كيف تتخلص من السهو و عدم التركيز في الصلاة ؟
بدأت في تأدية الصلاة نعم لكن للاسف الكثير منا تفسد او تبطل صلاته او تعد ناقصة , حيث أنه بمجرد البدأ في الصلاة تتكالب عليك الأفكار و الهواجس و الخواطرو التذكر لكل ما يلهيك عن التركيز في صلاتك و الخشوع بها , هذه المشكلة تواجه أغلبنا عند تأدية الصلاة و هى مشكلة يجب عدم السكوت عنها بل يجب أن تعمل على حلها و التخلص منها ربما يستغرق منك هذا بعض الوقت ولكن في النهاية ستنجح بإذن الله فأنت تسعى لمرضاة الله , و الله لن يخيب رجاءك المهم أن تعمل على ذلك و تبدأ في علاج تلك المشكلة .
ما هي الطرق الممكنة لعلاج مشكلة السهو وعدم التركيز في الصلاة، أو ما يُعرف باسم السرحان خلال الصلاة؟
هناك مجموعة من الخطوات التي يمكنك اتباعها لمساعدة نفسك على التغلب على السهو أو الانشغال، ومع العمل المستمر ستتمكن من التخلص من هذه المشكلة .
1- يجب تهيئة النفس للصلاة واستحضار هيبة الله .
تذكر نفسك عند سماع الأذان أن هذا النداء هو دعوة للقاء الله عز وجل، وقم بتخيل نفسك وأنت في حضرة رب العزة. عندما تستعد لمقابلة رئيسك، تتحول وتستعد عقليا وجسديا، فكيف بتهيئة نفسك للقاء المولى السبحان؟ توضأ لمقابلة العزيز الجبار عندما تذهب للمسجد. خلال هذا الوقت، قم بتهيئة نفسك وعقلك بأنك تستعد وتجهز نفسك للوقوف أمام الله والاستجابة لدعوته. عند بدء تكبيرة الإحرام، اعلم نفسك أنك بدأت في التواصل مع الغفار القهار. أثناء الصلاة وأداء حركاتها، تذكر نفسك أنك واحد من الملايين من البشر والمخلوقات التي تعلمتها ولا تعلمها، وأنك تسجد وتركع للقهار الواحد، وهذا هو أعظم الأعمال التي يمكنك القيام بها. عند انتهاء صلاتك وتحية السلام، احضر في قلبك الشوق للقاء الله الجليل والإكرام في الميعاد التالي .
2- تعهد بالنية والاستعاذة من الشيطان .
يجب أن تعقد النية و العزم على التركيز في الصلاة حتى يتقبلها المولى عز و جل , يجب أن تعرف نفسك أنك تؤدي هذا لله لذا يجب أن يخرج العمل في أحسن و أكمل صوره و دائمًا إستعذ من الشيطان الرجيم فهو الآفة التي وراء هذا السهو و السرحان حتى يبطل صلاتك و صلتك بالله فهذا عمله في هذه الحياة .
3- إستشعار التحدث مع الله .
يجب أن تشعر خلال الصلاة بأنك تتحادث رب العزة، فقراءة القرآن أثناء الصلاة ليست مجرد قراءة آيات، بل هي لغة التحاور أو التحدث مع القوي المتين، فكل ما تقرأه تجد له الرد عند رب العزة .
4- إستحضار المعاني .
الصلاة قائمة على قراءة آيات القرأن الكريم لذا يجب عندما تقرأ أن تتدبر و تستحضر تلك المعاني في قلبك فلن يخشع القلب الا اذا تدبر الا اذا وعى الا اذا شعر بما يقرأ وذ لك ما قاله رب السموات العلى ( و هم في صلاتهم خاشعون ) و من الأفعال التي تساعدك على ذلك أثناء الصلاة النظر الى موقع او مكان السجود .
5- يجب عدم النظر إلى السماء أو الأعلى .
