كيف تتحكم في نفسك ؟ ” إبراهيم الفقي “
خطوات التحكم في الذات وفقا لـ ابراهيم الفقي
أي تغيير في حياتنا يبدأ في داخلنا، حيث أن قوة التفكير هي طريقنا و إيماننا بأنفسنا، و قد تمت برمجة معظمنا للعمل و التفكير و التحدث بطريقة معينة و حتى الشعور بمشاعر سلبية حول مواقف أو أسباب معينة، كل ذلك بسبب البرمجة السلبية، ومع ذلك، يمكن استبدال هذا النوع من البرمجة السلبية ببرمجة أخرى تجعلنا أكثر سعادة و تأهيلًا لتحقيق أهدافنا، بحيث يمكن تغيير هذا الوضع لصالحنا.
يبدأ التغيير بالقرار بالبداية، ويشير ضبط النفس إلى القدرة على التحكم في النفس وفقًا لإرادتنا، ويساعد ضبط النفس في توجيه انتباهنا لتحقيق الأهداف وإنجازها، وتسمى هذه القدرة “قوة الإرادة.
يعتبر أن نكون أحرارًا ومسؤولين عن أفعالنا هو الأساس للانضباط الذاتي.
تواجه الكثير من المشاكل في حياتنا، ويعود السبب الرئيسي لهذه المشاكل إلى فقدان السيطرة على أنفسنا والسماح للعواطف بالتحكم في تصرفاتنا وردود الفعل تجاه الأشياء. لذلك، ينبغي على الفرد اتخاذ قرار بتغيير نفسه، وذلك لكي يترتب على ذلك تحسين حياته بشكل إيجابي.
قد يكون ضبط النفس أمرًا صعبًا، ولكنه يمكن أن يحدث تغييرًا في حياتك ويساعدك على التحكم في اندفاعاتك، وزيادة التحكم في حياتك، والسيطرة على هويتك، ويساعدك على تعزيز إحساسك بقيمتك الذاتية.
مرحلة ضبط النفس
في كتابه `قوة ضبط النفس` ، ذكر الخبير في التنمية البشرية إبراهيم الفقي أن رحلة ضبط النفس تبدأ بالأمور التالية: يشدد على أنه من الطبيعي بالنسبة لنا كبشر أن نتحدث إلى أنفسنا وأن نفكر في المشاعر السلبية. وأشار إلى أن دراسة أجرتها إحدى الجامعات في كاليفورنيا عن الحديث الذاتي وصلت إلى أن أكثر من 80٪ مما نقوله لأنفسنا هو سلبي ويتعارض مع اهتماماتنا.
وجدت أن اضطرابات القلق يمكن أن تسبب أكثر من 75٪ من الأمراض، بما في ذلك ضغط الدم والقرحة والنوبات القلبية، وهذا يعني أنك على استعداد تام للتحدث مع نفسك والتفكير بطريقة سلبية، وسوف يعرضك ذلك للمرض، ثم أوضح أن البرمجة الذاتية والتحدث مع النفس يمكن أن تجعلك شخصًا سعيدًا وناجحًا، وتحقق أحلامك، أو تجعلك شخصًا وحيدًا.
وأضاف أن هناك مبدأ في علم معالجة اللغة الطبيعية بقول: أنا مسؤول عن أفكاري، وبالتالي أنا مسؤول عن النتائج التي تنتج عن أفعالي. لديك الحق في التفكير بالطريقة التي تريدها والتفكير فيما تريد، ولا أحد يستطيع توجيه أفكارك لأنها تحت سيطرتك فقط، ويمكنك ببساطة توجيه محادثتك في الاتجاه الصحيح.
و بالتالي تحويل حياتك إلى تجربة مليئة بالنجاح والسعادة، مرحلة الإيمان (ولادة ضبط النفس)، فقد ذكر ما قاله ويليام جيمس: “هذه هي كلمتي الأخيرة لك: لا تخف من الحياة صدق أن الحياة تستحق العيش، وإيمانك سيساعدك أن تدرك الواقع “و أوضح أن الإيمان هو أساس جميع الإجراءات التي نتخذها وأهم خطوة على طريق النجاح.
مرحلة تحقيق الأفكار
قال الكاتب الأمريكي نابليون هيل: يمكن تحقيق الأفكار والمعتقدات البشرية، كما يمكن أن تكون العقائد سببًا للفشل وتحد من سلوك حياتنا، ويمكن أن تكون أيضًا السبب الرئيسي للنجاح وتحقيق أهداف حياتنا. بعبارة أخرى، يمكن للشخص أن يفعل ما يريد، وكل ذلك يتوقف على أفكاره.
تعتبر طريقة النظر إلى الأحداث (أساس التميز) من أهم الحقائق التي نواجهها. بحسب نورمان فينسون بيل، لأن السلوك يحدد نجاحنا أو فشلنا، وتختلف وجهات النظر حول الأشياء من شخص لآخر. وأضاف أن نظرتنا للأمور ومراقبتنا لها تلعب دورا حاسما. وهناك فرق بين هذه النظرة في السلوك السلبي والإيجابي.
