كيف تكون شاعرا محترفا ؟
هناك أشخاص يمتلكون حساسية ومشاعر عميقة يودون التعبير عنها بكلمات شعرية تعكس مشاعرهم الداخلية، ولديهم موهبة في ذلك، إلا أنهم يجهلون كيفية كتابة قصائدهم بأسلوب جيد يتبع قواعد كتابة الشعر. لكي تصل موهبتهم وإبداعهم للآخرين وتحظى بشهرة واسعة وتصل أشعارهم لجمهور واسع، يجب أن يصقلوا موهبتهم في كتابة وأداء الشعر. فالإبداع الفني وحده لا يكفي ليصبح الشاعر متميزا وليجذب العديد من السامعين والقراء. إذا كان لديك موهبة في الشعر وترغب في تطويرها وأن تصبح خبيرا في كتابة الشعر، إليك هذه النصائح التي ستساعدك في ذلك .
نصائح لتكون شاعرا محترفا :
– اقرأ العديد من القصائد، لأن قراءة القصائد من عدة مدارس شعرية والعديد من الشعراء ستمنحك خبرة وثقافة متنوعة. يمكنك من خلالها صقل موهبتك وزيادة معرفتك بأصول الشعر والثقافة الشعرية العامة، حتى تتمكن من اختيار الاتجاه والمسار الذي ترغب في الاحتراف فيه في مجال الشعر .
اختر مدرستك الشعرية، بعد أن تتعرف على المدارس الشعرية من خلال القراءات الواسعة والتعرف على قصائد الشعراء، وحدد لنفسك مدرستك الشعرية المفضلة سواء كانت غزلية أو عامية أو هجائية أو أي مدرسة شعرية أخرى، واختر أسلوبك ونهجك الخاصين لتتميز بهما في كتاباتك وتستخدمهما في المستقبل لتطوير نمط شعري خاص بك وتذكر أن تتناسب كتاباتك مع نوع القصيدة التي تكتبها .
– لمن ولماذا تكتب شعرك ؟ : أجب عن هذا السؤال وتعرف على الغرض من كتابة الشعر، هل هو شعر خاص بك ومحبوبك أم هو شعر ستلقيه في ندوة شعرية أو ثقافية يحضرها عدد من الشعراء المشهورين؟ فإذا كان الأمر كذلك، فلن تستطيع كتابة شعر ساخر أو باللهجة العامية في هذه الندوة، لذا يجب عليك اختيار نوعية الشعر المناسبة للمكان والجو الذي ستقرأ فيه شعرك .
– ابحث عما يلهمك : الإلهام هو أولى خطوات الاحتراف في الشعر، وقد يستغرق منك الكثير من الوقت والجهد. احمل قلما وورقة، وانظر حولك وسجل كل شيء يدور في ذهنك، حتى إذا كنت تشاهد فيلما أو كان لديك حوارا مع شخص ما، وسمعت عبارة تلفت انتباهك، فلا تتردد في تدوينها. وخذ بعين الاعتبار عامل السرعة في تدوين الأفكار والمشاهد التي تلفت انتباهك، وابحث عن مكان هادئ وخالي من الضوضاء والضجيج عندما تريد الكتابة، حتى لا تفقد تركيزك .
ينبغي وضع الكلمات في المكان المناسب والصحيح لها، وعدم تكرارها كثيرا، واختيارها بدقة متناهية يتناسب مع الوزن والصوت لباقي كلمات القصيدة. وينبغي استخدام المرادفات لتجنب التكرار وإبقاء الجمهور مهتما .
– اكتب ما تشعر به : لكي تصل قصيدتك إلى قلوب الآخرين، يجب أن تكون مشاعرها متجذرة في قلبك أولا. لا تكتب كلمات لا تشعر بها، بل اختر الكلمات التي تعكس تفاصيلها بحيث يمكن لمشاعرك وأحاسيسك أن تنتقل إلى المستمع وتؤثر فيه وتجعله يفهم قصيدتك. فليس كافيا أن تتقن قواعد الكتابة الصحيحة وأسلوبها، بل يجب أن يكون لدى الشاعر شعور حقيقي بما يكتبه .
– درب نفسك على إلقاء الشعر : قراءة القصيدة ليست مثل قراءة رواية أو صحيفة، حتى في نبرة الصوت تختلف. يجب أن تنقل مشاعرك وكلماتك إلى الجمهور بإيقاع مختلف يعبر عن الكلمات التي تلقيها. واجتهد في تدريب نفسك عدة مرات لأداء القصيدة، ولا تيأس إذا وجدتها غير مناسبة، فعاود كتابتها مرة أخرى. كلما تدربت أكثر في أداء القصيدة، ستصبح أسلوبك في الكتابة أفضل، وستتدفق كلماتك في ذهنك بسلاسة وبشكل طبيعي دون بذل مجهود لصياغتها .