كيفية تربية الطفل على حب الجد والجدة
أهمية الجد والجدة في حياة الأحفاد
بالطبع، لا يمكن لأحدٍ أن ينكرَ الدورَ الفعَّال للأجدادِ في حياةِ أحفادهم، وهناك مجموعةٌ من العواملِ التي توضِّحُ أهميتهم، وهي كالتالي:
- يؤثر الأجداد بقوة على حياة أحفادهم: تشير الدراسات إلى أن الأجداد لهم تأثير كبير على حياة معظم الأشخاص، ويتم تشكيل منظور الطفل بسبب العلاقة الصحية التي يرتبط بها مع أجداده، وهذه العلاقة تتطور من خلال التواصل المنتظم والشعور بالقرب العاطفي مع الأجداد، ووجود مساعدتهم الدائمة، وتعتبر هذه العلاقة رمزا للإيجابية في حياة كل شاب في المستقبل.
- يمكن للأجداد تقليل الإجهاد المنزلي بشكل كبير: في إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2014 داخل كلية بوسطن، تم التأكيد على أن العديد من الأشخاص اكتشفوا أن أجدادهم القدامى قد ساهموا في تحقيق الإبداع والابتكار، وأن العديد منهم تأثروا بشكل كبير في حياتهم العملية بسبب أجدادهم.
- يتمتع الأجداد بقدر كبير من الخبرة: يمتلك الأجداد قيمة كبيرة لأن لديهم الكثير من الخبرات والقصص من حياتهم التي يمكنهم مشاركتها مع الأطفال. وغالبا ما يستمع الأطفال إلى الأجداد حتى عندما لا يستمعون إلى البالغين الآخرين بما في ذلك والديهم. بالإضافة إلى ذلك ، يساعد الأجداد في تعزيز الروابط الثقافية والتاريخية للعائلة ويساعدون الأطفال في فهم مصادر أصولهم ومنشأهم.
- يوفر الأجداد إحساسًا بالأمان: في الظروف الصعبة والمتاعب، يحتاج الأطفال إلى الدعم والمساعدة بشكل كبير، ويصبح الأجداد هم الشخص الذي يوفر الدعم والأمان، وعندما يهتم الأجداد بالحفيد، سواء كان طفلا أو مراهقا، يمكنهم حل المشكلات السلوكية والعاطفية بشكل أفضل، ويصبح رد فعلهم أقل حساسية، ويمكن للأحفاد الحديث بحرية مع الأجداد بشأن الأمور التي لا يستطيعون الحديث عنها مع الآباء، مما يجعلهم مقرا لأسرار أحفادهم.
- يقدم الأجداد خيار رعاية أطفال ميسور التكلفة: يعمل الأب والأم في أغلب الأسر الآن لتوفير الحياة اللازمة لأولادهم، ولكنهم يواجهون صعوبة في إيجاد مكان آمن لترك أولادهم فيه، وبالتالي يكون منزل الأجداد هو الحل الأفضل والأكثر أمانا لأولادهم، حيث يمكنهم الاعتماد على رعاية واهتمام الأجداد بأفضل طريقة .
طريقة تربية الطفل على حب الجد والجدة
- التشجيع على التواصل مع الأجداد: من المعروف أن حياة اليوم مزدحمة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى إهمال العلاقات الأسرية، بما في ذلك العلاقة مع الأجداد، ولكن يجب على الآباء التركيز بشكل كبير على الاهتمام بالعلاقة مع الأجداد لأنها تعود بالنفع على أطفالهم.
- الزيارات المستمرة للأجداد: يجب أن يتم تخصيص زيارة أسبوعية للأجداد حتى لو كان مكان سكنهم بعيدا، ويجب تشجيع الأجداد على زيارة الأحفاد، ويمكن التفكير في تنظيم رحلات دائمة للقاء الأجداد والأجداد مع الأحفاد وقضاء وقت ممتع، وحتى إذا لم تكن الزيارات متكررة فإن حماس الأحفاد للقاء الأجداد في المرة القادمة يجعل هذه الرحلة مرتقبة دائما.
- التواصل التكنولوجي: في بعض الحالات، قد تضطر الظروف الأبناء والأجداد لعدم العيش في نفس البلد ويصعب رؤية الأجداد. لذا، يمكن الاعتماد على وسائل الاتصال الإلكتروني مثل Facebook أو التطبيقات الأخرى التي توفر الاتصال الصوتي أو الفيديو.
- التحدث الدائم عن الأجداد: ينبغي أن يكون دائما هناك في المنزل شيء يذكر الأحفاد باستمرار بأجدادهم، سواء كان ذلك صورا فوتوغرافية أو مقاطع فيديو للجد والجدة، ويمكن أيضا وجود مجموعات من بطاقات المعايدة كذكرى لأجدادهم.