كيف وصف إبراهيم الفقي قوة ضبط النفس
قال خبير التنمية البشرية الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه “قوة ضبط النفس” ان معظم الناس مبرمجون منذ سن مبكرة يتصرفون بطريقة معينة ويتحدثون ويؤمنون بمعتقدات معينة، والشعور بالسلبية لأسباب معينة، والشعور بالتعاسة لأسباب معينة، حيث يستمرون في العيش مثل الفيل نيلسون يصبحون أسرى لبرمجتهم السلبية ومعتقداتهم السلبية، مما يحد من حصولهم على ما يستحقونه في الحياة.
تبين لنا أن نسبة الطلاق ارتفعت وأغلقت الشركات وتشاجر الأصدقاء، وأصبحت نسبة الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية وقرحة وصداع مزمن ونوبات قلبية أكثر انتشاراً.
كل ذلك يعود إلى سبب واحد، وهو البرمجة السلبية ولكن يمكن تغيير هذا الوضع وتحويله لمصلحتنا، يمكنك أنت وأنا وكل شخص على هذا الكوكب تغيير هذه البرمجة واستخدام طرق أخرى مفيدة لاستبدال الشخصية بشخصية سعيدة ومؤهلة لتحقيق أهدافنا ولكن يجب أن يبدأ هذا التغيير من الخطوة الأولى .
رحلة ضبط النفس
أشار إلى أن رحلة السيطرة على الذات عند بدء الحديث مع أنفسنا تشبه تماما الطبيعة البشرية. غالبا ما نتحدث إلى أنفسنا ونتوقع تأثيرات سلبية. وأشار إلى أن إحدى الجامعات في كاليفورنيا أجرت دراسات حول الحوار الداخلي وتوصلت إلى استنتاج أن أكثر من 80٪ مما نقوله لأنفسنا سلبي، وهذا لا يخدم مصالحنا ويؤثر على حياتنا ونفسيتنا سلبا.
عندما تصل إلى المرحلة العاطفية، يتعين عليك الاعتراف بأن المشاعر والعواطف ستكون متنوعة مثل ألوان قوس قزح، وإذا كنت ترغب في الشعور بالسعادة، فعليك تعلم كيفية التحكم في مشاعرك وتقييمها.
قال خبير التنمية البشرية الدكتور إبراهيم الفقي في كتابه “قوة ضبط النفس” إن عدم ضبط النفس هو حدوث أفعال وردود فعل لم تدرس نتائجها مما يؤدي إلى تحرير اللسان، بالإضافة إلى سرعة الغضب والانفعال دون التحقق من نتائج الأمور وأكد الفقي في كتابه أنه لممارسة ضبط النفس عند الغضب يجب اتباع الاقتراحات الآتية:
- كن حذرًا بالمعرفة والحكمة، وضبط النفس ومعرفة متى وأين تكون مناسبًا، لذلك سينتقل أولئك الذين يسعون للحكمة إلى الحكمة.
- يعتبر فهم عواقب الأشياء من الأسباب الرئيسية لمنع الإساءة، حيث يساعد فهم الآثار وفهم الأضرار والفوائد على ذلك.
- ابتعد عن الأغبياء ولا تجادل الأحمق، فقد يختلط الناس بينكما خطأ، وابتعد عن الحمق.
- تطوير القدرة على ضبط النفس لذلك، عندما يمكنك التحكم في تنفيذ المهام، وتطوير مهارات إدارة الوقت والتنظيم، وتطوير القدرة على ضبط النفس ، وتطوير الثقة بالنفس ، وتطوير الذات ، فإنك تبدأ في تطوير القدرة على ضبط النفس، وإدارة الوقت والمهارات التنظيمية، لذلك يجب عليك إدارة وتنظيم وقتك لتحقيق ضبط النفس.
أكد الدكتور إبراهيم الفقي أن السلوك هو العامل المباشر الذي يحدد نجاح أو فشل الفرد، وأشار إلى رأي راتل الذي قال: `الشخص الذي يفهم الناس حكيم، والشخص الذي يفهمه الناس هو منفتح`.
أشار الباحث إلى أن الصورة التي تراها عن نفسك في عقلك، أي اعتقاداتك ومعتقداتك الشخصية، لها تأثير كبير على سلوكك. وستؤثر معتقداتك عن نفسك على نتائجك، وستعمل نتائجك على تعزيز معتقداتك وتأثيرها عليك. لذلك،يجب أن تحرص على صورة إيجابية وصحية عن نفسك، حيث يؤثر ذلك على سلوكك ومدى ثقتك واحترامك لنفسك.
في ختام الموضوع المعروض أعلاه، ندرك أهمية موضوع التحكم في النفس وعلاقته بقانون الجذب والتفكير الإيجابي، ومن الملحوظ أن المقال يستعرض آراء بعض العلماء ورأيهم في عملية التحكم في النفس، كما تعرفنا على أهمية نظرة الإنسان لذاته وتأثيرها في سلوكه وردود أفعاله، لذا يجب عليك ضبط النفس والسيطرة عليها.