كيفية كتابة خاتمة بحث ديني
يعد البحث في المجال الديني من الفروع الرئيسية لعلوم الإنسان، ويشمل البحث بشكل عام استخدام أساليب مختلفة، مثل التأويل والسميوطيقا، وغالبا ما يتجاهل الباحث في العلوم الإنسانية المعلومات الاجتماعية أو التاريخية أو السياسية والاقتصادية المحيطة بالموضوع الذي يدرسه. ويتضمن البحث مجموعة من الخطوات الضرورية، مثل تحديد مشكلة البحث، ومراجعة الأدب المتعلق بالموضوع، وتحديد الهدف من البحث، وصياغة أسئلة البحث والفرضيات، وجمع البيانات، وتحليلها وتفسيرها، وتقديم التقارير وتقييم النتائج، وإعداد الخاتمة.
تعريف الخاتمة
تعتبر الخاتمة أمرا مهما جدا في أي بحث، وتحظى بأهمية كبيرة في البحث الديني نظرا لكونها أحد عناصره الهامة والأساسية. وعلى الرغم من أنها الجزء الأخير الذي يتم كتابته في البحث، إلا أنها تعتبر ملخصا للبحث الديني، وتلخص أهم ما تم ذكره في البحث، وما يميزها في البحث الديني هو أنها ليست مرتبطة بعدد محدد من الصفحات، حيث للكاتب حرية اختيار عدد الصفحات، شريطة أن يكتب مقدمة موجزة تتجنب التكرار والتطويل في الأفكار والمحتويات، أو أن لا تكون غير كافية بمعنى أنها لم تبرز نتائج الباحث، أو أنها غير ملائمة لموضوع البحث ومسألته الأساسية، مع الحرص على أن تكون اللغة سليمة خالية من الأخطاء، وأن تعطي قيمة ووزنا للبحث.
موقع الخاتمة
عادة ما تأتي الخاتمة بعد المتن الديني، أي في نهاية البحث الديني، وقبل الملاحق والوثائق، وقائمة المصادر والمراجع. قد وضع البعض الخاتمة في نهاية البحث الديني بدون أي محتوى بعدها، ولكن هذا الترتيب يعاني من عيب خطير يدل على جهل واضح يصيب بعض الباحثين والكتاب، الذين يجهلون الترتيب الصحيح للبحث الديني.
يجب ترقيم الخاتمة بالأرقام، بالمقابل، قد لا يولي بعض الناس اهتمامًا بترقيم المقدمة بالأرقام، ولكن هذا لا يعتبر عيبًا لأن الغالبية العظمى يتبعون نفس الأسلوب.
يجب أن تكون الخاتمة مميزة ويتم كتابة عنوانها بخط عريض، ويشترط ألا تكون غير تابعة أو متصلة بأي عناوين أخرى.
عناصر الخاتمة
تعتبر الخاتمة ملخصا وافيا للموضوع أو القضية محل البحث، ويجب أن يعرف الباحث أن للخاتمة عناصر ومقومات، من الضروري اتباعها، وخاتمة البحث الديني تشابه كثيرا أو لا تختلف عن الخاتمة في بقية الأبحاث في جميع العلوم وخاصة علوم الإنسانيات، لكنها تختلف فقط في مضمونها الحرفي وموضوعها بالطبع، ومن هذه العناصر ما يلي.
عناصر الخاتمة ومقوماتها الضرورية
1 – الحمد والثناء لله تعالى، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد، أشرف الخلق والمسلمين، الصادق الأمين. هناك خلاف حول هذا العنصر، حيث يرى بعض الفريق أن عدم وجود هذا الحمد والثناء هو سبب رفض خاتمة البحث الديني، بينما يرون آخرون أن هذه المقدمة متروكة لحرية الباحث، حيث يمكنه كتابتها أو تركها، خاصة أن بعض الدارسين والباحثين ينتمون لديانات أخرى غير الإسلام.
2- يجب أن تتضمن الخاتمة تفصيلا للنتائج التي توصل إليها الباحث خلال بحثه الديني حول موضوع أو قضية ما، مع ترتيب هذه النتائج وفقا لما تم تناوله في فصول ومباحث الكتاب أو البحث، ويجب أن تكون مكتوبة بلغة دقيقة وسليمة خالية من الأخطاء النحوية، ويجب على الباحث أن يبذل جهودا لجعلها ذات قيمة فنية لتبدو كقطعة بلاغة رائعة.
3- من الضروري أن تحتوي الخاتمة على مجموعة من التوصيات للدارسين وطلاب العلم، تحثهم على المشاركة في البحث الديني، وتوفر لهم فرصا لاستكمال البحث الديني الذي يقومون به، من خلال طرح القضايا والمشكلات التي تمت مناقشتها خلال البحث، أو كشف النقائص أو تسليط الضوء على نقطة انطلاق لقضية معقدة لم يتمكن الباحث من مناقشتها بشكل كامل في الوقت المحدود، وذلك لتعزيزها وتوسيعها، نظرا لأن الباحث، من خلال بحثه الديني، اهتم بجوانب محددة ونصح بدراسة جوانب أخرى بشمولية وتفصيل أكبر.