- أرسال البريد الإلكتروني للأجداد: قد تبدو هذه الطريقة قديمة نوعا ما، ولكنها لها تأثير كبير في نفوس الأجداد. لذلك، يجب تشجيع الأطفال على إرسال رسائل البريد الإلكتروني التي تحمل أخبارهم وإنجازاتهم عن دراستهم، أو إرسال بطاقات أو رسائل تعبيرا عن المحبة والاحترام للأجداد عند السفر إلى أماكن جديدة.
- التعرف عن مواهب الأجداد: يمتلك الكثير من الأجداد مهارات وهوايات مثل الحياكة والأعمال اليدوية والطبخ التي يرغبون في تعليمها لأحفادهم، لذلك يمكن للأحفاد أن يحصلوا على الوقت والأدوات اللازمة لتعلم هذه المهارات من أجدادهم.
- تعرف الحفيد على شجرة العائلة: يشعر الأطفال وحتى الكبار بالسعادة عند معرفة شجرة العائلة ومعرفة أقاربهم. لذا، يجب تشجيع الأجداد على رواية قصص العائلة لأحفادهم. وبعد أن يحكي الأجداد القصص ويشرحون أفراد العائلة، يمكن رسم شجرة العائلة بكل تفاصيلها وإضافة الصور إذا كانت متاحة.
تدخل الأجداد في تربية الأحفاد
قد يتدخل الكثير من الأجداد في تربية أحفادهم أما بصورة أختيارية أو صورة إجبارية ، فالأختيار يكون في حالة تطوعهم لمساعدة أبنائهم وأحفاهم ، والإجبارية إذا تعرض أحدى الأبوين لضائقة أو أزمة تمنعه من الأعتناء بالأطفال ، كما أن قد يتقبل الأباء هذا التدخل بصدر رحب كنوع من التقدير والعرفان لمجهودات الأجداد أو قد يكون مشاكل بين الأجداد والكنة أو زوج الفتاة قد توقف مساعدتهم ويظلوا خارج إطار الأمر.
أوضح الباحثون أن الأجداد يمكن أن يواجهوا العديد من التحديات التي قد تؤدي إلى نتائج سلبية سواء في الصحة البدنية أو الصحة العقلية، فقد يتعرضون لقلة الدخل مما يؤدي إلى مشاكل مالية أو إرهاق شديد وإرهاق، أو في حالات الانفصال ووجود حواجز قانونية تحول دون رؤية الأحفاد، ويمكن حل هذه التحديات في وقت لاحق ويبدأ الأجداد في رؤية أحفادهم، ولكن ذلك قد يكون مرهقا في البداية ويصبح أسهل مع مرور الوقت.
قد يشعر الأجداد الذين لا يستطيعون التواصل مع أحفادهم والتعبير عن آرائهم في تربيتهم باليأس والإحباط، مما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى حالة من الاكتئاب الشديد التي تؤثر على صحتهم العامة.
كيفية تقوية علاقة الأجداد بالأحفاد
- يمكن توصية الأجداد بحكايات العائلة مع الأحفاد، حيث يشعر أي شخص في سن معينة بالحب لمعرفة تاريخ عائلتهم ويستمتعون بالقصص التي تحتوي على معلومات تفصيلية عن العائلة. ومشاركة الحكايات هي جزء من ذاكرة الإنسان، وستبقى معهم طوال حياتهم، وستكون ذاكرة جميلة للجد أو الجدة في ذاكرة حفيدهم.
- يجب أن تتبع الأحفاد سلوكيات جيدة مع الأجداد، وينبغي تذكيرهم بأن يقولوا دائمًا “شكرًا” لأجدادهم وتحفيزهم على تقديم الهدايا وكلمات الشكر عند تلقي أي شيء جيد، وينبغي تشجيع الأحفاد على التعبير عن الشكر والتقدير، حيث يساعد ذلك على تحسين الصحة النفسية للأجداد.
- يجب أن يتم تشجيع الأطفال والأجداد معاً على مشاركة في الاهتمامات سواء الحديثة من الأبناء أو القديمة من الأجداد ومزجهم مع بعضهم البعض ، كما يمكن أن يقترح الأحفاد مجموعة من وسائل التسلية للأجداد مما يحسن من إحساسهم بالوحدة ، أو يمكن متابعة بعض فرق الكرة أو الطبخ معًا أو الذهاب في تمشية معاً بين الطبيعة الخلابة وتجاذب أطراف الحديث ، عندما يجد الأطفال والأجداد اهتمامات مشتركة ، فإن روابطهم ستطور وتصبح أقوى.