هناك نهي من الرسول الكريم في مسألة النظر نحو السماء حيث قال “لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة او لتخطفن أبصارهم” و قد فسر المفسرون ذلك القول بأن رفع البصر نحو السماء او نحو الأعلى يؤدي الى ان يحيد البصر عن القبلة و هو يعتبر معارضة للقول بإستقبال القبلة أثناء الصلاة , النظر نحو الأعلى ينافي الخشوع فالعبد بين يدي الله في الصلاة يجب أن يكون مطأطئ النظر دلالة على الخشوع و الذلة لله اما رفع النظر للأعلى فهو من سؤ الأدب و الإعراض عن الصلاة .
6- عدم الإلتفات .
إن الله جل و على ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة و فإذا التزم العبد بالنظر الى ما أمر ظل وجه الله ملتفتًا له اما اذا تلفت حوله فان الله عز و جل ينصرف عنه فلك أن تتخيل ما يشعر به الإنسان عندما يعرف ان الله ينظر الى وجهه طالما ينظر حيث أمر هل تتجرأ بأن تتلفت حولك هل تتجرأ بأن يعرض عنك الله .
7- التثاؤب .
ينبغي تجنب التثاؤب أثناء الصلاة، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم “عند التثاؤب يقبض الفكان على بعضهما أو تضع اليد على الفم”، وذلك لأن الشيطان يدخل إليك عند التثاؤب، تماشياً مع قول الرسول الكريم “إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع، فإن الشيطان يدخل” .
8- التشكك .
من آثار دخول الشيطان إلينا ومحاولاته تشتيتنا أثناء الصلاة هو الشك، مثل الشك في طهارتك أو عدد الركعات التي صليتها، لذلك ابحث عن الاستعاذة من الشيطان واستكمل صلاتك .
9- صوت القراءة .
ينبغي للمصلي عدم قراءة القرآن بصوت منخفضٍ جدًا أو عالٍ جدًا، بل يجب أن يقرأ بصوت يسمعه هو فقط، حيث إن القراءة المسموعة تساعد على التركيز في الآيات والابتعاد عن السرحان، وهذا يتماشى مع قوله تعالى: “وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا .
10- إتقان الصلاة .
يتم ذلك عن طريق الانتباه والتأني أثناء الصلاة، فعند قراءة القرآن يجب القراءة بشكل صحيح وجيد لصوت القراءة، كما يجب عند الركوع والسجود أن تقوم بهما بشكل صحيح وألا تسرع في الخروج منهما، وإنما ينبغي للعظام أن تستريح وتأخذ وضع السجود أو الركوع، كما ينبغي الدعاء والتسبيح بتأن والتركيز على حركات الصلاة وكلماتها وإعطائها الوقت الكافي والمناسب .
11- التخلص من الملهيات .
يجب ألا تصلي وبجوارك طعام تشتهيه، أو تصلي وأنت حاقن أو حاقب مما يدعوك للتعجل في الصلاة. ومن الأفضل ألا ترتدي ثوبا مزركشا قد يلفت انتباهك أثناء الصلاة. كما يجب أن يكون طول الثوب مناسبا، فالثوب الذي يغطي الأرض قد يصل إلى تحت الأقدام أثناء السجود، وعند القيام ستضطر لبعض الحركات التي تخرجك من التركيز والخشوع في الصلاة. كما لا يجب أن تصلي وأنت مغمض العينين بسبب النعاس، فلن تركز جيدا ولن تستطيع التركيز .
قد يتطلب الأمر تكرار النشاط عدة مرات حتى يتأقلم الجسم والعقل عليه، ولا يوجد مشكلة في ذلك، المهم هو عدم الاستسلام وإعادة المحاولة عدة مرات حتى يتم التقرب من الهدف المرجو، وسيجد الفرد الذي يستمر في المحاولة ما يرضي الله أولاً وما يرضيه في النهاية .