تعد مرحلة المراهقة فترة طبيعية ومهمة في حياة الشخص والأسرة، وتمتد لمدة تقارب التسع سنوات. تشبه هذه المرحلة إلى حد كبير مرحلة الحمل، حيث يخرج الفرد من هذه المرحلة إلى مرحلة النضج من خلال المشاكل والصعاب والتحديات التي يواجهها، تماما كما يحدث في الحمل والولادة. يحتاج المراهق إلى معاملة تأخذ بعين الاعتبار بعض العوامل من أجل أن ينمو ويصبح رجلا صالحا أو امرأة صالحة .
كيفية التعامل مع المراهق .
• اسلوب الحوار : – يفضل في تعليم المراهق احد الامور او توجيهه اتخاذ اسلوب الحوار و لا يفضل ان يتم تعليمه الامور بشكل التعليم المباشر على ان تكون طريقة الحوار تعلي من قدره حتى يشعر بأن الاسرة تحترمه و يسعى الى اخراج ما به .
• التوجيه الغير مباشر : – يفضل ان يتم توجيه المراهق بشكل غير مباشر و في غير وجود الناس و بخاصة اصدقائه .
• مناقشة التطورات و التغيرات : – في مرحلة المراهقة تبدأ التغيرات الجسدية في المراهق سواء الذكور او الإناث و تبدأ بعض المشاعر و المتعلقة بالامور الجنسية في التسرب الى افكارهم و مشاعرهم , لذا يجب على الاسرة مناقشة المراهق و توجيهه و يمكن هنا اتباع اسلوب سرد القصص مثل ( قصة الشاب الذي جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم يستأذنه في الزنا فصاح الناس و فقال الرسول صلى الله عليه و سلم “أقروه ادن فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم , أتحبه لأمك قال لا قال وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ، أتحبه لابنتك قال لا قال وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم أتحبه لأختك قال لا قال وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم أتحبه لعمتك قال لا قال وكذلك الناس لا يحبونه لعماتهم أتحبه لخالتك قال لا قال وكذلك الناس لا يحبونه لخالاتهم فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه” ، يساعد هذا الاسلوب عن طريق سرد القصص في التحدث بدون حرج في تلك المواضيع , كما انه يساعدك في تعليمه الحلال و الحرام فالسنة و القرآن تحتوي العديد من الامثلة التي تساعنا في توجيه و تعليم المراهق الحلال و الحرام في الامور الجنسية في حياتهم ” والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون” .
• تعليم المراهق بعض الامور المتعلقة بالمرحلة : – يبدأ المراهق في تلك المرحلة في الاحتلام و هنا يجب ان يتم تعليمه كيفية غسل الجنابة و كما يمكن تهنئته ببلوغه درجة الرجولة و انه اصيح مسؤلًا عن افعاله و ان الله يحاسبه على كل تصرفاته , يشترك في تلك المهمة المعلمين و الاهل و لا تخلو عملية التعليم من تعليمهم اهمية تصريف شهواتهم فيما يرضي الله .
• المتابعة و المراقبة : – يجب متابعة المراهق و وضعه تحت المراقبة و لكن ليس باتباع اسلوب التحقيق و المراقبة البوليسية و انما عن طريق اكتساب ثقته و المصارحة و الحوار , من افضل الطرق لذلك الحرص على اكتساب صداقة الابناء في تلك المرحلة حتى يصبح الاهل هم الملجأ الذي يلجأ اليه الابناء عند الحاجة الى المشورة .
• خطورة الفواحش : – كما يجب إظهار الطرق و المنافذ الحلال يجب اظهار اخطار الفواحش و اثارها السيئة من خسران في الدنيا و الدين .
• بيان خطورة العادة السرية : – قد يلجأ البعض من المراهقين الى تفريغ شهواتهم عن طريق العادة السرية و هنا يجب تعريفه بخطورة ممارسة تلك العادة حيث تؤثر على الاعضاء و قد تتسبب في بعض الامراض على المستوى الجسدي و النفسي .
• الصلاة : – من الامور التي يجب متابعتها مع المراهق و توجيهه فيها الصلاة و تعريفه بأهميتها فهي اكبر واقي للمراهق من كل السوء و الفواحش , كما أن توجيهه الى المسجد من الامور التي تضمن الى حد كبير ان يكون الاصدقاء من رفقاء المسجد , كما ان الصلاة تدفعه الى الاهتمام بنظافته الشخصية و طهارته .
• المثيرات الجنسية : – المحاولة قدر الامكان ابعاد المثيرات الجنسية عن المراهق و للاسف تعتبر هذه مهمة صعبة في تلك الايام , نظرًا لتنوع المصادر فهناك القنوات التليفزيونة و الانترنت و المجلات و حتى في الشوارع حولنا , لكن كلما حاولنا تقليل هذه المصادر كان من الافضل حتى لا يستثار المراهق , و يمكن ان يتم ذلك عن طريق محاولة متابعة ما يقوم بمتابعته على الهاتف او الانترنت و القنوات .
• العطف و الحنان و الاهتمام : – كل انسان بشكل عام يحتاج الى العطف و الحنان و الاهتمام و المراهق بشكل خاص بحاجة كبيرة اليهم , لذا فلا تكثروا من لومه او عتابه و وجهوه دائمًا لمرافقة الاخيار مع متابعة هذه الصداقة و لا تلحوا عليه في النصح و لكن حافظوا على أن تكونوا اقرب الاصدقاء له .
إحدى أبرز صفات مرحلة المراهقة هي العناد، وهو أمر طبيعي حيث يسعى المراهق في تلك المرحلة إلى الخروج من تحت وصاية الأهل حيث أنه لم يعد طفلاً. لذلك، لا تمنعوه من الأشياء في وقتها، بل قبل أو بعد ذلك وراعوا أن يكون النصيحة والتوجيه بعيدًا عن الآخرين .