كافور الإخشيدي ” أبو المسك ” والي مصر
كافور الإخشيدي الملقب بأبي المسك (905م – 968م) هو رابع حاكم للدولة الإخشيدية. كان عبدا أسود البشرة وذو شكل دميم. تم تحريره من العبودية بأمر سيده محمد بن طغج، الذي عينه ضابطا في الجيش. تدرج في الرتب حتى أصبح واليا على مصر بعد وفاة سيده. كان محبوبا من الشعراء وأهل العلم والأدب والدين، وكان له شعبية كبيرة بين المصريين حتى وفاته.
من هو كافور الإخشيدي ؟
هو كافور الإخشيدي المكنى بـ أبو المسك والملقب بـ الليث السوري المولود عام 905م الموافق 292 هـ، لم يتمتع كافور بأي قدر من الجمال بل كان شكله غير جميل، ولونه أسود وشفته مثقوبة وقدميه مشوهتين، كما تم استئصال خصيتيه، اشتراه أحد التجار الذي كان يعمل في تجارة الزيت، وعاش معه فترة طويلة من العمل الشاق، حتى اشتراه محمود بن وهب بن عباس الذي كان يعمل كاتبا، تعلم كافور القراءة والكتابة على يديه حتى أصبح ماهرا فيهما، وفي أحد الأيام، طلب منه سيده الذهاب إلى بيت محمد بن طغج وحمل هدية له، حيث تم تعيينه كمدرس لأبنائه وألحق به الجيش الإخشيدي كضابط حتى تغيرت حياة كافور بشكل كبير من عبد إلى ضابط في الجيش.
كافور الإخشيدي حر :
في عام 945م أرسله محمد بن طغج قائداً للحملات في سوريا والحجاز، حيث كانت خلفيته العسكرية قوية، كما أن خلفيته بالشؤون الدبلوماسية وإدارة الأمور بين الخليفة في بغداد والأمراء الإخشيديين التابعين للدولة، حتى استطاع في فترة قصيرة جداً أن يثبت قدرته على تولي زمام الأمور واستخدامه استراتيجيات ناجحة وإدارته الجيدة للبلاد حتى أصبح والياً على مصر، فلم يمنعه الرق في أن يصل للحكم ولا أن يتدرج في السلطة كذلك لونه وهيئته فقد كان العرب المسلمون يهتمون بجوهر الإنسان وليس بمظهره الخارجي وقد استطاع كافور إثبات نجاحه وكفاءته لإدارة الحكم في مصر خلال ولاية محمد بن طغج، ليصبح والياً بعد وفاته (كوصي على العرش).
كافور الإخشيدي والي مصر :
توفي محمد بن طغج في عام 946م ودفن في القدس، وتم تعيين كافور الإخشيدي واليًا على مصر. وكان كافور الإخشيدي شخصية شعبية ومحبوبة بين رجال الدين والعلم والفن والأدب، وكان يمنحهم الهدايا بسخاء حتى أصبح شخصية محبوبة وشعبية كبيرة.
يقال إن المتنبي دائما كان يمدح كافور في أشعاره، ولكن كافور لم يعطه ما يستحق، لذلك بدأ المتنبي يسيء إليه في كل مناسبة بإحدى الصفات، ومن بينها قوله
صار الخصي إمام الآبقين بها | فالحر مستعبد والعبد معبود |
لا تشتر العبد إلا والعصا معه | إن العبيد لأنجاس مناكيد |
من علم الأسود المخصي مكرمةً | أقومه البيض أم آباؤه الصيد |
وفاة كافور الإخشيدي :
مات كافور الإخشيدي عام 968م، بعد أن عاش في خدمة الدولة الإخشيدية لمدة واحد وعشرين عاماً قضاها في صراعات مع رجال الدولة لمحاولة إثبات جدارته وقوته وقدرته على قيادة الجيش ومن بعدها حكم مصر حيث عمل زيادة وتوسيع ممتلكات الدولة الإخشيدية، احبه المصريين وزادت شعبيته حيث كان يعمل على قضاء حوائج الناس بنفسه، كما أنه كام كريماً وسخياً مع رعيته وشعبه، وقد أثبت للجميع أن الرق ولون البشرة لم يكن سبباً في إعاقته عن التقدم في حياته، على العكس كان دافعاً له لإثبات جدارته، ورباطة جأشه في أحلك المواقف، استطاع أن يحيا حياته بشرف بين المصريين حتى مات بينهم في القاهرة وتم نقل جثمانه ودفنوه في القدس.