كتاب الفنون لم يصنف في التاريخ أكبر من هذا الكتاب، مؤلفه الإمام ” أبو الوفاء علي بن عقيل “، قام على جمع أزيد من أربعمائة فن في 800 مجلد، فيه فوائد كثيرة في الوعظ والتفسير والفقه والأصول ، والنحو واللغة والشعر والتاريخ والحكايات وفيه مناظراته ومجالسه التي وقعت له وخواطره ونتائج فكره قيَّدها فيه.
قالوا عن الكتاب:
– قال عنه الذهبي : لا يوجد في العالم كتاب أكبر من هذا الكتاب، وهو يحتوي على أكثر من 400 مجلد يجمع فيه كل ما حدث للكاتب مع الفضلاء والتلامذة، ويضم الدقائق والغوامض والعجائب والحوادث التي شهدها.
– قال حاجي خليفة، صاحب كشف الظنون: كتاب الفنون الذي جمعه علي بن عقيل البغدادي الذي توفي فيه أكثر من أربعمائة فن.
– قال ابن الجوزي وهو تلميذ ابن عقيل: يتألف الكتاب من 200 مجلد، ولكن قام ابن الجوزي بتلخيصه في نحو عشرة مجلدات، وقد تم نقله بكثرة في مصنفاته.
– قال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة عن ابن عقيل: أكبر فئاته هي كتاب `الفنون`، وهو كتاب ضخم يحتوي على فوائد عظيمة في الوعظ والتفسير والفقه والأصول والنحو واللغة والشعر والتاريخ والحكايات. يتضمن المناظرات والمجالس التي حدثت له، وخواطره ونتائج أفكاره المحدودة فيه.
من هو ابن عقيل، صاحب هذا الكتاب الفريد؟
هو أبو الوفاء علي ابن عقيل بن محمد بن عقيل (1040 – 1119 م)، ولد في بغداد وتوفي بها، واشتهر بالكرم والجود والصبر، وكان شيخًا للحنابلة وعالمًا في عصره، وله مجموعة فريدة من المؤلفات، بما في ذلك:
– الواضح في أصول الفقه.
– كفاية المفتي.
– الجدل على طريقة الفقهاء.
يتضمن الرد على الأشاعرة وإثبات الحرف والصوت في كلام الكبير المتعال.
– الفصول في فقه الحنابلة.
مقدمة كتاب الفنون:
يقول ابن عقيل في مقدمة مؤلفته: أما بعد،،
فإن خير ما قطع به الوقت، وشغلت به النفس، فتقرب به إلى الرب -جلت عظمته- طلب علم أخرج من ظلمة الجهل إلى نور الشرع، واطلع به على عاقبة محمودة يعمل لها وغائلة مذمومة يتجنب ما يوصل اليها، وليس ذلك إلا العلم الذي يصلح الاعتقاد ويخلصه من الأهواء ويصلح الأعمال ويصفيها من الأدواء، وهما علمان: علم الأصول، ومبناه على التأمل والاعتبار، وعلم الفقه، ومبناه على استخراج معاني الألفاظ الشرعية وأخذ الأحكام من المنطوق به للمسكوت عنه.
ومن شغل نفسه بالتعلم وقطع وقته في ذلك، فلا يزال يعلق كل ما يستفيده من ألفاظ العلماء ومن بطون الصحائف ومن صيد الخواطر التي ينثرها المناظرات والمقابسات في مجالس العلماء ومجامع الفضلاء، طمعا في أن تعلق بي بعض الفضل لأبعد به الجهل، وربما أصل إلى بعض ما وصل إليه الرجال قبلي، وإن لم يكن فائدته عاجلة إلا في تنظيف الوقت من الاشتغال بالتفاهات التي يشغل بها الأغبياء، وعلى الله قصد السبيل وهو حسبي ونعم الوكيل.