كيفية التعامل مع الخسائر عند التداول في سوق الفوركس
بالنسبة لأغلب المتداولين، أصعب جزء في تداول الفوركس هو التعامل مع الخسائر المالية، والأمر ليس متعلقا بالألم والضيق، ولكن الحقيقة هي أن الخسائر في الغالب تكون العامل الدافع الذي يدفع التجار لارتكاب أسوأ أخطاءهم، مما يمكن أن يؤدي إلى خسائر أكبر، وبالتالي الانزلاق إلى حالة عدم السيطرة حيث يتحرك حساب المتداول خارج نطاق السيطرة .
يتم شرح كيفية التعامل مع الخسائر عند التداول في سوق الفوركس
لذلك، يجب على المتداول أن يكون لديه استراتيجية للتعامل مع الخسائر وأن يكون قادرًا على تنفيذ استراتيجية المواجهة الفعلية، ويجب أن يفهم المنطق الذي يقف وراء معرفته بالخسائر ويؤمن بها بإيمان كامل .
أولا : الخسائر أمر لا مفر منه
في عالم التداول، لا يمكن تجنب خسارة الصفقات، وعادة ما يكون من الصعب تحقيق الأرباح باستراتيجيات تهدف إلى الفوز بنسبة عالية جدًا، وهذا يعكس طبيعة حركة السوق. ولذلك، يتبع بعض المتداولين منهجية تسعى إلى تقليل الخسائر بشكل كبير، أو حتى القضاء عليها بشكل كامل .
ثانيا : معرفة كم الخسائر التي يمكن تحملها
يجب على المتداول أن يقرر مدى قدرته على تحمل الخسارة النفسية دون فقدان أعصابه، وللقيام بذلك يجب أن يجري حوارا صادقا مع نفسه. قد يعتقد المتداول أنه يستطيع التعامل مع خسارة 50% من حسابه في التداول، ولكن في الواقع قد يجد نفسه غير قادر فعليا على التعامل حتى مع خسارة 25% عندما يحدث ذلك فعلا. لذلك، يجب على المتداول أن يحاول تصور ما سيحدث فعلا .
العامل الثاني الذي يجب مراعاته هو أن زيادة حجم أي خسارة في حساب التداول يزيد من المبلغ الذي يجب استعادته للوصول إلى المبلغ الأصلي الذي بدأ به المتداول. على سبيل المثال، إذا فقد المتداول 10% من رأس ماله، فيجب عليه زيادة النسبة المتبقية بنسبة 11.11% لاستعادة النسبة الأصلية بنسبة 100%. وعندما يصل إلى 50%، يجب عليه تحقيق ربح بنسبة 100% للعودة إلى النسبة الأصلية التي كانت 100%. إنه واقع صعب أن كلما كانت الخسائر أكبر، كان من الصعب العودة إلى نقطة البدء .
ثالثا : استخدام طريقة التداول التي تؤمن بها
بمجرد التأكد من الحد الأقصى للخسارة التي يمكن للمتداول تحملها، يجب عليه أن يتأكد من الطريقة التي يستخدمها لتحديد موعد الدخول والخروج من الصفقات، وما الذي يجب تداوله، ويجب أن تكون طريقة جيدة تنتج عنها توقعات إيجابية، وأن يؤمن بها حقا لكي يحقق المزيد من المال أكثر مما يخسر، لذا فهو في حاجة إلى أن يصدق أنها طريقة مربحة، وأن يضعها أيضا تحت الاختبار، وهذا أمر مهم لأنه عندما يصل المتداول في وقت ما إلى سلسلة خسائر لا مفر منها، سيكون لديه الشجاعة للاستمرار .
ينبغي للمتداول أيضًا استخدام نظام لإدارة مخاطر الأسهم المجزأة، والذي يمنحه راحة بال أكبر في معرفة أن هناك حاجزًا لتقليل الخسائر الإجمالية .
رابعا : الخسائر الكارثية
أحيانا تحدث بعض الأحداث في سوق الفوركس لتحريك حركات كبيرة وحادة في السعر، حتى لو كان المتداول يستخدم نظام وقف الخسارة، فلن يتمكن وسيطه من تنفيذ النظام، وهذا يعني أنه عندما يتم تشغيل نظام وقف الخسارة، قد يجد المتداول نفسه معرض لخسائر أكبر بكثير من ميزانيته، وكان تفكيك الفرنك السويسري لعام 2015 مثالا جيدا على ذلك، كما أن التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي شكل أيضا مثالا للحالة التي نشرحها .
يمكن تفادي هذه المشكلة عن طريق عدم تداول أي عملات تمتلكها البنوك المركزية وذلك بربط القيمة بعملة أخرى، وعدم تواجد في مواقع خطرة مثل الاستفتاءات التي قد تعرضك للخطر .
خامسا : الثقة تساعد المتداول على التعامل والمواجهة
عندما يتبع المتداول الإجراءات المذكورة أعلاه، يكون لديه الثقة للاستثمار المالي في الصفقات وفقا للمعايير المحددة. سيكون لديه فكرة تقريبية عن نسبة الصفقات التي تنتهي بخسارة، والوقت الذي يستغرقه الأسعار للتحرك في اتجاهات معينة، والأهم من ذلك سيتعرف على الصفقات التي يجب الخروج منها. يجب على المتداول في هذه المرحلة أن يقبل أن الخسائر في الصفقات تعتبر طبيعية وتضحيات ضرورية يجب أن يقدمها للسوق من أجل تحقيق الربح .