون الحكم. وقد طلب عز الدين أيبك الزواج من ابنة صاحب الموصل، وهذا الأمر أغضب شجرة الدر، التي قررت القضاء عليه عن طريق إعداد مكيدة، وأعلنت بشكل غير صحيح وفاة السلطان عز الدين أيبك. ولكن مماليك أيبك لم يصدقوا هذا الإعلان، فقاموا بالانتفاض عليها وإلقاء القبض عليها. وقامت زوجة عز الدين أيبك الأولى بالتخلص من شجرة الدر عن طريق الضرب عليها بالقباقيب حتى توفت، وتم إلقاء جثتها من فوق سور القلعة في الثالث من مايو عام 1257 م. ولم يتم دفن شجرة الدر إلا بعد عدة أيام من مقتلها .