كيفية إدارة الضغوط النفسية لمرضى القلب
أصبحت أمراض القلب أحد سمات العصر الحالي ، فقد زادت الأمراض القلبية في الآونة الأخيرة بنسبة 60 بالمائة عن نسبة الإصابة بها من قبل ، وأصبحت تتسبب في وفاة ثلاثة ملايين شخص على مستوى العالم سنويآ ، كما تصدرت أمراض القلب المركز الأول في أكثر الأمراض إنتشارآ في الكثير من الدول أبرزها دول الخليج العربي ، وهو ما يعني أن هذه الأمراض أصبحت تشكل خطورة كبيرة على حياة الكثيرين وهو ما يستدعي الحذر منها لغير المصابين ، والحذر بشكل أكبر للمرضى حتى لا تتطور الامراض وتتسبب في مضاعفات خطيرة .
والضغوط النفسية هي أخطر ما يواجه مرضى القلب، حيث يحذر الأطباء دائما المصابين بأمراض القلب من التعرض للضغوط النفسية والعصبية. أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن الضغوط النفسية والانفعالات تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب. وعلى الرغم من أنها لا تتسبب بشكل مباشر في أمراض القلب، إلا أنها تعد أحد أهم الأسباب التي تزيد من احتمالية تعرض الشخص للنوبات القلبية والجلطات. ويمكن أيضا أن يتسبب التعرض للصدمات العصبية والانفعالات القوية في الموت المفاجئ أو جلطات القلب والذبحات الصدرية والسكتات الدماغية. ويحذر أطباء القلب دائما من تعريض مرضى القلب للتوتر المستمر والضغوط النفسية والانفعالات. وهناك العديد من النصائح والتغييرات التي يجب على مرضى القلب اتباعها لإدارة الضغوط النفسية والعصبية بشكل جيد وحماية صحة القلب .
يمكن أن تساعد التغييرات البسيطة في أسلوب الحياة على تقليل الضغوط والتوتر والقلق التي يتعرض لها الشخص بشكل يومي والتي تؤثر على صحته بدون أن ينتبه، وخاصةً بالنسبة لمرضى القلب حيث تشكل الضغوط النفسية خطرًا على صحتهم .
1 – تخلص من الأفكار السلبية : يعتبر التخلص من الأفكار السلبية التي تسيطر على تفكيرك من الخطوات الأساسية في إدارة الضغوط النفسية، وينبغي لك التخلص من هذه الأفكار السلبية بأي شكل كان، سواء كنت تترددها أو تدور في ذهنك، ويجب دائما استبدال هذه الأفكار بأفكار إيجابية وتفاؤلية، وإذا راودتك فكرة سلبية حول شيء ما، فعليك مساعدة نفسك على التفكير في شيء آخر يجعلك تشعر بالإيجابية، وعليك أيضا ممارسة الأنشطة التي تحبها لصرف انتباهك عن الأفكار السلبية التي تزعجك، حيث أن الاستغراق في هذه الأفكار يمكن أن يسبب النوبات القلبية ويرفع ضغط الدم بشكل ملحوظ وقد أثبتت دراسات عديدة ذلك .
2 – احصل على فترة راحة كافية : يساهم الحصول على فترة راحة كافية والنوم لعدد مناسب من الساعات في خفض التوتر والإنفعال، كما يقلل من احتمالية تعرضك للنوبات القلبية والذبحات الصدرية، ويحسن حالتك النفسية وفقا للدراسات العديدة. وأولى خطوات الحصول على كمية كافية من النوم والراحة والاسترخاء هو تجنب تناول المنبهات والكافيين والمشروبات الغازية والأطعمة الدسمة قبل النوم. وإذا كنت تعاني من الأرق، فيجب عليك استشارة طبيب متخصص لأن ذلك يزيد من تعرضك للضغوط النفسية ويؤدي إلى تضرر القلب .
3 – العلاقات الإجتماعية : تشكل العلاقات الاجتماعية الجيدة حائطا صلبا يحميك من التوتر الزائد، مما يقلل من احتمالية تعرضك لمضاعفات أمراض القلب. لذا يجب الحرص على التواصل الدائم مع الأهل والأقارب الذين يقدمون لك الدعم النفسي، فضلا عن أهمية التحدث بشكل مستمر مع الزوجة والأبناء والأصدقاء، والتي تلعب دورا كبيرا في تحسين الحالة النفسية. ويمكن للأصدقاء المساهمة في تخفيف الضغوط ورفع المعنويات، لذا يجب تخصيص وقت كاف للتواصل مع كل الأشخاص المقربين لقلبك، وستلاحظ تحسنا كبيرا في صحتك النفسية والجسدية .
4 – استمتع بهواياتك المفضلة : إيجاد وقت، حتى ولو كان قليلا، لممارسة هواية تحبها يساهم في إسعادك وتحسين حالتك المزاجية ويعفيك من الأفكار السلبية والضغوط. كما يساهم في كسر حالة الملل والروتين اليومي الناتج عن روتين الحياة. حاول ممارسة الرياضة أو القراءة أو الرسم، فكلها هوايات تساهم في تحسين صحتك وصحة قلبك، وتساعدك على استغلال طاقاتك الكامنة .
5 – المشي : المشي والحركة بشكل عام مفيد للصحة، فممارسة المشي حتى لعشر دقائق يوميا يساعدك في التخلص من الأرق وتنظيم نشاط وعمل القلب، ويقلل الضغط النفسي، ويمنع السمنة ويقلل نسبة الكولسترول في الدم، وعادة ما يكون المشي من بين النصائح التي يوجهها الأطباء لمرضى القلب نظرا لفوائده المتعددة .
عمومًا، يمكن تعلم كيفية إدارة الضغوط النفسية بسهولة وبتكلفة قليلة، ولكنه يساهم في تحسين صحة القلب، نتيجة لتحسن الحالة النفسية .