كيف رفع الله عيسى إلى السماء ؟

كان عيسى نبي الله، وهو نبي مثل سائر الأنبياء، أرسله الله إلى قوم إسرائيل ليهديهم إلى دين الله الجديد. نزل معه كتاب الإنجيل المقدس ليهديهم لعبادة الله الواحد. ولكن بعض الأقوام فسدت وحرفت الكتاب الإنجيل الذي نزل من السماء. فبعضهم زعم أن عيسى بن مريم هو الله، والبعض الآخر قال أنه ابن الله، وبعضهم زعم أنه ثالث ثلاثة. ولكن كل ذلك ليس إلا ادعاءات كاذبة. فقد ذكر الله في القرآن الكريم أن عيسى ابن مريم من الأنبياء، وأيده الله بالمعجزات منذ ولادته، مثلما أيده الله أنبياء آخرين. يجب على المسلم أن يؤمن به كما يؤمن ببقية الأنبياء .

ولادة عيسى عليه السلام : كانت ولادة سيدنا عيسى أول المعجزات التي أيدها الله، وذلك عندما حملت السيدة مريم بغير زواج، وأمر الله جبريل بالبشارة للسيدة مريم بأنها ستلد غلاما صالحا، وأمرها بالاختباء خلال فترة الحمل لحمايتها من أذى قومها. وعندما ولدت، أشارت إلى الطفل فتكلم وأعلن أنه عبد الله ونبي صالح، وأنه مبارك أينما كان، وأنه مأمور بالصلاة والزكاة طوال حياته، وأنه مطيع وودود مع والدته ولم يجعله الله شقيا، وتمنى السلام عليه في يوم ولادته وفي يوم وفاته وفي يوم البعث حيا.

ارسال سيدنا عيسى لقوم إسرائيل : بعث الله سيدنا عيسى إلى بني إسرائيل لدعوتهم لعبادة الله وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وقد نصره الله بالعديد من المعجزات ليؤمن به الناس ويتبعوا دين الله، فكان ينفخ في الطين فيتحول إلى طير بأمر من الله وكان يحي الموتى بأمر من الله، وكان يخبر الناس بما يحتفظون به في بيوتهم، وأنزل الله عليه الإنجيل ليؤمن به بني إسرائيل، ولكن الإنجيل الذي نزل على سيدنا عيسى يختلف عن الإنجيل الذي يتداول حاليا والذي تم تحريفه عدة مرات  .

رفع سيدنا عيسى للسماء : عندما تفاقم ظلم الناس للنبي عيسى، وزادت خداعات الكافرين له، رفعه الله إلى السماء وأنزل شبيها له على رجل آخر. فقام الناس بقتل هذا الرجل وصلبه، يظنون أنه عيسى بن مريم. ويقول القرآن الكريم أن النبي عيسى يعيش في السماء، وسينزل في نهاية الزمان ويصلي صلاة المسلمين خلف المهدي المنتظر، وقال تعالى: “وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا