كيفية الصلح بين الزوجين
تحدث الكثير من المشاكل بين الأزواج، حيث تتسبب الطبيعة البشرية في الكثير من الاختلاف بين الطرفين، كما تؤثر بيئة التربية المختلفة في اختلاف الطباع والعادات والثقافات، مما يؤدي لحدوث بعض المشاكل التي قد يستطيعا الزوجين أن يقوما بحلها بعيدا عن التدخلات، وأحيانا تظهر مشاكل تجعل الحياة مستحيلة فحينها يجب التدخل للإصلاح بينهما، وفي السطور الهادمة سنتعرف على كيفية الصلح بين الزوجين.
كيفية الصلح بين الزوجين:
– هناك بعض القواعد التي يجب الالتزام بها في محاولة الصلح بين الزوجين، وفي البداية يجب معرفة كل تفاصيل الخلاف من كل طرف وليس من طرف واحد، وجمع كل المعلومات بهدوء وبالتفصيل لمعرفة أي من الطرفين هو المخطئ، والتحدث مع الزوجين بهدوء ومواجهة كل منهما بالخطأ الذي ارتكبه، وإذا كانت المشاكل الزوجية كبيرة ووصلت إلى حد الضرب والاهانة فيجب أن يقدم الطرف المخطئ الاعتذار قبل محاولة الصلح بين الزوجين.
– بعد سماع التفاصيل وتقديم الطرف المخطئ الاعتذار، يجب على الشخص الذي يصلح بينهما أن يقد بعض الأعذار لهذا الطرف، وأن يسمح له بتقديم الأعذار التي جعلته يخطأ، ويجب أن يكون هناك شخص من طرف أهل الزوج وأخر من طرف أهل الزوجة، حتى يشهدوا على الأمور التي سيتفق عليها يلزما الزوجين بالالتزام بها.
ينبغي على أهل الزوج إذا كان هو المخطئ في حق زوجته أو إذا كانت الزوجة هي المخطئة أن يتدخلوا ويعطون نصائح ويحاولوا إصلاح الأمر بينهما، دون اللجوء إلى اللوم على الطرفالآخر، وذلك بتأنيبهما وتوجيه النصائح لهما.
يجب على الزوجين التحدث بصدق وعدم الاعتذار إلا إذا كان أحدهما يشعر بأنه مخطئ، حيث يعتبر أحد الأطراف محاولة تصليح الأمور ويعتذر من أجل الأسرة والأطفال. وبعد التصالح، تعود المشاكل مرة أخرى لعدم حلها بشكل جذري. في بعض الأحيان، تصبر بعض النساء على ظلم زوجها من أجل الأطفال، مما يؤثر سلبا على تربيتهم. لذا، يجب أن يتحدث كلا الشريكين بصدق عند التصالح.
إذا كانت المشكلة تتعلق بالمال، وإذا كانت الزوجة، على سبيل المثال، تشتكي من الزوج البخيل وعدم إنفاقه عليها ولا على أبنائهما، فيفضل وجود شهود من أفراد الطرفين لتثبيت أقوال الزوجة أو نفيها، وأن يشهدوا بشأن التزام الطرفين بالمسائل المالية.
يجب على شخص يعمل كوسيط بين الزوجين أن يكون محايدًا ولا يتأثر بدموع النساء، فالدموع لا تعني دائمًا الصدق والمعاناة، ولا يعني ثبات الرجل وثقته أو أن صوته العالي يعني أنه على حق، بل يجب أن يتم الحكم عن طريق المعلومات التي يحصل عليها من الطرفين.
يجب حل المشكلة من جذورها وإصلاحها قبل الصلح، ويجب على الطرفين التصفية والتعهد بعدم تكرار الخطأ، وفي حالة تكراره يتدخل الأطراف التي حضرت الصلح.
يجب اختيار الأشخاص المناسبين الذين سيتولون مسؤولية الصلح بين الزوجين بحكمة، ولا يشترط أن يكونوا من المقربين للزوجين، ولكن المهم أن يكون الشخص الذي يتدخل هو الأكثر حكمة وتعقلاً، ويجب أن يكون الحكم عادلاً وأن لا ينحاز أحد الأطراف المتنازعة لأحد الزوجين.
على الرغم من أن البيوت لها حرمتها، ويفضل عدم إفشاء مشاكل الزوجين لأحد، إلا أن هناك بعض المشاكل التي تحتاج إلى تدخل حكيم، لأن السكوت عنها يؤدي في النهاية إلى الطلاق، ويجب على الزوجين أن يتقوا الله ويكون لديهما نية صادقة في الصلح، حيث قال تعالى: (إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما).