كيفية اغتيال الملك عبد الله الأول
تعود أصول الملك عبد الله الأول إلى الحسين بن علي الهاشمي، وهو واحد من أوائل الذين طالبوا بالاستقلال للعرب عن الدولة العثمانية. لذلك تحالف مع الحكومة البريطانية لمواجهة العثمانيين وطردهم من الدول العربية، وبالتالي ليكون الحكم في يد العرب وليس الأتراك. كان من أهم قادة الثورة العربية الكبرى وأول مؤسس للمملكة الحجازية. يرجع أصله في المقام الأول إلى مدينة مكة المكرمة. وقد تأسست المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1921م، ولد الملك عبد الله الأول في عام 1882م .
أهم أعمال الملك عبد الله الأول :– وصل الملك عبد الله الأول مع جيشه من مكة المكرمة إلى بلاد الشام لمحاربة الاستعمار الفرنسي فيها، خاصة في سوريا. ومع ذلك، تم منعه من القوات البريطانية التي كانت تحتل فلسطين في ذلك الوقت وطلبوا منه التوقف عن القتال مقابل منحه السيادة والحكم في المنطقة الشرقية من نهر الأردن في عام 1921م. وفعلا، استلم الملك عبد الله الأول الحكم في تلك المنطقة وعين رشيد طليع رئيسا للحكومة المركزية هناك .
وقد نظم الملك عبد الله الأول ذلك بعد مضي ست سنوات على توليه الحكم في شرق الأردن، عملية انتخابات تشريعية بهدف تطوير الإمارة الأردنية وتعزيز ازدهارها. وقد ساهم ذلك في تقدم الإمارة في العديد من المجالات، بناء على الجوانب الصحية من خلال إنشاء المستشفيات والتعليمية من خلال إنشاء العديد من المدارس. تم أيضا من قبل الملك عبد الله الأول تشجيع النشاط التجاري والزراعي من خلال توفير تسهيلات خاصة للمزارعين والتجار وأصحاب الحرف اليدوية لزيادة معدلات الإنتاج وبالتالي زيادة الدخل المادي للأردن. كان الهدف هو تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي عن بريطانيا، وفي عام 1946 تحقق الملك عبد الله الأول استقلال الأردن وأعلن تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية. بعد ذلك، تفرغ الملك عبد الله الأول للقضية الفلسطينية وبذل الجهود لحلها وتحقيق السلام في المنطقة العربية. للأسف، لم يتمكن من إقناع إسرائيل بذلك، وفي عام 1948، بعد إعلان قيام دولة إسرائيل في فلسطين، قاد الملك عبد الله الأول الجيش الأردني إلى فلسطين للقتال وطرد اليهود، بمشاركة قوات من العراق ومصر وغيرها من الدول العربية. ومع ذلك، بسبب دعم بريطانيا غير المعتاد والكبير للجماعات الصهيونية وتقديمها كافة أشكال المساعدة والدعم لها، تعرضت القوات العربية لهزيمة في تلك المعركة. نتيجة لذلك، تم الاتفاق مع الأمم المتحدة على ضم الضفة الغربية لنهر الأردن من فلسطين إلى السيادة الأردنية .
كيفية اغتيال الملك عبد الله الأول :كانت القوى الاستعمارية، التي كانت تمثل في بريطانيا وفرنسا، تخشى فكرة مشروع توحيد بلاد الشام الذي تبناه الملك عبد الله الأول، حيث يعني ذلك تهديدا مباشرا للدولة الناشئة إسرائيل الموجودة في فلسطين. وكان الخلاص من الملك عبد الله الأول هو الطريق الوحيد للقضاء على أحلام وهواجس الوحدة العربية، التي تشكل خطرا كبيرا على قوى الاستعمار الأساسية في المنطقة وعلى إسرائيل بشكل خاص، إذ أن أي وحدة عربية تشكل تهديدا مباشرا لتلك القوى. وفي أثناء زيارة الملك عبد الله الأول لفلسطين، وخلال صلاته في المسجد الأقصى، تم اغتياله على باب المسجد الأقصى الشريف وعلى مقربة من ضريح والده الشريف الحسين بن علي، عن طريق إطلاق النار عليه من قبل خياط فلسطيني يدعى مصطفى عشا. وكانت وفاة الملك عبد الله الأول متأثرة بجراحه، ولا يزال العديد من الأسرار الخاصة باغتياله في أروقة الأرشيف البريطاني. وجاء اغتيال الملك عبد الله الثاني بعد أن قضى مدة الثلاثين عاما، واستطاع فيها نقل الأردن من الحياة البدائية والبدوية إلى الحياة الدولية الحديثة التي تحكمها المؤسسات والقانون .